|
هل ينجو المغرب ؟؟
عبد الجليل موراق
الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 19:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
ماذا لو رفض المغاربة الدستور المرتقب وصوتوا بلا ؟ ماذا سيكون موقف و رد المؤسسة الملكية إذاك ؟ وهل واقعا هناك هامش لقول لا ؟ أم هل المشهد كله مجرد نسخة ناعمة لشعار نعام نعام أ الملك ؟ هل ماتعكف اللجنة على صياغته مجرد مسودة قابل للتعديل والتطويرأوهو دستورملكي نهائي يبدأ مفعوله و قوته القانونية مباشرة بعد الانتهاء من الاستفتاء السياسي ؟ و هل خيار الدستورالممنوح في الظرف الراهن خيار صائب ؟ بل هل لجنة ملكية معينة ستقدم فعلا جوابا شافي كافيا وافيا لإنتظارات الشارع المغربي ؟ ما هامش المناورة الذي حافظت عليه المؤسسة الملكية أمام دستور غير تعاقدي ؟ تقف الدولة المغربية- المخزن - اليوم أمام استحقاقات لا مفرمنها ، وأسئلة مصيرية لا محيد عنها، أمام منعطف - و لسخرية القدر أو قسوته - تأخر أكثر من 10 سنوات ، كان سيكون له سحر التأثير و تأثير السحر لو تزامن مع وصول محمد السادس الى سدة الحكم . منعطف مصيري لابد من ولوجه ، ويبقى عمق إلتقاط الاشارات ومدى استعاب الوقائع والاجتهاد الذاتي الواقعي بعيدا عن الهوى و الفنتازيا و العنتريات هو صمام الامان لسلامة الخروج منه بمزيد من التماسك والصلابة والبناء لقطع الطريق على حملات تشكيك المتلصصين الشامتين و المتربصين الحقيقيين والوهميين. في تقديري وتبعا للأحداث والشواهد المتسارعة على الأرض وما خلفته صرخة سبارتكوس العرب ـ الشهيد البوعزيزي ـ التي أعلنت بداية الهدير العربي الذي جرف و يجرف وسيجرف كل المومياءات الى مزبلة التاريخ مكانها الطبيعي . أمام الدولة ثلاث خيارات : - أولا الارتكان الى معجم المستقبليات بإطلاق المزيد من الوعود والاماني والتمنيات و المتمنيات، بكلام طنان ملتبس وعبارات دسمة عامة مبهمة بجرعة زائدة –لزوم المرحلة - من الينبغيات ( مثل : ينبغي الحذر كل الحذر من أعداء الامة في هذه المرحلة الحرجة ، ينبغي خلق مناخ سياسي و اجتماعي للمرحلة ، ينبغي.....) . وذلك باستعمال أفواه العائلات (الاحزاب) الساسية أصحاب الفكر الانتهازي المعروض للبيع و الباحثين عن شهادة حسن السلوك في تعبئة و تجييش الابرياء و البسطاء مع تسخير نفس الاعلام المتخشب الذي يسبب الوجع لجلب نفس طينة الضيوف العصابية التي تثير الشفقة والتقزز معا ، في برنامجي : حواركرتوني ومباشرة عليكم . وهو الحل السهل لأنه ديدن الأدارة المغربية و ينطوي على بعض التحايل السياسي المزعوم غير أنه تحايل متقادم طفولي سمج مفضوح لن ينطلي على جدتي ، وهي محاولة بليدة في النهاية للألتفاف على انتظارات الشعب و الشباب تحديدا ، وهروب جبان و قفز على الحقائق المنتصبة كالاهرام ، وهو نفق مسدود لايحل الازمة بقدر ما يؤجل الانفجار. وسيكون المسمار الاخير في نعش مصداقية الدولة . -الخيار الثاني : خيار زنكة زنكة ، شبر شبر، دار دار ، وهو الخيار الذي يتحرق اليه أيثام البصري وأرامله المتنفعين وتجار العفن السياسي والجهات الامنية الحاقدة لتفعيله والركون إليه لتسترد البساط الذي بدأ الشعب يسحبه منها والذي كان دائما أوكسجين استمرارها بل ووجودها .وهو خيار أيضا في واقع الامر ليس صعبا على من سيحرم من دلال سلطة المال و سلطة النفوذ والرفاه ب البليكي ، ليس عسيرا عملا بقاعدة من يمنح يستطيع أن يمنع ، إذ يكفي إعادة تفعيل ترسانة كل القوانين السالبة للحريات العامة : (الارهاب، التخابر مع دول معادية ، المس بالمقدسات ... ) للدفع بالمدفعية الثقيلة الى الواجهة ، ابتداءا بزوار الليل والمحاكمات الصورية و الاعتقالات و الاختطافات وانتهاءا بتوزيع صكوك الوطنية ومن مع الملكية ومن ضدها. وهو خيارا أرعن غير محسوب ، يختزل البؤس و العجز وعمى الالوان ، الانانية المفرطة المرضية . وهو إعلان صريح للعودة الى سنوات الرصاص.. ونحن والدولة معا نعرف تبعات ونتائج هذا المسلك المأساوي ولنا في ليبيا و اليمن و مملكة البحرين ادل دليل . و لا أظن أن الدولة المغربية غبية الى درجة تنحو معها هذا المنحى الانتحاري المكلف ، الذي لا يبقي و لايذر و خصوصا انها ستكون هي الخاسر الاكبر في ظل عالم لم يعد قرية صغيرة بل زنكة صغيرة . الخيار الثالت و هوخيار طوق النجاة الحتمي الطبيعي و المرجح و المرجو : أي اللحاق بالتاريخ الحديث والحفاظ على الريادة الحقوقية في المنطقة بالاستجابة لمطالب الشعب الطبيعية و المستحقة في العيش بكرامة تحت ظل الديموقراطية كما هي متعارف عليها كونيا (بلا ديك الهدرة ديال الخصوصية المغربية ). وهو الخيارالافضل والممكن والواقعي والمطلوب والايجابي ولن نبالغ إذا قلنا الوحيد . وهو أسهل الخيارات وأيسرها في ظل حماسة وإستعداد الشباب للانخراط الكامل والواعي للوقوف الى جانب الملكية لبناء مغرب نفتخر جميعا بالانتماء إليه ، مغرب يحبنا كما نحبه ، ويعشقنا كما نعشقه ، يلتزم بمواعيدنا كما التزمنا دائما بمواعيده . وسر سهولة وأفضلية هذا الخيار يعرفها المغاربة جميعا. نتمنى صادقين أن يكون الدستور المرتقب نهاية الاحباط الشديد الذي نعيشه و بداية مغرب يليق حقا بالمغاربة .
#عبد_الجليل_موراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عذرا للديموقراطية المغرب اسثتناء
-
الأنسان هو الأسلوب يا وفاء
المزيد.....
-
-45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام
...
-
مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س
...
-
-الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
-
إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في
...
-
أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
-
-الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية-
...
-
مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
-
ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
-
دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
-
توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|