|
حقيقة الحرس الأحمر( مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: حقائق ومكاسب و دروس-)
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 00:56
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
حقيقة الحرس الأحمر( مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: حقائق ومكاسب و دروس-) ========================================================= فهرس كتاب " الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس " 1- مقدمة 2- الفصل الأول : الثورة الماوية فى الصين : 1- حقيقية ماوتسى تونغ و الثورة الشيوعية فى الصين. 2 - مقتطفات من وثيقة صيغت فى الذكرى الخمسين للثورة الصينية . 3 - حقيقة الثورة الثقافية . 4 - حقيقة الحرس الأحمر. 5 - حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة. 6- خرافات حول الماوية . 3 - الفصل الثاني : شهادات حية : 1- " كنا نحلم بأن يكون العالم أفضل مما هو عليه اليوم ". 2 - نشأة فى الصين الثورية. 3 - " الثورة الثقافية المجهولة - الحياة و التغيير فى قرية صينية." 4- الفصل الثالث : من الصين الإشتراكية إلى الصين الرأسمالية : 1- من صين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية: برنامج دنك الذى طبّق إثر إنقلاب 1976 يميط اللثام حتى أكثر عن الخطّ التحريفي الذى ناضل ضدّه الشيوعيون الماويون. 2- كابوس سوق دنك الحرة. 3- الوجه الحقيقي لل"معجزة الصينية ". 4- إنهاء عمل "الأطباء ذوى الأقدام الحافية " و الأزمة الصحية فى الريف الصين . 5- نهاية دنك سياو بينغ عدو الشعب. 5- الفصل الرابع : من تحرير المرأة إلى إستعبادها : 1- كسر سلاسل التقاليد جميعها . 2- كيف حررت العناية الجماعية بالأطفال النساء فى الصين الماوية. 3- النساء فى الصين : السوق الحرة الرأسمالية القاتلة. 4- النساء فى الصين : عبودية السوق الحرة . 5- النساء فى الصين : منبوذات السوق الحرة . 6- الفصل الخامس : من مكاسب الثورة الماوية فى الصين : 1- المكاسب الإقتصادية و الإجتماعية فى ظل ماو. 2- المعجزات الإقتصادية للصين الماوية، حين كانت السلطة بيدي الشعب. 3- كيف قضت الثورة الماوية على الإدمان على المخدرات فى الصين. 4- كيف حررت العناية الجماعية بالأطفال النساء فى الصين الماوية. 5- كسر سلاسل التقاليد جميعها. 6- معطيات و أرقام من كتاب "25 سنة من الصين الجديدة ". 7- الفصل السادس : إلى الأمام على الطريق الذى خطّه ماو تسى تونغ 8 – خاتمة ---------------------------------------------------------------------------------------------------------- - القصّة الحقيقية للحرس الأحمر - الحرس الأحمر : وانغ واي بينغ فى 1966 ، نهض ملايين الشبان كالإعصار خلال الثورة الثقافية الصينية.
