أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2















المزيد.....

حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 08:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يعيش أبناء الشعب العراقي مأساة حقيقية بعد تفاقم الاوضاع الامنية وفلتانها في الاشهر الاخيرة الى درجة لم يسبق لها مثيل , وخاصة أبناء الشعب الكلدوأشوري من المسيحيين المسالمين , حيث يتعرض هؤلاء الى حملة تكاد تكون منظمة يشترك في اقتراف اغوارها الدنيئة أطراف عديدة , كل من منطلق نواياه الخاصة , وتستهدف بلا أدنى شك ارغامهم على الرحيل وترك بلادهم التي ارسوا هم حضاراتها العريقة وهيئوا للانسانية اللبنات الاولى للتطور والرقي , فقد صار يتعرض العديد منهم في كل يوم للاغتيال والمضايقة وتتعرض دور العبادة ومن بينها كنائسهم بين فترة واخرى للاستهداف بالمتفجرات , وكان اخرها استهداف بضعة كنائس في بغداد صبيحة يوم أمس في أعقاب تحريض علني من رجال دين مسلمين يشاركون الارهابيين في توجاتهم في العلن دون خشية من حكومتنا أو دون وازع من ضمير .

وتفاقم الوضع الامني في العراق , أمر خطير ومؤسف في الوقت عينه , وهو لم يبلغ مداه اعتباطا , بل ساهم في اذكاء جذوته جهات عديدة , بصورة مباشرة أو غير مباشرة . فقد حدث هذا السبق تحت رعاية وتشجيع القوات الامريكية وادارتها , حين اطلق العنان لالاف المجرمين وتهيئة السبل أمامهم لاقتحام المؤسسات الحكومية ونهب محتوياتها والعبث بمقدراتها واشاعة الفوضى في كل مكان في الايام الاولى من اسقاطهم النظام البائد , وهكذا بدأ التطاول على القانون وتمييع قيمته المعنوية والرادعة في الوقت ذاته , وعلى المنوال نفسه سارت معظم الاحزاب الرئيسية , فعندما كانت عصابات المقتدى والارهابيين الدينيين على مختلف تشكيلاتهم ينتهكون حرية المرأة في الشارع والتعدي على المواطنين المسالمين من المسيحيين ومحاربتهم في أرزاقهم , ناهيك عن الانتهاك الفظيع والمقزز لحرمة الجامعات العراقية وفرض شرعهم وتخلفهم القرووسطوي , لم يحرك أحدا من هذه الاحزاب ساكنا , على الاقل بهدف التصدي لاستفحال هذه الظواهر وادانتها , ولم تشذعن هذا السلوك المرجعيات الدينية , حتى خيل لكثيرين ومن بينهم اساسا المسيحيون أن هناك تواطئا يشترك في صياغتة وتنفيذه هؤلاء وأدواتهم !

وما زال المنوال على الركب نفسه يسير بعد انتقال السلطة السياسية والعسكرية للقوات العراقية , وتشكيل حكومتنا الموقرة , التي وضع العراقيون بمختلف قومياتهم ومذاهبهم الدينية ثقتهم فيها أملا في وقف التعدي والتطاول على خصوصيات المواطنين في الشارع أو في المؤسسات أو غيرها من الاماكن .

لا أحد يمكنه تجاهل الاعباء الجسيمة الملقاة على عاتق الحكومة ورجالاتها في ظل وضع عصيب كهذا , حيث يذكي أواره ارهابيون عتاة قدموا من خارج العراق حقدا على تجربته الوليدة , وحلفاءهم من بقايا ازلام النظام البائد , ودينيون محليون متطرفون ومعتدلون , أو هكذا يحلو لكثير من المتوهمين تسميتهم , بينما هم محرضون أساسيون , أو صادروا فتاوة القتل ! فهم يهيئون الطريق ويعبدوه أمام هؤلاء الارهابيون والحاقدون على كل من يخالف فكرهم العتيق لاجهاض التجربة العراقية الوليدة , والتطاول على أبناء الشعب العراقي وخصوصا الحلقات الضعيفة في المجتمع كالمسيحيين والعلماء والمفكرين والمرأة .

لا نطالب الحكومة بأن تقوى على كل المعضلات في ليلة وضحاها , كما يحلم به ويتأمله أبناء الشعب العراقي من الوطنيين والغيورين على مستقبل العراق , لكنه لنا الحق كله , ان نحملها المسئولية كاملة , واضعين على رقاب المسئولين فيها العتب واللوم لتقاعسهم وتقصيرهم المبين في حماية أبناء الشعب العراقي ولاسيما المسيحيين منهم في العديد من الامور التي باتت لا تخفى , ويستطيع حتى المغفلين تلمسها بعين خفية أو حتى دون نظر ان شئتم !

