دياري صالح مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 12:12
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
في الوقت الذي بدات فيه الادارة الامريكية تستشعر بامكانية انفلات الامور من عقالها في مجمل منطقة الخليج , لصالح تغيير التوازن الاستراتيجي في تلك المنطقة المهمة لامريكا , ليكون امرا اخرا يصب في مصلحة القوى المضادة لها هناك .
وفي الوقت الذي وجد فيه الغرب نفسه محاطا بسيناريوهات معقدة لمستقبل غير مؤكد لامدادت النفط من اهم مناطق انتاجه التي يُعتمد عليها كثيرا في ادامة استقرار اسعار الطاقة في الاسواق العالمية , على اعتبار ان هذه الدول تدين بالتبيعة الكبيرة لما يجري في الخليج من احداث وتطورات , قد تفضي الى مزيد من الاضرار التي قد تلحق بالمستقبل الاقتصادي لتلك الدول في ظل امكانية تغيير اسس التنافس الجيوبولتيكي في هذا الاقليم .
وفي الوقت الذي بدات تتفجر فيه العديد من الازمات ذات الطابع الاحتجاجي بين الشعب والسلطة في اكثر من دولة خليجية صغيرة الحجم , كما هو الحال مع البحرين , عمان , قطر ( تحدثت الانباء في الايام السابقة عن محاولة انقلابية فاشلة ) , الكويت , لتكون بمجملها ازمات تؤثر في الوضع المستقبلي لاهم دولة خليجية , وهي المملكة العربية السعودية . هذا اذا ما اضفنا ايضا دور الازمة اليمنية المعقدة , لنجد ان اغلب تلك الازمات ذات مساس مباشر جغرافي – سياسي بهذه الدولة المهمة في جيوبولتيك الطاقة العالمي .
وقد ترافق مع ذلك تصاعد امكانية استثمار ايران والقوى الاخرى الداعمة لها لمثل هذه الاحداث , لتحقيق مزيد من المكانة الاستراتيجية المهمة لتحقيق الاهداف المرسومة في هذا الاقليم الحيوي , مضافا لها تفعيل جبهات الازمة بالطريقة التي تشتت بها القوة السعودية , لتحقيق مزيد من الوهن الداخلي في جسد الممكلة وبهدف توفير الارضية لزعزعة الاستقرار هناك , ومن خلاله تغيير مبدا التوازن القائم الان في منطقة الخليج .
رأت الادارة الامريكية والغرب عموما بان مجمل هذه المؤشرات تستوجب العمل على امتصاص حدة النقمة الداخلية والتركيز الاعلامي والحشد الطائفي الخاص بمنطقة الخليج , عبر توجيه الانظار الى حدث اخر لابد ان يكون على قدر عالٍ من الاهمية والوحشية في ذات الوقت , ليجعل العالم العربي ينشغل به اكثر من انشغاله بالخليج ودوله . وهو ما قاد الى التوصل المتأخر لقرار الحظر الجوي وشن الضربات العسكرية على ليبيا التي يبدو ان قيادتها المجنونة في طريقها الى ارتكاب المزيد والمزيد من الدمار بحق الشعب الليبي , لتكون هذه الخطوة التي اتخذها الغرب , خطوة اجبارية دفعته احداث الخليج لها بشكل او باخر , بهدف تغيير مسار التوجيه الاعلامي والشعبي عن احداث الخليج ذات الحساسية الكبيرة , والتوجه بها الى ليبيا , كي تضمن امريكا لذاتها امكانية التعاطي بشيء من التركيز على احداث هذه المنطقة , وهو الامر الذي قد يفسر من زاوية اخرى اناطة قدر كبير من المسؤولية الخاصة بالحرب الليبية الى فرنسا وايطاليا ومن ثم الى الناتو على وجه التحديد , على اعتبار ان امريكا بحاجة الى مزيد من التركيز على الخليج وما يمكن ان يحدث فيه من تطورات مستقبلية .
#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