... عندما توفي القائد الثوري العظيم ماو تسى تونغ فى 1976 ، إستولى المعادون للثورة على السلطة و أعادوا تركيز الرأسمالية فى الصين. لكن طوال ال25 سنة كانت الصين الماوية بلدا إشتراكيا. ففى ظلّ قيادة ماو، ساهمت جماهير الشعب فى النضال الثوري لتحويل المجتمع ، للقضاء على الطبقات و كافة اللامساواة و الإضطهاد. و أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، جرى إستنهاض ملايين الطلبة و العمال و الفلاحين لفضح و طرد القادة السامين و قادة الحزب الذين كانوا يسعون إلى إعادة الصين إلى الطريق الراسمالي. لقد أشار ماو إلى أنّه حتى مع العلاقات الإشتراكية الجديدة ثمّة بقايا المجتمع الرأسمالي و قاعدة اللامساواة. كما أشار إلى أن الإنقسامات الأساسية تستمر فى الوجود فى المجتمع الإشتراكي، بين العمل الذهني و العمل اليدوي ،و بين المدينة و الريف ، و بين العمال و الفلاحين. و قال إن برجوازية جديدة تظهر بإستمرار فى ظلّ الإشتراكية و نواتها المركزية فى أعلى مستويات الحزب و إنّ الصراع الطبقي يتواصل فى ظلّ الإشتراكية ، على طول الطريق نحو إلغاء الطبقات و تركيز الشيوعية على النطاق العالمي. مع الثورة الثقافية، طوّر ماوالشكل و الطريقة الأساسيين لتثويرالحزب والمضي قدما فى تحويل المجتمع بأسره، بإطلاق العنان للنشاط الثوري الواعي للجماهير للإطاحة بالبرجوازية داخل الحزب. ويعدّ هذا الصراع للحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية خطوة عملاقة فى النضال الثوري عبر العالم. و فيما يلى قصّة الحرس الأحمر التى تبيّن كيف أنّ ملايين الشبان إستنهضوا خلال الثورة الثقافية لتحفيز الصراع الطبقي و نشره.هذه قصّة سير الديمقراطية البروليتارية فى واقع ملموس. فى 18 أوت 1966 ، ظهر لأوّل مرّة على الملإ الحرس الأحمر بمسيرة بمليون شخص فى ساحة تيان آن مان. كتائب من الشباب ، منخرطين فى الثورة الثقافية ، كانوا يجوبون الشوارع و يغنون " الإبحار عبر المحيطات مرتهن بالرباّن" وأعلن ماو دعمه لهؤلاء المقاتلين الجدد ووضع على ساعده شارة حمراء للحرس الأحمر، وقد كتب عليها بحروف ثلاث هي "وانغ واي بينغ" .و من الصباح إلى المساء كان يرحّب بالحرس الأحمر مشجعا حماسهم و تساؤلاتهم النقدية و قائدا إياهم على طريق الثورة داخل الثورة. -------------------- كان الحرس الأحمر فى جامعة بيكين إفرازا لإحتداد الصراع الطبقي حيث ظهرت عشرات الآلاف من النصوص الحائطية المكتوبة بحروف كبيرة ( الدازيباو) وبات النقاش الساخن والصراع السياسي بسرعة على جدول الأعمال اليومية. وفى 5 أوت، أصدر ماو دازيباوه هو حاثاّ الشباب على "إطلاق النار على القيادات"، لنقد و معارضة الذين يوجدون فى مواقع سلطة و يعملون على جرّ الصين إلى الطريق الرأسمالي. و صدر "قرار ال16 نقطة" وهو وثيقة غاية فى الأهمية أقرّها الإجتماع العام الحادى عشرة للجنة المركزية الثامنة الذى إنعقد فى أوت. ثمّ أمست هذه الوثيقة ،"قرارال16 نقطة"، تمثّل المبادئ المرشدة لخوض الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. لقد تناولت الدورالمهمّ للشباب و إستخدمت كنداء لأكثر العناصر ثورية ليلتحقوا بالمعركة:" لقد قام عدد كبير من الشباب الثوريين الذين كانوا مغمورين فى الماضى يشقون الطريق بشجاعة و إقدام. إنهم أقوياء فى العمل و أذكياء. و بواسطة الإعلانات بالحروف الكبيرة ( دازيباو) و المناظرات الواسعة، يقومون