عندما يطلق جلواز من هيئة علماء المسلحين , وهم من ا لداعمين للارهاب علنا , وعيني عينك يا حكومة , ويا علاوي , عندما يطلق العنان لمجموعاته الارهابية للاقتصاص من المسيحيين المسالمين , لا لذنب سوى لكونهم يعتنقون ديانة غير ديانة هؤلاء العلماء الارهابيين الذين لا يألون جهدا لاجهاض حلم العراقيين باقامة حكومة وطنية ديمقراطية تؤمن حقوق المواطنين بعيدا عن المذاهب والاعراق .

ألا يحق للعراقيين الغيورين على بلدهم وخاصة المسيحيين تحميل الحكومة وسيادة رئيس الوزراء شخصيا المسئولية الكاملة عن التغافل والتقاعس عن النهوض بواجباتها تجاه أبناء الشعب العراقي عامة وخصوصا المسيحيين الذين لا يتوفر أمامهم غير السلطات الحكومية للدفاع عنهم وحمايتهم من بطش المجرمين والارهابيين ؟ فالمواطن البسيط قد سئم زعيق رجالات الحكومة في الصحف والفضائيات , فهو يريد أفعالا لا أقوالا وتهريجا لا جدوى من وراءه غير امتصاص غضب المواطنين .ألا وجب على هيئات الحكومة القضائية اصدار دعوى توقيف ومساءلة بحق هذا الجلواز الملوي الذي مهد الطريق للارهابيين لتفجير الكنائس المسيحية , على الاقل لردعه هو ومن هم على غراره عن التمادي في غيهم والتطاول لا على المسيحيين فحسب بل على عامة أبناء الشعب العراقي ؟

الا يشكل التحريض العلني في الفضائيات على الاقتصاص من المسيحيين تهمة ان لم تكن جنحة خطيرة تستوجب المساءلة القانونية وتقديم المتسبب بها للمحاكمة ؟ لكن الحكومة غافية وعلاوي يستكين لشيوخ الفلوجة , وهو يستميت لكي يكسب ودهم ربما طمعا في أصواتهم الانتخابية ,ولكنك يا علاوي ستظل بنظرهم جاسوسا وعميلا لا غير حتى لو فرشت أمام اقدامهم السجاد الاحمر, بينما يتجاهل أصوات المسيحيين , وهم قوة انتخابية كبيرة ان فسح المجال أمام مسيحيوا الخارج بالمشاركة في الانتخابات .

عندما يتراخى تنفيذ القانون , وتفقد السلطات حزمها في التعامل مع المارقين , تبدأ الفوضى بالاحلال , ويصبح المواطنون الطيبون والمسالمون أسرى ورهائن تحت رحمة المجرمين والارهابيين , وتحل سلطة العصابات شيئا فشيئا محل الدولة , وهو ما يقبل على العراق هذه الايام .

وبعد تحرير مدينة سامراء وتخليص ألاهالي من العصابات الاجرامية بواسطة قوة عراقية صاعقة قوامها بضعة الاف من الرجال في بضعة ساعات لا يمكن الركون لاي مبرر تسوقه الحكومة حول تغافلها وتقاعسها عن تحرير كل البلدات العراقية الواقعة تحت سطوة المجرمين والارهابيين ولكن حضرة رئيس الوزراء يقف حجر عثرة وقوى اخرى من المتنفذين في الحكومة يقفون احجار عثرة في طريق الاقتصاص من هؤلاء المجرمين على ايدي قواتنا الباسلة التي يكبلها علاوي وأخرون ومن بينهم حتما رئيسنا المفدى الياور الذي لم تروض فحولته اثنتان فثلثهما وهو الحريص على أن لا تراق أي قطرة دم عراقية كما يقول في تصريحاته الصحفية , بينما يسبح أبناء الشعب العراقي في قطرات من الدم بل هي أنهارا ان شئتم !

ألا يحق لاهل الضحايا المنكوبين , ادانتك يا علاوي وادانتك يا الياور , وتحميلكم وزر الدماء الزكية التي تراق في كل يوم جديد يقبل على العراق , لانكم تتقاعسون عن القضاء على أوكار الارهاب مع انكم قادرون , وصولة سامراء تشهد على الامر , لاسباب تخصكم أو ربما لجبنكم , أو لانتهازيتكم , ولكن ليكون في علمكم ان كان الحرص على العراق وشعبه أمر يهمكم , فأن الحفاظ على استقرار البلد وتوفير الامان لابناءه يتطلب التعامل بالحزم والشدة مع المخربين والارهابيين وتقديم الولاء للوطن والشعب على أي ولاءات انتهازية وطائفية .



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصوليونا الشيوعيين ....... ما دهاكم ؟ حول صراع سلفيينا في ال ...
- ما هكذا يحارب الارهاب يا سادة ؟


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2