أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - أسلحة دمار شامل














المزيد.....

أسلحة دمار شامل


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست نووية ولا كيميائية ولا جرثومية، ولكنها لا تقل عن هذه النوعية من الأسلحة من حيث قوة التدمير بالرغم من أنها ليست أكثر من مجرد هواء يمر من الرئتين على الحنجرة ويخرج من بين الشفاه في صورة حروف وكلمات ، والتي هي معجزة البشر التي لم يتم إكتشاف ماهيتها وتقنية حدوثها بشكل كامل حتى الأن حيث يستطيع طفل في السادسة وببساطة تخزين قرابة 13,000 تعبير مختلف يرتفع هذا المخزون ليتعدي ال 60,000 في سن النضوج، ولكن عندما يستخدم البشر هذه الخاصية الفريدة في صياغة شائعات وفي السعي بالنميمة بين أفراد المجتمع يؤثر ذلك بشكل من الصعب تداركه في حياة بعض الناس فقد يتسبب في تدمير زواجهم أو إقصائهم من أعمالهم أو عدم توليهم مناصب كانوا أهلا لها ، ويعتبر بعض المتخصصين في علم النفس أن النميمة وإطلاق الشائعات هي حاجة نفسية يلجأ إليها الناس لتقوية علاقاتهم فهذا يؤكد وجود نوع من الثقة داخل دائرة الأصدقاء ويبقى دائما واحد خارج هذه الدائرة هو بالطبع الضحية الذي وقع فريسة للمجموعة، وقد يشعرهم ذلك بتميزهم وبأنهم أفضل من الأخرين، وكأن من يطلق الشائعة يقول للأخرين أنظروا لفلان وقد فعل كذا وكذا نحن أفضل ولم نفعل مثل ما فعل. وتختلف الشائعات باختلاف جنس الأفراد والمرحلة العمرية ونمط الحياة الذي يعيشونه ومستوى ثقافتهم ونوعية إهتماماتهم ، وغالبا ما يقع السياسيين والفنانين ضحية الشائعات فهم مادة متوفرة ومعروفة من نسبة كبيرة من الناس والحديث عنهم لا ينتج عنه مشاكل مباشرة للأشخاص الذين أطلقوا الشائعة.

والشائعات قد تنشأ بشكل عفوي لمجرد التسلية وتقوية العلاقات وتمضية الوقت وقد تنشأ كإجراء إنتقامي من بعض الشخصيات الحاقدة والتي فشلت في مواجهة الأخرين بحقـدها فوجــدت فــي ترويــج الشــائعات الكــاذبة متنفســا ووســيلة للإنتقــام.

عندما تنتشر الإشاعات في نطاق ضيق داخل مجتمع صغير محدود تكون نتائجها المدمرة أيضا محدودة وقاصرة على الفرد أو المجموعة الصغيرة الذين أوقعها حظها العاثر فريسة بين أفواه أفراد من مجتمعهم، ولكن حاليا أصبحت الإشاعات تستخدم بشكل أوسع وتجوب نطاقات من الصعب حصرها وتمس فئات أكبر وساهم في ذلك وسائل الإتصال وشبكات المعلومات التي وصلت لكل بقاع الأرض تقريبا وظهر ما يسمى بالصحافة الصفراء والتي تعتمد على نشر أكبر عدد من الشائعات والبحث في أدق خصوصيات المشاهير والتي تحظي حياتهم الخاصة بإهتمام شريحة كبيرة من المجتمع وبالطبع لم تغفل القوى الدولية التجارية والسياسية أهمية هذا السلاح الذي يمكنه أن يحرك الجماهير فأصبح هناك ما يمكن تسميته بتقنية مدروسة لإطلاق الشائعات تستخدم هذه التقنية أحيانا في الترويج لمنتج ما أو الإساءة لسمعة منتج أخر وتكون على أشدها في أوقات الإنتخابات حيث يتعرض المرشحين المحتملين لأقصى درجات الضغط بترويج الكثير من الأقاويل والشائعات حول إنتماءاتهم وحياتهم الشخصية، منها ما هو صادق ومنها ما هو كاذب ومنها ما يعتمد على حقائق وتم تضخيمها وتشويهها بدرجة تجعل من الصعب تأكيدها أو تكذيبها .

وعندما تسود الإضطرابات والصراعات تكون الشائعات على أشدها ويكون من المستحيل التحقق من كل ما نسمعه فالشائعات التي لاحقت قيام الثورة والرموز التي أحاطت بالثورة من الكثرة بحيث أصابت الجميع بالتشويش والحيرة ولم يعد أحد يستطيع رؤية الحقيقة المجردة في وجود ضباب كثيف من الأكاذيب . لم تتوقف ألة إنتاج الأكاذيب والشائعات لحظة ومنذ قيام الثورة في مصر بداية بأن عناصر الثورة ممولين من الخارج وينفذون أجندات بزعم من كانوا في السلطة وتارة يجعلون هذا الخارج أمريكا وإسرائيل وتارة أخرى يكون هذا الخارج هو حماس وحزب الله، أو تلخيص الثورة في وجوه محددة بالرغم من شعبيتها وإنتشارها في ربوع مصر ثم التركيز على تشويه هذه الوجوه كما فعلوا بوائل غنيم والذي جعلوا من سوار معصمه والتي شيرت الذي يرتديه دليل حاسم على إرتباطه بالماسونية العالمية ، أو المفترى عليه دائما وأبدا الدكتور محمد البرادعي والذي تلاحقه الشائعات في صحوه ونومه قبل وأثناء وبعد الثورة، ناهيك عن نشر شائعات الترويع والإرهاب والتي تدعي وجود معتدين ومغتصبين يتهجمون على المنازل ونقص في الأغذية قد يؤدي لمجاعة قادمة.



الشائعات .. سلاح العصر القاتل والذي قد يبرر حتى قيام حروب بحجج تفتقد للمصداقية وتبرر إنتهاك لحقوق وحريات البشر دون ذنب جنوه سوى أنهم وقعوا في مرمى نيرانها التي لا ترحم.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل أم تغيير ؟
- تسونامي 2011 Tsunami
- ثائرة
- الثقة


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - أسلحة دمار شامل