بمناقشة الأمور،و يفضحون و ينقدون على نحو ناجز، و يشنون الهجمات الحازمة على ممثلى البرجوازية المكشوفين و المتسترين. و يكاد يستحيل، فى مثل هذه الحركة الثورية الكبيرة، ألا تبدو منهم نقائص من نوع أو آخر، إلاّ أنّ إتجاههم الثوري العام كان صحيحا منذ البدء،و هذا هو التيار الرئيسي فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. و هو المنحى العام الذى تواصل هذه الثورة التقدّم فيه." ( جان دوبيه " تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين1965/1969"، دار الطليعة، بيروت، ص288) و أضاف ماو فى رسالته الخاصّة "من حقنا أنونثور ضد الرجعيين" :" أقدّم لكم دعمى الحار ..." . و قد تمّ التعويل على الشباب بعفويته وروح جرأته ليكون محفّزا ،قوّة دفع ملايين الآخرين فى المجتمع إلى حلبة الصراع الحاسم للحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية. على نطاق واسع فى بيكين: إنطلق صراع فى جامعة بيكين دافعا الجامعات الأخرى إلى حلبة الصراع. فكانت أبواب الجامعة مفتوحة على مصراعيها وإلتحق بها آلاف الناس، البعض لمجرّد الفضول، وآخرون على إستعداد للسماع ،و العديد ريغبون فى المساهمة بتجاربهم الخاصّة فى الصراع. و جاء الفلاحون إلى الجتمعات فى أفضل لباس لديهم من الكمونات ( فلاحة جماعية/ نظام سياسي). لم يحلم العديد منهم بتجاوز عتبة الجامعة و الآن يرحّب بهم الطلبة بحماس. وكبرت الحشود و تشكّلت و أعادت التشكّل حلقات نقاش كبرى عبرالكليات الضخمة و حتى ساعات متأخرة من الليل. و جُهّزت الكلّيات بمكبرات الصوت و لكن حيث لم يستطع الناس السماع ، شكّل الطلبة محطّات ليشرحوا للحشود ما كان يجدّ و يقال. ومثلما صرّح أحد الطلبة إلى زائر غربي: " الآن و قد تجرأنا على الكلام،على التحرّك، صار الأمر رائعا! لم نشعر بهذا من قبل أبدا." و تواصل الكمّ الهائل من الدازيباو مع تعليق النقد والتهم والإستشهادات بمقولات لماو فى الأروقة و قاعات الدرس و جدران مؤقتة و الأسقف و حتى الأرصفة. و كان عمر عناصر الحرس الأحمر يمتدّ بين 12 و 30 سنة، والغالبية من طلبة المعاهد العليا، وعمرهم بين 12 و 17 سنة ، نظّموا أنفسهم فى أقسام و كتائب، وعيّنوا قيادات على مستويات الأقاليم والبلديات و إنتخبوا قادتهم الذين كانوا بإستمرار عرضة للإقالة. كان حينها شاب من أمريكا يدرس بمعهد من المعاهد العليا فى بيكين و شارك فى نشاطات الحرس الأحمر. و فى لقاء صحفي فى 1968، وصف كيف إندفع إلى الصراع فى جامعة بيكين قائلا: " مثلما ذهب أناس من معهدى العالى إلى جامعة بيكين ليكتشفوا ما كان يحدث، كان للناس من المدن الأخرى ذات الفضول فجاؤوا إلى بيكين. لقد سمعوا عن الغاضبين يجوبون الشوارع و يقومون بالثورة متبعين الرئيس ماو و "من حقنا أن نثور ضد الرجعيين" فجاؤوا. كان معهدنا يعدّ 1800 طالب عادي و فجأة وُجد به أكثر من 7 آلاف من تياندجينغ، يعيشون منتشرين فى المكان. و برزت فكرة إمكانية نشر الثورة بالتوجّه إلى خارج بيكين. و قرّرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أن تلك الفكرة جيّدة. و قد أدركت أن النظام التعليمي لا يمكن أن يغيّره سوى الطلبة ذاتهم و انّ الطلبة لا يمكنهم جعل النظام التعليمي فى خدمة الشعب إلاّ إذا عرفوا من يخدمون... كانت الفكرة فى الأصل إبقاء بعض الطلبة فى بيكين للحفاظ على جذوة الصراع هناك و إرسال المجموعات الأخرى إلى خارج بيكين لتبادل