أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - هل تتجه ليبيا القذافي ... نحو التقسيم..؟؟















المزيد.....

هل تتجه ليبيا القذافي ... نحو التقسيم..؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 20:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أعلنت الولايات المتحدة أن الأجواء الليبية مؤمنة تماما ضد أي طائرات ليبية قد تنطلق من أي مطار ليبي ، كما أن قدرات قواعد الصورايخ الليبية قد عطلت تماما ، وبذلك يكون الهدف الأول من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 قد تحقق على أرض الواقع. أما الهدف الثاني وهو حماية المدنيين فيجري تنفيذه من خلال ضرب قوافل المدرعات الحكومية المتحركة صوب المدن أو المحتشدة بالقرب منها ، وقد جرى بالفعل تدمير الامدادات المحتشدة حول مدينة بنغازي ، وبذلك جنب سكانه من عمليات ابادة كانت على وشك الوقوع. ورغم مرور أسبوع على عمليات فجر أوديسته لا تبدو في الأفق أي بادرة أمل لوقف نزيف الدم وهدر المال أيا كان دافع ثمنه ، فما عدا أقاويل عن محاولات توسط لم تظهر بعد خطة جادة لوضع نهاية قريبة لأعمال عسكرية قد تتطور إلى حرب أهلية قبلية شرسة.
الجامعة العربية التي يعنيها الأمر فبل أي جهة أخرى وقفت متفرجة ، ولم تتحرك للتوسط في رأب الشرخ الذي يزداد اتساعا وتعقيدا بين الشعب الليبي وحكومته. الكل يتذكر موقف الجامعة العربية في ظل رئيسها الحالي عمرو موسى ، وكيف عارضت بشدة خطة التدخل العسكري ضد العراق التي كانت الاستعدادات لها تتصاعد قبل أن تتخذ طريقها للتنفيذ عام 2003. فلماذا عارضت التدخل العسكري في العراق ، بينما قامت هنا بالطلب من مجلس الأمن الدولي بالتدخل العسكري لفرض منطقة حظر جوي يقوم بتنفيذها التحالف الغربي على الأجواء الليبية ، مواقف متناقضة يصعب تفسيرها.
الأمم المتحدة هي الأخرى لم تتوسط لنزع فتيل الأزمة في حين كان عليها فتح قنوات اتصال مع الطرفين لتامين الوقف الفوري لاطلاق النار ، تمهيدا لتقريب وجهات النظر المتباينة بينهما و تشجيعهما للجلوس معا على طاولة المفاوضات باشرافها. محاولة كهذه لو حصلت لكانت أنقذت حياة مئات المواطنين نساء وأطفالا بصرف النظر أن كانوا من المعارضة أو من أنصار النظام. لكن ما يجري على أرض الواقع هو تعزيز دور المعارضة المسلحة من جانب وإضعاف دور القوات الحكومية بتجريدها من وسائل الهجوم أو الدفاع عن المواقع التي تتواجد فيها في أنحاء البلاد. وتنفيدا لهذا الهدف تقوم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بالدورالرئيس لعزل طرابلس والمدن الغربية القريبة منها عن مدينة بنغازي في الشرق ، حيث تقوم لليوم السادس على التوالي بقصف خطوط الامدادات العسكرية الحكومية المتجهة إلى هناك لتعزيز فلول القذافي في تلك المنطقة. وكان الأميرال مايكل نولن رئيس الأركان الأمريكي قد صرح ، " بأنه بعد اقامة منطقة الحظر الجوي فلن يكون بامكان قوات القذافي في الغرب من مواصلة الدعم اللوجستي لقواته في بنغازي التي تفصلها عن بعضهما حوالي ألف كم ".
رأي الأميرال الأمريكي يثير التساؤلات عن مغزى عزل غرب ليبيا عن شرقها ، ويدق ناقوس الخطر حول انهيار الدولة الليبية ، بتفتيت وحدتها بين القبائل المكونة للمجتمع الليبي. فلا يمكن فهم العمليات العسكرية المكثفة والواسعة التي تقوم بها قوات التحالف تحت عنوان الحظر الجوي ، باعتبارها مجرد عمليات لحماية المدنيين ، فنظرة أشمل لما يجري على الأرض وفي الجو تشير بوضوح إلى ميلاد دولتين ليبيتين واحدة في الغرب وأخرى في الشرق. قد يكون التقسيم في الحالة الليبية الراهنة حلا وسطا ، تضطر اليه دول التحالف على الأقل في الأمد المتوسط. هذا اذا ما حاولت القيادة السياسية للتحالف الغربي الابقاء على القذافي وعدم اجباره على التنحي ، حيث سيعزز هذا من اصرار المعارضة الليبية على الانفصال واقامة كيانها المستقل عنه بأي ثمن. فالتحالف الغربي الشاهد على الحالة التي تعيشها الصومال منذ ثلاثة عقود غير مستعد للتورط في حرب ليبية أهلية طويلة قد تتحول إلى نزاعات قبلية لا نهاية لها. وهذا ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالقول ، " بأنها تخشى من تحول ليبيا إلى دولة فاشلة، وأن تصبح نسخة مكبرة عن الصومال".

