أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أشرف عبد القادر - المادة الثانية من الدستور














المزيد.....

المادة الثانية من الدستور


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 13:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الشعب المصري متدين بطبعه منذ عهد الفراعنة،و قبل دخول الإسلام كان هناك راع وآمون ... وغيرهما من الآلهة التي كان يعبدها المصريون،فالتدين جزء من مكونات الهوية المصرية.الدين لا يحتاج إلى قانون لفرضه على الشعب،لأن الإيمان محله القلب والضمير،وهما المكانان اللذان لا سلطة لأحد عليهما .فالإيمان،كما نعلم،"هو ما وقر في القلب وصدقه العمل" ،وإننا عندما نفرض الإيمان على الناس بقانون،نجعلهم ينافقون،لأنهم سيتظاهرون بالإيمان لإثباته بالدليل أمام الناس،لذلك قال (ص):"إن الله لا ينظر إلى صوركم،ولكن ينظر إلى قلوبكم".
المادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن"الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع"،تثير كثيراً من اللغط بين مؤيد ومعارض لوجودها،وأتساءل:ما هي الدولة؟هي كيان معنوي لا وجود له على أرض الواقع إلا من خلال مؤسساتها،فالدولة هي أنا وأنت وهو وهي ...إلخ. وبما أن حوالي80 % من المصريين يدينون بدين الإسلام،وحوالي 10% من سكانها يدينون بالمسيحية،وهناك أقلية شيعية وبهائية، فدين الأغلبية هو الإسلام ولا حاجة للنص على ذلك بقانون ليثبته.
ما خطورة نص الدستور على دين معين فيه؟
خطورة نص الدستور على دين للدولة هو إقصاء باقي مواطنيها وجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية،أي رعايا لا مواطنون،مع إن المفروض في الدولة أن تكون دولة لجميع مواطنيها على اختلاف مللهم ونحلهم،أم عادلة بين جميع أبنائها .فالدولة ومؤسساتها يجب أن تكون محايدة،حيث لا فرق بين مواطنيها إلا بالكفاءة والشهادة العلمية،والغاية من الجميع هي مصلحة وأمن مصر العليا قبل أي اعتبارات فردية أو مطامع شخصية. فاعتراف الدولة بدين رسمي لها هو تفضيل لأصحاب هذا الدين على بقية الأديان الأخرى وانحيازها له، كما أن نص الدستور على دين للدولة تحريض لأبناء الوطن بعضهم لبعض، حيث تشعر الأقليات أنها مضطهدة ولا تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها أخوتهم في الله والوطن الأغلبية،مما يؤدي إلى إثارة الفتن الطائفية ويهدد بحرب أهلية. كما أن وجود مثل هذه المادة يسيل لعاب المتأسلمين للمطالبة بتطبيق الحدود،أي قطع يد السارق، ورجم الزانية،وجلد شارب الخمر،في حين أن هذه الحدود لم تطبق إلى في حالات معدودة تعد على أصابع اليد الواحدة،وكان (ص)يقول"إدرأوا الحدود بالشبهات"ونحن نعلم من تاريخ الإسلام أن أبو بكر رفض تطبيقها على خالد لقتله مالك بن نويره،ونكاح زوجته في نفس يوم قتله رغم أن عمر طالب بإقامة الحد عليه لعداوة بينهما،وعمر ايضاً رفض تطبيقها ضد واليه على الكوفة المغيرة ابن شعبه رغم ثبوت شهادة الزنا ضده ،ورفض عثمان تطبيقها على عبد الله ابن عمر ابن الخطاب لقتله الهرمزان وأبنته يوم اغتيال أبيه،رغم أن علي ابن أبي طالب بإقامة الحد عليه. إن من يطالب بتطبيق الحدود في القرن الحادي والعشرين،مثله مثل من يريد أن يتعامل الآن بالدرهم والدينار،لأنهم كانتا العملتان السائدتين في عهد الرسول(ص)،لماذا نقول لمن أتى بدرهم أو بدينار للتعامل بهما أن عملتك لم تعد صالحة لهذا العصر؟ولا نقول لمن يطالب بتطبيق الشريعة والحدود، أن هذه الحدود عملة لم تعد تصلح لروح هذا العصر،عصر حقوق الإنسان،عصر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،عصر حقوق المرأة ومساواتها بالرجل،ومساواة المسلم بغير المسلم،إن حال المتأسلمين الذين يطالبون بتطبيق الشريعة والحدود هو حال أهل الكهف.
أرجو من مجلس الشعب القادم الجديد،أن يعيد النظر في هذه المادة التي يتمسك بها المتأسلمون لإثارة الفتن الطائفية ويبررون بها الإعتداء على إخواننا في الله والوطن،مصر دولة مدنية وليست دينية،لذلك وجب حيادية الدولة ومؤسساتها وخلو مناهجها التربوية من الدين،لأن الدين هو دور الأسرة والجامع والكنيسة ،وليس دور المدرسة أو الدولة،حفاظاً على أمن مصر واستقرارها. فلنغلق أبواب الفتنة في وجوههم بتعديل هذه المادة،فالدين لا يحتاج لقانون لفرضه على الناس.فالدين خلق للإنسان،ولم يخلق الإنسان للدين كما قال الأستاذ الكبير جمال البنا.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والتغيير المطلوب
- متى نعيد حقوق الأقباط المهضومة؟!
- رفعت السعيد يرتفع و العوا يعوي مع الذئاب
- رسالة مفتوحة للشيخ راشد الغنوشي:لماذا تكره الإسلام الليبرالي ...
- الاستقرار والأمن قبل الديمقراطية
- النقد الذاتي علامة نضج
- رسالة لرئيس وزراء مصر: حرر الدكتور فضل من سجن ليمان -طره-
- نصر الله أمام محكمة التاريخ
- أسوة بتونس: جفف ينابيع التطرف والإرهاب
- مبارك...المبارك
- عن -صفقة-د.سعد الدين ابراهيم وجمال مبارك؟!
- نسخ الآيات والاجتهاد
- لماذا كل هذا الحقد على مصر؟!
- -قافلة الحرية- بهدوء
- الخوف من الإسلام
- ماذا تحتاج مصر؟
- نصيحة للبرادعي: لا تترشح لرئاسة مصر
- الغنوشي يريد الحرب الذرية
- عندما تفكر الأمة بحذائها
- أين حرية الاعتقاد يا مصر؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أشرف عبد القادر - المادة الثانية من الدستور