التجارب بيد أنّ كلّ شخص أراد السفر وسافر الجميع. أمّا أنا فبقيت لفترة أخرى وساعدت على توفير سكن للناس والتزويد بالغطاء و الغذاء لجميع الزوّار. كانت بيكين تعدّ خمس ملايين و إلتحق بها ثلاثة ملايين و نصف المليون. وجدت فوضى مطلقة، لكن ما من أحد مات جوعا إذ توفرت أماكن النوم للجميع ،إن لم يكن فى المعهد ففى منزل أحدهم. و ظلّ الناس فى بيكين لشهرين أو ثلاث أشهر". و لم يقف شباب الحرس الأحمر عند هذا الحدّ. ففى أوت و نوفمبر رحّب ماو بمسيرات مليون من الحرس الأحمر لثماني مرّات. وفى كلّ فترة زمنية إنضاف حوالي المليونين من "الزائرين" إلى سكان بيكين .إجمالا غزا حوالي 13 مليون شاب العاصمة فى تلك الفترة مردّدين نداء ماو: "لتأت بقية البلاد إلى بيكين أو لتذهب بيكين إلى بقية البلاد". و صدرت أوامر إلى جيش التحرير الشعبي لتسهيل تنقلات الشباب و بمساعدة السكان المحليين تصرفوا ليوفروا الغذاء و المأوى و النقل. جاء الشباب من كلّ حدب و صوب و كانت المسيرات ما تنفكّ طوال اليوم تمرّ بالشوارع و كانت مكبرات الصوت تصدح من كافة الجهات. و كانت الرايات منشورة و كانت الملصقات فى كلّ مكان ووزّع الحرس الأحمر المناشير و الجرائد بينما كانت حلقات نقاش تتشكّل فى كلّ زاوية من زوايا المدينة. وصف جان دوبيه فى كتابه "تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين" المشهد الحيّ فى شوارع بيكين وقتذاك: " وقد إتخذت الشوارع مظهرا غير عادي: كان يحاذى الفتيان المونغوليين، بأحذيتهم الضخمة و جلابيبهم الطويلة تشدها إلى خصورهم حزامات جلدية، فتيان الويغوريين بلباسهم البراق التقليدي لمقاطعتهم سنكيانغ البعيدة، و بين الحراس الحمر الآتين إلى هذه المنطقة الشرقية من الصين، ملتقى مختلف موجات النزوح خلال قرون عديدة، كان يميّز إلى النماذج المحلية الخالصة ، القريبة من السلالة التركية، أشخاص ذوو عيون زرقو شعر أشقر. و يشاهد أيضا فتيان من التيبت بقاماتهم القصيرة و الوجه لوحته شمس القمم العالية، يرتدون جلابيب ضخمة ملونة و يعتمرون قبعات من القشّ عريضة الجوانب، شبيهة بقبعات هنود البيرو. المحلات و حافلات الترام ، الحدائق و المطاعم، تدوى باللهجات و اللغات المختلفة."( جان دوبيه "تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين" ، دار الطليعة ،بيروت، ص81). و ركّزت الجهود الأولى للحرس الأحمر على فضح بقايا الإقطاعية والرأسمالية و مهاجمتها. فقد غيّر أسماء الشوارع و شارات المغازات التى تشير إلى أو تذكّر بالصين الإمبراطورية ، مسجّلا سياسيا أنّ التأثيرات الإقطاعية لا تزال موجودة و ينبغى النضال ضدّها بوعي. و قد طبع الشباب الثوري بميسم أحمر كلّ مكان قصده. و حين ذهب إلى مدينة شنيانغ ( سابقا مكدن) جرى تغيير إسم المدينة على يافطة محطّة القطار.عندما تكتب سشيانغ بحروف مقتضبة فإنها تعنى "غروب الشمس" فغيّر الحرس الأحمر الإسم ليصبح " الشمس الحمراء" .