العامل المعجل للسير في طريق التقسيم هو التشبث غير المعقول بالسلطة من جانب القذافي ، فالرجل أعلن أنه سيقاتل حتى آخر قطرة من دمه ودماء شعب ليبيا. شعور القذافي هذا هو نفس شعور أسلافه صدام حسين ومبارك وبن علي ، وهو نفس شعور علي عبد الله صالح وبشار الأسد وملوك وأمراء السعودية والخليج ، فتلك الزعامات تفرض وجودها على رأس دولها برغم رفض مجتمعاتها لها ، وهي ظاهرة لسوء الحظ تحاط بتقدير وحماية الدول الكبرى برغم تعارضها مع قيمها الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان. ينقل عن وزير الخارجية الاسترالي الأسبق ، والرئيس الفخري لمجموعة الأزمات الدولية السيد غاريث ايفانز قوله : " إن السيادة ليست رخصة للقتل، ولا ينبغي لأي دولة أن تتخلى عن مسؤوليتها في حماية شعبها من الجرائم ضد الإنسانية، ناهيك عن تبرير ارتكاب مثل هذه الجرائم نفسها، فعندما تفشل دولة ما بشكل واضح في توفير هذه الحماية، فإن المجتمع الدولي يصبح مسؤولا عن توفيرها عن طريق اتخاذ تدابير «جماعية وحاسمة وفي وقتها المناسب» من خلال مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة."

واذا ما أزحنا سيناريو التقسيم المحزن جانبا ، واذا ما تمعنا في التصريحات الأخيرة لمسئولين في وزارات الخارجية في كل من لندن وواشنطن وباريس ، يحق للبعض المتفائل منا أن يتطلع إلى بصيص أمل ، والى خيط ضوء في نهاية النفق. فقد صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لاذاعة ( آر تي أل ) قائلا " لا أتخيل بعد كل ما جرى وما يجر ي في العالم العر بي أن نظاما يجسده شخص كالقذافي قادر على الاستمرار، ولكننا نريد أن يقرر الليبيون أنفسهم هذا الأمر". وقال : " أن المرحلة التالية ستكون مبادرة سلام ، يجب التفكير الآن بإحلال السلام ، بتوفير الشروط لحوار وطني بين المجلس الوطني الانتقالي وقوى سياسية أخرى ربما، هناك الكثير من السلطات التقليدية في ليبيا".
وكان السيد دينيس ماكدوناو مساعد مستشار الأمن القومى الأمريكي قد أدلى لمراسل شبكة (إم. إس. إن بى. سى) الإخبارية برايه في ما يجري في ليبيا قائلا: " لا يفاجئنى أن يكون بعض رجال القذافى قد حاولوا تحت الضغط الكثيف منه لإجراء اتصالات معنا سعيا وراء مخارج لأزمتهم الشديدة والمخيفة." لكن مسئولا في وزارة الخارجية الأمريكية قد أفصح عن بعض تفاصيل تلك الاتصالات ، حيث قال: " أن وزارة الخارجية الأمريكية تلقت مرارا اتصالات حتى بداية الأسبوع من مسئولين ليبيين مثل وزير الخارجية موسى كوسا وعبد الله السنوسى صهر العقيد معمر القذافى وأحد رؤساء أجهزة الاستخبارات ، وإن المحادثات تطرقت إلى احتجاز أربعة صحفيين " ، كما جاء فى صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية يوم 23 آذار الجاري.
لنتفاءل خيرا ، فالشعب الليبي الشقيق جدير بالسلام والرخاء ، وحان الوقت لينعم بثروات بلده الوفيرة التي بعثرت في العقود الأربعة الماضية دون تخطيط رشيد وارادة حكيمة ، وهو قادر بقواه الوطنية الواعية أن يقود التحولات ويكرسها لخدمة كافة أبنائه دون تمييز.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا ... في الذكرى الثامنة لغزو العراق..
- هل أعطت واشنطن الضوء الأخضر للقذافي .. لإبادة شعبه.. ؟؟
- الوجه الآخر ... الحقيقي لرئيس وزراء العراق...؛؛
- أيها الليبيون .. اسألوا العراقيين عن الإحسان الأمريكي.. .؛؛
- المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛
- ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟
- قلوب العراقيين معكم ... أيها الليبيون الأبطال ..
- هل تنحني حكومة بغداد ...لثورة العبيد... ؟
- العراقيون .... لو ثاروا....؟؟
- العراق .. بعد تونس ومصر ... يرفع من الديوانية راية ثورته..
- العراق على طريق الديكتاتورية من جديد.. ..؛
- ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية -.. ...
- الحرب الباردة ... وانهيار التجربة الاشتراكية ... ( السادس وا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ...(الجزء الخامس ...
- الحرب الباردة … ونهاية التجربة الاشتراكية … ( 4)…
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ... ( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الأو ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - هل تتجه ليبيا القذافي ... نحو التقسيم..؟؟