أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها الجدد














المزيد.....

أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها الجدد


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 18:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها
الجدد
حلبجه .. مدينة نكِبً أبنائها في الرابع عشر من آذار من العام 1988 بضرب النظام الفاشي البعثي لها بالأسلحة الكيمياوية . ومنذ ذلك التأريخ صارت حلبجة المدينة الصغيرة الوادعة تعيد نفسها في كل ربيع جديد كعنقاء تنهض من رمادها ، حتى صارت مزارا للناس من كل الأجناس ، من أجل ان لا يتكرر مشهد الموت الجماعي ، ليس فيها فحسب، ولكن في كل البقاع التي يسكنها بشر مقبلين على الحياة ، وقد زينت أبواب بيوتهم وشبابيك واجهاتها ببسمة طفلة تحمل دميتها، او طفل يلعب ، او شيخ يتشمس ، أو أمرأة تخبز .

وسط ربيع هذه الأيام ، وفي غمرة تزامن سنوية الموت الذي نزل على حلبجه من السماء ، جاء الموت على أبنائها من الأرض . بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى في تظاهرة يفترض إنها سلمية تطالب ببعض الأصلاحات . فهل نبكي ضحايا حلبجة ، أم تبكي علينا الضحايا ؟؟!!

تقول الأخبار عن ألسنة مصادرها حسب ما نقلته السومرية نيوز ، أن واحدا من شرطة محافظة السليمانية أًسَرَها بأن " 11 شخصا ، غالبيتهم من المتظاهرين ، سقطوا بين قتيل وجريح في إشتباكات مسلحة مع قوات الأمن الكردي ( الأسايش ) في قضاء حلبجة جنوب شرقي السليمانية . ويضيف المصدر : ـ إن نحو من ألف شخص خرجوا مساء اليوم الثلاثاء 22 آذار ؛ في تظاهرة للمطالبة بإصلاحات حكومية ومحاربتها للفساد والمفسدين .
وعلى نفس الصعيد نقل التلفزيون العراقي عن وكالة رويترز خبرا يقول إن أثنين من رجال الشرطة قد قتلا في اشتباكات مع متظاهرين في منطقة كوردستان التي شهدت في الاسابيع الماضية احتجاجات للمطالبة بالحريات والقضاء على الفساد استلهاما من المظاهرات التي جرت في المنطقة ومنها العراق .

إن من الطبيعي أن تخرج تظاهرة ، صغيرة كانت أم كبيرة ، تحمل مطالب محددة وهي تجوب المدينة ، وليس مهما أن تحميها الشرطة أو لا ، لكن ليس من الطبيعي أن يسقط من بين الشرطة أو المتظاهرين، قتلى وجرحى ، بغض النظر عن أي سبب ، ومهما كانت التبريريات !
فالتبريرات تكون غير مقنعة حين يكون هناك ضحايا ، كتلك التي أوردها قائم مقام قضاء حلبجه السيد كوران علي في تصريحه لنفس الوكالة " أن عددا من ما يسمون انفسهم بالمتظاهرين ، اطلقوا النار اليوم ، من اسلحة رشاشه ( كلاشنكوف ومسدسات ) على عدد من عناصر الشرطة وسط حلبجه ، ما اسفر عن مقتل شرطي وإصابة إثنين آخرين بجروح متفاوتة " ثم أضاف حسب السومرية نيوز " إن القائمقامية لم تمنح أية رخصة لتنظيم التظاهرات في القضاء . "
أن كان السبب في هذا الموت والدم الذي نزف سواء من الشرطة او المتظاهرين فتلك مصيبة ، وإذا كان أو كانت هناك أسباب أخرة ، فالمصيبة أعظم .

وفي حالة عدم وجود رخصة للتظاهرة ، فمن الطبيعي أن يقبل المشاركون في المتظاهرون إعتراض الشرطة ـ ولا أدري لماذا يتدخل في ظرف كهذا الأمن (الأسايش) ـ وكان أن يصل الشرطة والمتظاهرين الى إتفاق يزيل أي سوء فهم بينهما ، من الممكن تجاوزه ، وذلك عبر التفاهم على ما هو مشترك بينهما .
ولكن ليس من الطبيعي على الأطلاق أن يطلق المتظاهرون النار على الشرطة إن صح قول السيد كوران علي . لأنهم بذلك يعرضون صفة التظاهرة السلمية للخطر وعدم المصداقية ، حين يحولونها الى مسيرة عنفية لا يمكن أن يبرر عنفها .