و قد صادر الحرس الأحمر كذلك أشياء مثل المسدّسات و قوالب الذهب و قطع الفضّة ورايات الكيومنتانغ ( الحكومة الرجعية المطاح بها) وسنوات قديمة و إشارات إلى أنّ بعض العناصر فى المجتمع لم تكن فقط تأمل فى العودة إلى "الأيام الخوالي" لكن عمليا كانت " على إستعداد" لدعم إعادة تركيز الرأسمالية. فى المعاهد عمل الشباب على تثوير النظام التعليمي بأسره. لقد نقدوا بقوّة المضامين القديمة و مناهج التدريس التى كانت تشدّد على الدروس المجرّدة مطلّقة عن الممارسة. و هاجموا الإداريين الذين كانوا مسؤولين عن جعل المعاهد محاضن تفريخ النخبة التكنوقراطية و الأكادميين ذوى الإمتيازات. و قد نشر مجموعة من الطلبة المقترح التالى فى " يومية الشعب": 1- إثر إنتهاء الثورة الثقافية الكبرى ، يتخرّج كلّ الطلبة الذين قضّوا على الأقلّ سنتين فى كليات الآداب و يرسلون للمساهمة فى الحركات الثورية الثلاث الكبرى أي الصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و التجريب العلمي و لمدّة طويلة يندمجون دون قيد مع العماّل و الفلاحين و الجنود. 2- يجب أن تستعمل كليات الآداب أعمال ماو تسى تونغ كمادة تدريس و أن يكون الصراع الطبقي موضوع بحث عميق. 3- من الآن فصاعدا على كليات الآداب أن تغيّر برامجها لتدرس سنة، سنتين أو ثلاث سنوات ، تبعا لتوجيعهات الرئيس ماو و متطلبات البلاد. زيادة على ذلك ، ينبغى تخصيص كمّية معيّنة من الوقت كلّ سنة للمساهمة فى العمل بالمصانع أو المزارع و التدريب العسكري و الصراع الطبقي فى المجتمع. 4- بشأن مناهج التدريس ، يتعيّن أن يتمّ التشديد على التربية الذاتية و النقاش. وعلى الأساتذة أن يقدّموا التعليم المناسب، و يمارسوا المنهج الديمقراطي للتدريس و يتبعوا الخطّ الجماهيري و يلغوا منهج التدريس بحشو الرؤوس بالمعلومات غير المهضومة. 5- من الآن فصاعدا يجب ان تضمّ المدارس العليا إلى صفوفها طلبة جددا من ضمن الشباب الذين صلّبوا عودهم فى الحركات الثورية الكبرى و الذين يملكون إيديولوجيا تقدّمية، و الذين بلغوا مستوى معيّنا من التعليم ،و ليس بالضرورة فقط من الذين مرّوا بالمعاهد الثانوية بما يسمح لأعداد كبيرة من البارزين من العمال و الفقراء سابقا و الفلاحين الفقراء و المتوسطين و رجال الجيش المسرحين بالإلتحاق بالمدارس العليا. " ( من " مقترحات للجنة المركزية و الرئيس ماو بشأن إدخال نظام آكاديمي جديد تماما فى كليات الآداب فى الجامعات"). ذهاب بيكين إلى بقية البلاد لقد شجعت القيادة الثورية للحزب الشيوعي الحرس الأحمر على " ذهاب بيكين إلى بقية البلاد" ، أي السفر عبر البلاد الصينية الممتدّة الأطراف لنشر الحماس الثوري و دفع ملايين الصينيين إلى حلبة الصراع الطبقي. و بالخصوص عقب إستقبال ماو للحرس الأحمر بساحة تيان آن مان، فى أوت، نشر الراديو و الهاتف أخبار الصراع فى جامعة بيكين إلى الأقاليم لكن الآن يرسل الشباب إلى أبعد و أعمق لخوض الصراع و نشره بطريقة ملموسة و عملية و لتبادل التجارب الثورية. و إتخذت إجراءات خاصّة لتيسير هذه "العلاقات الكبرى" حيث صدرت توجيهات لجيش التحرير الشعبي لمواصلة مساعدة شباب الحرس الأحمر فى سفره كما صدرت تعليمات لوسائل النقل لتسمح للشباب بالتنقل مجانا. و شرع الملايين من الشباب فى السفرعبر طول البلاد الممتدّة و عرضها. و أعيدت للعمل القاطرات و الزوارق المتوفرة القديمة ...أو ما شابه و أحيانا جرى تحويل وجهة بعض القطارات. و قد قطع بعض الحرس الأحمر مسافات هائلة. و نظّم "مسيرات كبرى" من 600 كلم و أكثر، معرجين فى طريقهم على المصانع و الكمونات فى محاولة لنشر التمرّد. لاحقا ، عندما تمّ تشجيع الحرس الأحمرعلى عدم إستعمال القطارات لأن النقل صار مختلا، قطع الشباب مئات الكلومترات مشيا على الأقدام إلى أماكن بعيدة مثل منشوريا و التيبت. لم يُرد الشبان أن يتقاسموا تجاربهم فى خوض الصراع الطبقي فى المركبات الجامعية فحسب بل