أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امين يونس - عُطلة بين عُطلتين














المزيد.....

عُطلة بين عُطلتين


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 12:13
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أعتقد ان معظم التلاميذ والطلبة وفي كافة المراحل الدراسية ، عندنا في العراق ، يفرحون كُلما إزدادت أيام ( العُطَل ) .. والنظام هنا ، أو بالأحرى " اللا نظام " ، يتفنن ويُبدِع في إختراع المناسبات الوطنية والقومية والدينية والمذهبية ، التي تستحق ان يُعّطَل الدوام فيها !. فما عدا أيام الجمعة ، فان الجامعات والعديد من المدارس ، يكون فيها السبت او الخميس ، عطلة .. وإذا صادفَ ان يكون يوم الأربعاء أو الأحد عطلة ... فأما يصدر بيانٌ رسمي بإعتبار اليوم المُصادِف بين عُطلتين ، عطلة أيضاً !، أو ان المُدَرسين والمعلمين أنفسهم ، يُلّمِحون مُسبَقاً ويُحّرِضون التلاميذ على عدم المجيء في ذلك اليوم . فلو إفترضنا ان السنة الدراسية بصورةٍ عامة تتكون من ثمانية أشهر ، اي 240 يوم ، وإحتسبنا أيام الجُمَع حوالي 34 يوم والكليات والمدارس التي فيها يوم عطلة آخر عدا الجمعة 34 يوما أيضاً ... وعطلة نصف السنة والعطلة الربيعية والأعياد والمناسبات الدينية والمذهبية والعُطل بين العطلتين ، والتي تبلغ جميعها حوالي 42 يوماً على أقل تقدير .. فأن المجموع يبلغ 110 يوم عطلة ، ويبقى 130 يوم دوام فعلي .. هذا لو إفترضنا بحُسنِ نِيّة ، ان هذه ال 130 يوم يكون فيها الدوام مُنتظماً ، وان المُدّرس لايُعاني من صداع حاد بسبب سهرهِ الطويل ، او ان المُعّلِمة لاتتغيب .. وان الإدارة لاتُغلق المدرسة لأيام بحجة : طلاء جدران وسقوف الصفوف ، وبإعتبار ان الرائحة سوف تؤذي التلاميذ [ معظم الإدارات تصبغ المدرسة في عِز الدوام ولا تفعل ذلك في العطلة الصيفية الطويلة او عطلة نصف السنة ] ... لو إفترضنا كُل ذلك .. فأن الأيام 130 لاتكفي بالحقيقة لإنهاء المناهج المُقّررة بصورةٍ صحيحة .. لاسيما إذا أخذنا بالإعتبار .. ان غالبية المدارس الابتدائية والثانوية لازالت تُعاني من إزدواجية الدوام ، وان الأبنية لا تتمتع بمواصفات تتطابق مع إحتياجات الطلبة ، علميا وصحياً .
عموماً .. أرى ان أحد الأسباب المُهمة ، في تَخّلُف المستوى التعليمي عندنا ، هو عدم إستغلال " الوقت " بصورةٍ جيدة ، والإستهانة بالمواعيد المُقّرَرة ، هذا الى جانب تقادم المناهج التعليمية والتربوية وإهتراء اساليب الإدارة .. وإختيار المُفتشين التربويين والمُدراء وِفق اُسسٍ حزبية وسياسية بعيداً عن مدى إمتلاكهم الفعلي لمؤهلات حقيقية . ان إزدياد العُطل في المدارس والجامعات لدينا ، له مردودات سلبية كثيرة ولا يخدم ذلك تنشئة جيلٍ متعلم مُتربي يحترم العلم والوقت .
أعتقد ان العُطَل ، في معظم الدوائر الحكومية " عدا المدارس والجامعات " ، ليسَت بذلك السوء الذي أشرنا اليهِ أعلاه .. وهذهِ مُفارقة مُبكية بقدر ما هي مُضحِكة ! ... فللأسف الشديد .. مازالتْ الكثير من الدوائر والوزارات تكتظ بمئات الآلاف من الموظفين والموظفات ، الذين تجلبهم مركبات الحكومة صباحاً ، وتُكّدِسهم في غُرفٍ مُكيفة .. ليشربوا الشاي والقهوة ويتبادلوا أطراف الأحاديث ويتصلوا بأصدقائهم بتلفونات الدائرة .. ثم تعود بهم المركبات بعد الظهر .. بدون ان يزاولوا أي عملٍ فعلي ! ... أرى .. انه كُلما إزدادتْ ايام العُطل في مثل هذه الدوائر .. فأن الرابح هو الدولة .. لأن السيارات لن تعمل والكهرباء لن تُصرف كثيراً !.
كما هو واضح .. فأن هذه الظاهرة ، أي الكَم الكبير من أيام العُطَل .. يؤشِر الى مُشكلةٍ مُرَكبة .. فمن ناحية يُظهر القصور في الأساس الذي تقوم عليه الدولة وإفتقارها الى التوجه السليم .. وإصرار الإدارة على ما تتصوره انه " حَل " لمشكلة البطالة ، على خلق مُعضلةٍ أكبر ، وهي " البطالة المُقّنعة " وتعويد المواطن على الإعتماد المُتزايد على الدولة ، من خلال التوظيف والتعيين غير المدروس وغير المُجدي ... مِما خلقَ أرضيةً خصبة للفساد بأنواعه ووضعَ مُقّدمات لظهور أزمات كبيرة في المُستقبل القريب .
أعتقد ان تهاون الحكومة والتشجيع غير المُباشر ، لزيادة أيام التعطيل في الدوائر والمنشآت .. هو جزء من التخّبُط الذي تُعاني منهُ ... وان قطاع التربية والتعليم هو الخاسر الأكبر في هذا المجال .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألله كريم !
- الذي يَملُك والذي لا يَملُك
- حكوماتنا وبُطلان الوضوء
- - نوروز - مَصدر إلهام الثُوار
- سُفراء المُحاصصة الطائفية والسياسية
- إنتفاضة الشعب السوري
- الحظر الجَوي .. بداية اللعبة
- بين المواطن والسُلطة
- مُناضِلوا الشامبو والنَستلة !
- طقوس الفَرَح
- إنتفاضة دهوك 1991
- مَنْ المُصاب بالصَمَم ؟
- إستجواب برهم صالح وخطاب البارزاني
- أسعار النفط .. لعبة الكِبار
- المحكمة الإتحادية العليا في العراق
- بين السُلطة .. والمُعارَضة
- يوم المرأة .. الشعارات لا تكفي
- ثلاث نكات
- الوسام الفِضي للقذافي
- بعضَ ما يجري في اقليم كردستان


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امين يونس - عُطلة بين عُطلتين