|
المعارضة السورية في الخارج الي أين ؟؟؟
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 09:02
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
اللاجئون العرب عموما والسوريون خصوصا هم ضحايا أنظمة الإستبداد واللصوصية في بلدانهم . والقسم الأعظم منهم لاعلاقة له بالسياسة جاء معظمهم لتحسين ظروفهم المعيشية . حاملين معهم أمراض مجتمعاتهم الى بلدان الإغتراب المختلفة وتقوقعوا عليها معتبرنها تراثا عظيما فريدا وهوية دينية واجتماعية وقومية يجب عدم الخروج منه ولو أدى ذلك لنفي الاّ خر والعداء له . فلاهم ه علموا أيجابيات المجتمعات الغربية واندمجوا فيها . ونبذوا سلبياتها . ولااستطاعوا كسب تعاطف المنظمات الإنسانية والسياسية معهم وحملت الأكثرية الغير مثقفة العقلية الدينية الظلامية التي تعتبر الاّخر كافرا ولو احتضنهم وانتشلهم من سفن الموت التي القت بهم في عرض البحر . وبالتالي فإن هوْلاء الكفار الذين قدموا لهم سبل الحياة الكريمة . من الحلال شرعا سلب أموالهم واغتصاب نسائهم وتدمير بلدانهم . وجاء التنظيمات الأصولية الإرهابية التي أنتجتها الأمبريالية الأنكلوأمريكية والأنظمة الإستبدادية في الأصل لمحاربة التيار الإشتراكي العلمي في العالم ثم انقلبت عليها . وفي طليعتها وهّابية >(وهابية ابن لادن ) بتمويل سعودي وخليجي لتفاقم أزمة اللآجئين في الغرب بعد أن استقطبت عددا كبيرا منهم تنظيميا وعاطفيا . وبالمقابل لم يكن للآجئين باسم السياسة والمعارضة أي دور في توعية الاّخرين واستقطاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين .بل واصلوا تقوقعهم خلف لآفتات عفا عنها الزمن تفتك بهم الصراعات الشخصية التافهة والمصالح الأنانية . مع استثناءات صغيرة هنا وهناك لاتملك جرأة الإعتراف بالحقيقة ومحاسبة الذات قبل محاسبة الاّخرين . ولا تخرج المعارضة السورية في الخارج عن هذه اللوحة السريرية التي هي الإمتداد الطبيعي للدكاكين السيسيةالمشخصنة في الداخل . التي ترفض الإعتراف بفشلهافي تحقيق الحد الأدنى من الوحدة الوطنية الديمقراطية وبرنامجها الوطني الذى تقبله جماهير شعبنا لتكنيس هذا النظام الفاشي . الى جانب كل ذلك حمل معظم اللاجئين السوريين معهم الى الخارج الخوف والرعب من نظام القمع والإرهاب مع استثناءات صغيرة وتحول قسم كبير منهم الى اللامبالاة واليأس كل همهم جمع المال والحفاظ على علاقة ما مع سفارات النظام التي تشكل أوكارالتجسس والترهيب والترغيب - في سبيل زيارة الوطن والعودة بسلام . وللآمانة التاريخية أسجل ا، وضع المعارضة الكردية في الخارج رغم تمزقها وتعدد أحزابها تبقى أفضل تنظيما وفاعلية وجدية في مواجهة النظام في الداخل والخارج رغم كل أخطائها ز تجلى ذلك في تصديهم لزيارة ( بثينة شعبان ) مع شبكة إرهاب المغتربين في ألمانياوفي التظاهرات الوطنية . رغم وقوع الكثير من الأخطاء والإنحرافات الشوفينية المضرة .. وعموما لاتختلف المعارضة السورية في بوْسها وتمزقهاعن الداخل يضاف لها مفاعيل الغربة المريرة التي تقتلع الأنسان من جذوره ووطنه لتجعله أبترا مع استثناءات قليلة لرموز وطنية مجرّبة من سنديان بلادنا الذي لاينحني ولو كان في تربة غريبة ... ولكن ماذا يفعل السنديان في مملكة القمع في الداخل ومخالبها الممتدة الى الخارج لشراء الضمائروتخريب الأجيال الضائعة بين القمع والخوف المعشش في عقلها الباطني ومغريات النظام الأمريكي العالمي الإستهلاكي الجديد الذيأفقد الإنسان أنسانيته وطموحاته الوطنية والقومية والإجتماعية الديمقراطية ؟؟ ماذا يفعل السنديان دون غابة الجماهير الواعية بالممارسة العملية وليس بالمواعظ . سوى أن يقدم للاّخرين تجاربه ودروسه - السلب والإيجاب _دون يأس لإخراج هذهالأجيال الشابة من ابنائنا وبناتنا من اللامبالاة .. هذا المنتج الطبيعي للواقع العربي الراهن الذي فرضته أنظمة الوكلاء بالعمولة على الجماهير المثقلة بعبء الإستبداد الشرقي حتى النخاع ,, والمثقفون في الخارج عموما من أسباب تخلف وتمزق المعارضة فالأكثرية الساحقة منهم > مع استثناءات مجرّبة ) دوما تسودهم الأنانية والغرور الطاووسي وعبادة المال متناسين القضية التي شردوا من أجلها . ومع الأسف أقول : لم أجد مثقفا يجترم الاّخر في غيابه إلا ماندر . ولا بد لي هنا من استعادة ما قاله ( أدرونو) : ( لم يعدأحد يصدّق أحدا والجميع على علم بذلك. لايكذب أحد على الاّخر إلا لإبلاغه بعدم أهميته وبأن لاأحد بحاجة له ولا لاّرائه. بعد أن كان الكذب وسيلة ليبرالية للتواصل . أصبح اليوم من تقنيات الوقاحة . - المثقفون في المهجر - ثلاثية الأبطال ج 1 ص 133 . ) .. وإلا كيف نفسر ونبرر عدم تمكن هذه المعارضة إصدار صحيفة حرّة في الخارج توحد ولا تفرّق رغم توفر كل الإمكانات الديمقراطية والتقنية والإكتفاء بإصدار نشرات حزبية خجولة مراقبة ذاتيا على ذاتيا على الحرف والكلمة ضمن مطاليب الإصلاح السائدة لعدم إزعاج النظام الأسدي المرتاح على بقاء المعارضة ضمن دائرة الإصلاح المزعوم والمصالحة .. علما ا، الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج لم تعد تعتبر الشتيمةأو المعارضة الإصلاحية ووسائل التسييس المبتذلة أصلا خطرا عليها . ورغم أن النظام السوري يقع في درك الأنظمة التي تخيفها الكلمة والمطالبة بالإصلاح فإني أرىتوجه النظام الباطني الرهيب والداعر يتجه نحو تأسيس معارضةكإمتداد لتضليل الجماهيروالإعلام الخارجي . أو امتداد لجبهة شهود الزور التقدمية جدا - التابعة له برز ذلك موْخرا في تنظيمات وصحف مرخصة جديدة بينما لم يغير حرفا واحدا في خطابه السياسي أوبرغي واحد في أجهزته القمعية الهمجية المهترئة لتصفية أو احتواء أي بادرة فردية أو جماعية تفضي ألى وعي جماعي يرفض الواقع العبودي ويتلمس طريق تبديله الجذري وأعادة اللحمة الى المجتمع المدني المشظّى بلغة جديدة ومبسطة يفهمها الجميع بعيدا عن الكلام البائد تاركين السلطة المحنطة تنفخ في جثة الماضي لتتفادى النظرللحاضر المزري الذي أوصلت الوطن إليه ..وإذا استمرت المعارضة الركض خلف الإصلاح واستجدائه دون التفكير والممارسة العملية لإسقاط النظام بكل الوسائل المتاحة سلميا كالإضراب العام والعصيان المدني ودعم المنتديات الثقافية وتوسيع نشاط المجتمع المدني .. الخ وغيرها من الأساليب النضالية التي تبتكرها الجماهير . وإذا لم تتطور المعارضة في الداخل والخارجالى مستوى المجابهة الفاعلة مع هذا النظام عملاق التبن المتغطرس . وتضع برنامجا وطنيا ديمقراطيا شاملا ينال قبول الجماهير . تتحول هذذه المعارضة الى صمّام أمان لبقاء النظام متربعا على رقاب الناس . ويمنع الحاضر من الإنفجار . ...رغم اتقان النظام رقص النظام على نغم البوب الأمريكي منذ عام 1970 حتى اليوم-
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجد والحرية لقائد الثورة الكردية عبدالله أوجلان
-
تحية حب وتضامن .. مع المناضل حمة الهمامي وجميع أحرار تونس
-
التضامن مع الحوار المتمدن ..
-
عفوك شعب لبنان العظيم
-
اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية
-
الجريمة والمكافأة في مسيرة النظام السوري العتيد ..؟؟؟
-
الى قاهر الإستبداد والقيد ... عماد شيحا الهامس
-
لنتعلم من أخطائنا .. ونبني وحدتنا الوطنية
-
للذكرى والتاريخ .. بين ديكتاتورين : أديب الشيشكلي .. وحافظ ا
...
-
للذكرى والتاريخ .... بين ديكتاتورين : أديب الشيشكلي .. وحافظ
...
-
للذكرى والتاريخ – بين ديكتا تورين : أديب الشيشكلي .... و حاف
...
-
للذكرى : بين د يكتاتورين .. أديب الشيشكلي , وحافظ الأسد - ال
...
-
للذكرى .. بين ديكتاتوريين أديب الشيشكلي .. وحافظ الأسد
-
دعوة الى مناظرة علنية مع روْوس النظام السوري
-
فرج الله الحلو المدرسة الوطنية والثورية التي أضاعها المزيفون
...
-
الحشود والتهديدات التركية بين الأمس واليوم 1957-1998
-
القضية الكردية وحق الثورة
-
رأيي في الحوار المتمدن.... الحوار المتمدن ( سلماس ) الصحراء
...
-
في ذ كرى كارثة إغتصاب جولاننا عام 1967
-
كلمةعلى جرح الردّة في سورية الضحية
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|