أيضا أن يدفعوا الجماهير إلى الإنتباه إلى موظفى الحزب فى منطقتهم و إستعمال الدازيباو و تنظيم مقاومة البيروقراطيين التحريفيين الذين سيحاولون تخريب الصراع و تجنب إفتضاح أمرهم. حيثما ذهب الحرس الأحمر حمل معه أسلحته أي نسخ من " الكتاب الأحمر" ( "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ") و كذلك "وثيقة ال16 نقطة". و طبع الشباب فضلا عن ذلك دعاية على عين المكان، مستعملين طابعات صغيرة محمولة صارت إحدى علاماتهم المميّزة و بهكذا طريقة صار الملايين من الصينيين جزءا حيويا من إنجاز الثورة الثقافية. و تمّت تعبئة النشاط الواعى للناس على نطاق واسع لكشف و إستهداف أتباع الطريق الرأسمالي. و فى السيرورة، عمّقوا فهمهم الخاص للضرورة و لكيفية خوض الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية. واحدة من الروايات فى جان مردال و كتاب فان كاسل :" الصين : الثورة مستمرّة " تلتقط تأثير الحرس الأحمر عندما زار الكمونات. لقد ورد فى لقاء صحفيا مع فو هاي تساو فى قرية ليولينغ حول تجربته مع الحرس الأحمر: " جاء الحرس الأحمر فى خريف 1966. فى المرّة الأولى ، سبعة منهم. و فى المرّة الثانية ،عشرة . و من سبتمبر إلى ديسمبر 1966 ، جاء ت مجموعات حرس أحمرمختلفة. و بقيت كلّ مجموعة لأسبوع أو لعشرة أيام. و هكذا بدأت الثورة الثقافية فى صفوفنا. جاء الحرس الأحمر حاملا كتاب "مقتطفات من أقوال الرئيس ماتسى تونغ " وكانوا يقرأون لنا مقتطفات لم نسمع بها من قبل و يقدّمون خطابات و ينظّمون نقاشات جماعية. رحبنا بهم بقرع الطبول. وصلوا إلى كهوفنا و جعلنا فراشهم دافئا حتى لا يصابوا بمرض. و قاموا بما جاؤوا من أجله. جميعهم ... الحرس الأحمر كانوا منظّمين للغاية. قسّموا أنفسهم و زاروا كلّ عائلة فى القرية. قرأوا مقتطفات و حدّثونا عن الثورة الثقافية فى بيكين و شنغاي. و لم يسبق أن وجد بالقرية مثل ذلك العدد من الغرباء. و قد سألونا عن حياتنا و أرادوا التعلّم منّا. سألونا عن كيف كنّا ندير الأمورهنا ضمن الفرقة [ وحدة العمل الجماعي] . و دخلوا فى نقاشات مع الكوادر القيادية للفرقة فى إجتماعات مفتوحة و سألوا عن نقاط العمل [ نقاط يحدّد وفقها الأجر] و ما إلى ذلك. منهم حصلت على كتاب المقتطفات الذى وزّعوه على جميع العائلات. و فى النهاية حصل الجميع على الكتاب. لقد عني لنا الحرس الأحمر الكثير. كنّا نقرأ و نقارن المقتطفات بما كان يحدث هنا فى ليولينغ، وإستخلصنا أنّنا نحتاج إلى تغيير العديد من الأشياء. والذين لم يكونوا يستطيعون قراءة المقتطفات بأنفسهم قرأناها لهم بالصوت العالى." و روى عن فلاح آخر، ماو باي هسين: " حسنا ، أوّل مرّة قابلت فيها الحرس الأحمر لم أكن حقا أفهمهم و تساءلت عن سبب مجيئهم إلى هنا. تساءلت عن دوافعهم للمجيئ إلى هنا. ثمّ تحدثت معهم و ناقشنا المسألة. فأدركت أنّهم جاؤوا إلى هنا بإعتبارهم صوت الرئيس ماو واللجنة المركزية للحزب. إلى مجيئ الحرس الأحمر، لم أكن قد قرأت المقتطفات. لقد سمعت فقط عن مؤلفات الرئيس ماو. لكن كان من العسير الحصول عليها. و كان ثمنها غاليا أيضا. و كذلك لم تكن قراءتها سهلة لهذا كان من المهمّ بالنسبة إلى ّ الحصول على "مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ". درستها عن كثب و بعد قراءتها ، إستجمعت شجاعتى و كتبت نصّى الحائطي ذى الحروف الكبيرة وألصقته فى الخارج على الجدار". بالفعل كانت أدوات