|
خطوات منطقية(1)
عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 20:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل يمكن أن تتولد من الفراغ طاقة ؟ إذا كان الفراغ يحتوى على عشرة أبعاد فإن إنعقاص والتواء هذه الأبعاد لابد أن يولد نوعا من الطاقة والطاقة بدورها تتحول إلى مادة والعكس . تفترض نظرية الإنفجار الكبير والتى تفسر نشأة الكون بوجود كرة غازية انفجرت ( حجم صغير – حرارة عالية – ضغط وكثافة شديدتان) ونتيجة لهذا الإنفجار أو Big Bang نشا الكون بمجراته بنجومه وكواكبه وسديمه ونيازكه بهذه الروعة وبهذا الجمال والذى من وجهة نظرى المتواضعة ما هو إلا إنعكاس لنفسية الإنسان فلو أنك سكبت كوبا من الحليب على الأرض وتخيلت أن اللبن المسكوب يعطى أشكالا مرتبة ومنظمة رغم الفوضى ثم تسمى ذالك ترتيبا ماهو إلا فى خيالك فلو أنك كنت نملة لرأيت أن اللبن المسكوب ماهو إلا بحر من اللبن ليس له أول ولا آخر ولو أنك هر (قط) لم يكن ليهمك إذا كان اللبن المسكوب عل شكل سمكة أو بطة ولكن ما كان سيهمك ساعتها هو مدى السعادة التى تغمرك وانت قط بهذا الحادث البهيج بل إنك كنت ستجرى مسرعا للحس ما تستطيعه من حليب من على الأرض . فأنا أرى أن التنظيم الذى نراه فى الكون ما هو إلا إنعكاس لذواتنا ورآنا من وجهة نظرنا وليس بالضرورة أن يكون الكون مرتب ومنظم بل هو فوضى خلابة يحاول الإنسان أن يجعل منها سيمفونية بديعة . إذا نحن الآن أمام مشكلتان :- الأولى :- ليس بالضرورة أن يكون الكون نظام متجانس متناغم كما يدعى البعض بل إن هذه الفرضية نسبية من هنا ندخل عالم النسبية فالحقيقة المطلقة والمسلمات الزائفة هى أساس الواقع المخادع الذى نبنى علي أساسه كل خيالاتنا وخيلائنا وما ندعية ليس بالضرورة جزء من الواقع بل هو التباس فى التماس . التباس أن يكون الخيال واقعا والوقع خيالا بل هذا هو الهذيان وهو يمثل حاله من الفوران البشرى الممزوج بالفضاء الذاتى له والفضاء الآنى للكون . إنها معضلة واى معضلة أن تفك مثل هذا اللغز المحير! وإلتماس فى أن يكون ما تعتقده هو الحقيقة المطلقة الظاهرة والتى لا لبس فيها ولا إنزياح بل هى معبرة تماما عن الواقع البشرى مع تفاعلاته الآنية والذاتية إنه التمركز العجيب والغريب القائم من بدايته على الإنسان إلى نهايته . إذا لم يكن فى هذا الكون كائنات عاقلة يمكنها أن تميز ما به من عجائب فما فائدته إذا ! بمعنى أدق إذا لم يكن فى هذا الكون إنسانا عاقلا فما هى فائدته . الكون مع الإنسان يعنى كل شئ . أما كون بلا إنسان فهو كسفينة بلا ربان سرعان ما تتحطم وتصبح ذرا ولا يعلم بوجودها أحد . الإنسان هو من يضع للكون حدوده فى لامحدوده . حدود الكون فى لامحدودية العقل البشرى . نعم ذالك العقل الذى هو الكنز الكامن . الثانية :- مشكلة النظرية ليس إلا فى كونها تنظيرا إفتراضيا بين واقعين يمثل بأطروحته تناقضا مستمرا يخضع إلى نظرتنا الثنائية لكى نستطيع أن نرتب الأحداث . محاولة للقفز فوق الحقائق الواقعية لنرضى خيالنا المريض والثرى بالأفكار . فنخضع الكون إلى رؤية مؤطرة مؤدلجه فى مخيلاتنا الواسعة ثم نضع بعد هذه العمليه تخيلاتنا الميتافيزيقية لنخرج من الواقعية إلى الذاتية التخيلية النقدية فنضع قوانيننا الخاصة ونجعلها هى السائدة على قوانين الطبيعة والكون والمادة بل أحيانا الإنسان . والنظرية التى نحن بصددها مثل باقى مثيلاتها دائما تجد فى كل نظرية قضية مشكلة يتضح معها أن التنظير ماهو إلا حكم ذاتى للإلتواء على قوانين المادة والهروب واللجوء إلى قوانين الإنسان التخيلية . كيف؟ تساؤلنا كيف ؟ هو فى حد ذاته مشكلة فالكيفية دائما هى تساؤلنا نحن فهو تساؤل ذاتى للإجابة عما هو ليس ذاتى . نحن نبحث عن العلل الكامنة فى الأشياء من خلالنا نحن لنكشف عن عللنا الذاتية وليس علل الإشياء الواقعية نوع من المحاورة الذاتية ترتد على الذات فتؤكد أن ما يخرج من الذات لابد أن يرتد عليها منعكسا من خلال الذات فنحن إذا لم نخرج خارج دائرة الذات . مقولات :- الإنسان هو من يصنع الكون فى عقله . الإنسان مريض الذات وصراعه ذاتى . الإنسان ذاتا يتفاعل مع إرادته الحرة . كينونة الإنسان هى التعبير الصادق والمرضى غير المرضى عن حقيقته الجوهرية أما الذاتيه فهى قيد وعقال تبعده عن الموضوعية العلمية وتخرجه فى صراعات ذاتية لا تنتهى .
واخيرا ألا ترى الإنسان يقتل الإنسان بسبب معتقد أودين . ألا ترى إنسان يرتكب كل الجرائم والمحرمات بإسم الله. هذا أكبر دليل على ما قلناه (النسبية هى دائما قيمة مطلقة). تكملة المقال عن الإحتمالية حقيقة وجودية
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إحذروا من الثورة المضادة ياشباب مصر
-
حقاإنها ثورة ليست من اجل الثروة
-
مرجعية الضمير
-
بين الظاهر والباطن عوالم أخرى
-
الله يتجسد(1)
-
سقوط الامم(1)
-
الدهماء
-
وعاظ جلادون
المزيد.....
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا
...
-
عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
-
صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر
...
-
“ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا
...
-
مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس
...
-
فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
-
تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا
...
-
خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي
...
-
أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
-
“السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|