ومن الملاحظ من خلال ما قالته الأخبار؛ هي أن مطالب المتظاهرين كانت مطلبية إصلاحية في جوهرها ، فلماذا يتطير منها رجال الأمن ، ولماذا لا تسمعها حكومة الأقليم ، وتدقق في أسباب إثارتها، ليتسنى لها أن تعالجها بشكل ديمقراطي وحضاري ، يتناسب والدعوة الدائمة التي تتبناها الإدارة المحلية لإقليم كوردستان بإعتماد الطريق الديمقراطي لحل الخلافات ، وقد ساهمت اعتمادا على ذلك الأسلوب بمعالجة الكثير من المشاكل التي واجهتها ، ليس فقط على مستوى الأقليم وحده ، وإنما على صعيد الحكومة المركزية أيضا ، فليس الأصلاح سَوءةٍ او سُبةٍ ، ولكنه في مسار إدارة الدولة ، يمكن أن يكون علاجا للعديد من المشاكل الأجتماعية والأقتصادية ، على الأقل من أجل أن تتوقف الأحتقانات في البنية المجتمعية ، والأتجاه الى الطابع السلمي في بناء المجتمع .

أن الأصلاح حسب التعاريف السياسية العلمية هو عبارة عن شكل من أشكال التحويلات الأجتماعية التي تجريها القوى الحاكمة بغية حل تناقضات معينة في الحياة الأجتماعية والأقتصادية .
وومما يجدر ذكره إنه مهما بلغ المطالبين بالتغيير من ثورية ، فهم لا يمكن أن ينكروا الدور التقدمي للأصلاحات ، فالأصلاحات كما قال لينين نوع من أنواع الأرتقاء ، وهي نتاج ثانوي للنضال الثوري .
وحتى مسيرة الغرب بكل تأريخه المشوب بالأستغلال ، قائم في أغلبه على الأصلاح في الميدانين الأجتماعي والأقتصادي .

إذن فليتم سماع الجماهير وهي تفكر بصوت عال ، فحين تفكر الجماهير في أتون الصمت ، لا يتوقع حين تصرخ أن يكون صراخها مجرد صدى لمطالب محددة ، بل سيكون صراخا من أجل التغيير .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على كل الشرفاء التضامن مع الشخصية الوطنية العراقية موسى فرج
- الى أين يقود هذا الفساد المستشري في العراق ؟
- ثورة القذافي تاكل أبناءها
- حكومة المالكي رهانها ذ00 يوم والجماهير رهانها الجُمَعْ
- خارطة طريق الأصلاح كالنعامة لن يعنها الفساد
- بيومين تشكلت الوزارات في مصر وتونس والمالكي منذ عام ولا يزال ...
- 100 يوم المالكي ، جراحة في جسد ميت
- أبعاد التوقيت في أمر إخلاء مقرات الحزب الشيوعي معروفه
- أحلم برئيس وزراء كعصام شرف
- شكر خاص لقراء الموقع
- إنتظرنا 2900 يوم ، فلننتظر 100 أخرى
- أدعوا أن لا تسقط طرابلس بالطريقة التي سقطت بها بغداد
- حضارية المواطن وتخلف المسؤولين اثبته يوم 25 شباط
- يوم 25 شباط سيصرخ العراقيين كالغفاري
- أحزان عراقية تسير الى الفرح يوم 25 شباط
- نصف القدح الفارغ في ثورة مصر
- بوابتان في مصر وتونس فتحهما زمن وجيز
- سوار الذهب مزمور كاكي هل يتجدد !؟
- هل من رماد خلفته انتفاضة الكهرباء ؟
- هوية العراقيين الذين هبوا ، لا تغير من أسباب هبتهم


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها الجدد