دعاية الحرس الأحمر ضرورية و بعد قرار الإجتماع 11 للجنة المركزية بإعادة طبع كتاب ماو الأحمر ، بداية من أوت 1966، طبعت ملايين النسخ ووزّعت عبر البلاد. وفى إجتماعات الحرس الأحمر سواء الكبرى منها او الصغرى كانت تتمّ دراسة و نقاش مؤلفات ماو وكذلك ماركس و إنجلز و لينين و ستالين. و تشير أرقام منشورة بالنسبة لسنة 1967 إلى الدورالواسع الذى لعبته هذه الدعاية فى الصراع : "المؤلفات المختارة لماو تسى تونغ/ 350 مليون نسخة،"القراءات المختارة " / 48 مليون نسخة، "الأشعار" / 575 مليون نسخة. و قد غزى الحرس الأحمر كذلك المصانع و أحيانا كثيرة أوقف الإنتاج بها. كانوا يأتون فى أي وقت دون سابق إعلان و يدخلون أقسام العمل و ينظمون إجتماعات فورية ومن هذه الحركات ، أخذ العمال يتبعون مثال الحرس الأحمر و نظّموا عديد أنواع المنظمات الثورية. و تمّ توفير الورق و الحبر للمعلقات ذات الحروف الكبيرة فى أماكن العمل مجانا وأرسلت عربات إلى مختلف القطاعات و المؤسسات لتكون فى متناول "المتمرّدين". و كانت مصاريف طباعة المناشير وتركيب مكبرات الصوت و تنظيم الإجتماعات تغطيها أيضا مختلف المؤسسات و المصانع المحلّية. و أشار ماو إلى أنّ نشاطات الطلبة لم تكن، فى حدّ ذاتها، حاسمة. فمن وجهة نظره، كان بمستطاع الشباب أن ينهض بدور المحفّز لكن فقط العمال و الفلاحون و قد إستنهضوا سياسيا، كانوا فى موقع يخوّل لهم تغييرميزان القوى و الإسترجاع الحيوي لمواقع و أجزاء السلطة من أيدى الذين يحاولون إعادة تركيز الرأسمالية. لذا كان غاية فى الدلالة أن تشرع المنظمات الثورية ضمن البروليتاريا فى الظهور و بالتالى فى لعب دور قيادي فى مواصلة الثورة الثقافية. من حقنا أن نثور ضد الرجعيين ألقى الحرس الأحمر على عاتقه بحماس مهمّة فضح الرجعيين. و بينما جرى نقد التحريفيين المحليين ، إستهدف أولئك فى المواقع العليا من الحزب أتباع الطريق الرأسمالي بصفة خاصة. و لكن هذا لم يكن مجرّد مسألة نعت للناس ثمّ طردهم من وظائفهم. لقد خيض الصراع و تمّت الدراسة من أجل أن تعمّق الجماهير فهمها لمسائل الخطّ السياسي و الإيديولوجي. لقد كانت الجدران وواجهات المغازات و حتى الأرصفة مغطاتا بالملصقات و الشعارات ذات الحروف الكبيرة و الكاريكاتور و كانت الشوارع مزدانة و المسيرات تتحرّك على إيقاع الطبول و كانت تنظّم الإحتفالات بالإنتصارات الثورية أي نقل السلطة فى معهد أو كمونة أو مصنع. و فى مثل هذه الحالات كانت الإشارات تعلّق على الأبواب معلنة تشكّل لجنة ثورية و إنتصارا على أتباع الطريق الرأسمالي. فى بدايات سبتمبر، كان الحرس الأحمر قد واجه مقاومة. إذ هوجم البعض، بإسم ماو، من قبل مجموعات من العمال و الفلاحين إستنهضهم أتباع الطريق الرأسمالي فى الحزب. و صارت هذه الرجعية كذلك أكثر تنظّما حيث شكلت مجموعات و سافرت و ركّزت قيادات خاصة لعرقلة أعمال الحرس الأحمر، و بعثت بممثلين إلى بيكين لتبليغ شكاويها إلى اللجنة المركزية. "لا يسمح بالقمع" صرّح ماو عندما سمع عن الهجومات ضد الحرس الأحمر. و دعّم و ساند الحرس الأحمر فى سعيه لعدم السماح لهذه الهجمات بإيقاف التمرّد : " فى بلد كبيرمثل بلدنا لا يجب أن يكون المرء مستاء من الإضطرابات التى تتسّب فيها حفنة من الناس ... إنها تصلب عود الشباب و تساعدهم على فهم أن ّ الطريق الثوري طريق وعر". و عاد غالبية الحرس الأحمر إلى معاهدهم وواصلوا خوض الصراع هناك. لكن بسفرهم إستنهضوا الملايين للمشاركة فى و الصراع حول المسائل المفاتيح لخوض الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية. و بالطبع، غالبا، لم تكن الأمور واضحة من الوهلة الأولى فالذين يعارضون ماو يدعون رفع رايته و يقولون إنهم الثوريون الحقيقيون. لذا على الجماهير أن تتعلّم التمييز بين ما هو ثوري و ما ليس بالثوري بالتحليل العميق لما يتمّ قوله ثمّ و أكثر حسما، ما يمارس عمليا. و المهمّ هو كشف ما يحدث تحت السطح و المرور من الظاهر إلى باطن الأشياء، بمعنى هل أنّ الأمور تسير فى الطريق المؤدى إلى الشيوعية أم طريق آخرهو العودة إلى الرأسمالية.
على نحو غير مسبوق تاريخيا، عبّأت الثورة الثقافية الجماهير على نطاق واسع حقّا، وكان شعارها فى المعارك تأكيد ماو: " من حقنا أن نثور ضد الرجعيين" بهذا تجرّأ الحرس الأحمر إلى درجة عالية و كبيرة على الإطاحة بالتقاليد و دافع بجسارة عن الخطّ الثوري لماو تسى تونغ و كرّس روح و جوهر مضمون الثورة الثقافية فى كلّ ركن من أركان البلاد./.
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهادات حيّة عن الحياة فى ظلّ صين ماو الإشتراكية (الفصل الثان
...
-
حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة ( مقتطف من كتاب- ا
...
-
الوجه الحقيقي لل-معجزة الصينية - (مقتطف من كتاب- الثورة الما
...
-
حول تلخيص الحركة الشيوعية النيبالية ( مقتطف من كتاب – لندرس
...
-
الحركة الشيوعية العالمية و دروسها التاريخية( مقتطف من كتاب-
...
-
ما هي الشيوعية ؟ ما هو تاريخها الحقيقي؟ ما هي علاقتها بعالم
...
-
أساس الاقتصاد السياسي لحرب الشعب فى النيبال( من كتاب – لندرس
...
-
الماركسية-اللينينية-الماوية :من وثائق أحزاب شيوعية ماوية( ال
...
-
الحركة الأممية الثورية : بيان سنة 1984 و بيان سنة 1993( الفص
...
-
مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث
...
-
لنكسر القيود ، لنطلق غضب النساء كقوّة جباّرة من أجل الثورة !
...
-
الثورة البروليتارية و تحرير النساء (الفصل الخامس من كتاب - ت
...
-
الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة!
...
-
تشانغ تشنغ : الطموحات الثورية لقائدة شيوعية ( الفصل الثاني م
...
-
بقية (الفصل 5) : الماوية: نظرية و ممارسة -8- تحرير المرأة من
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة - 8 -تحرير المرأة من منظور علم الثو
...
-
بصدد التطورات فى النيبال و رهانات الحركة الشيوعية = نقد الحز
...
-
ثورة النيبال: نصر عظيم أَم خطر عظيم!(من كتاب - الثورة الماوي
...
-
من تمرّد نكسلباري إلى الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) ( مقتطفا
...
-
لنقاتل من أجل إنقاذ الثورة فى النيبال! _ من كتاب -الثورة الم
...
المزيد.....
-
أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث
...
-
صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي
...
-
م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم
...
-
تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق
...
-
أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما
...
-
باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين
...
-
المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا
...
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|