أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نصف قرن وعائلة الأسد تحكم الشعب السوري بالحديد والنار!!















المزيد.....

نصف قرن وعائلة الأسد تحكم الشعب السوري بالحديد والنار!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تشرين الثاني 1970 قام حافظ الأسد بانقلابه العسكري ضد قيادة صلاح جديد ونوري الدين الأتاسي ويوسف زعين والقي بهم وبغيرهم في السجن لفترة زادت عن ربع قرن, رغم أنهم كانوا أكثر قرباً من نبض الشارع ممن جاء بعدهم بذريعة القيام بـ"حركة تصحيحية!". وفي مايو 1971 أصبح حافظ الأسد رئيساً للجمهورية إلى أن إستورثه ابنه الشاب طبيب العيون بشار الأسد في العام 2000. أي أن عائلة الأسد تحكم سوريا منذ ما يزيد على نصف قرن. وخلال هذه الفترة ضعفت دكتاتورية العائلة بانشقاق عائلة الأسد بين حافظ وأبنائه من جهة, وأخيه رفعت وأبنائه من جهة أخرى, حيث كان الأخ رفعت الأسد يدير عصابات سرايا الدفاع التي اعتبرت اليد الضاربة للحركات الشعبية في سوريا حين كان حافظ ورفعت مشاركين في الحكم ومتفقين على توزيع السلطة والمهمات.
لقد مارس حافظ الأسد سياسة تجسد سمات وخصائص الدكتاتوريات التي سادت الدول العربية حينذاك, سيادة الحزب الواحد, حزب البعث العربي الاشتراكي المعروف بشوفينيته وقسوته وعنفه, ولكن في الحقيقة كانت سيادة الفرد الواحد وحوله جمهرة من القطعان المؤيدة له والتي يمكن أن يطلق عليها بالطغمة الفاسدة والذليلة والتي كانت تشغل مناصب نواب رئيس الجمهورية ورؤساء وزارات ورؤساء مجلس النواب والوزراء وقادة الحزب والنواب في أغلبهم, بمن فيهم وزراء ونواب وقادة الأحزاب الأخرى التي كانت تشكل تحت أمرة الحزب القائد والرائد "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" في سوريا والتي أصبحت إمعة لما يريد الحزب الحاكم تنفيذه, وبتعبير أدق لما يريد القائد الحاكم حافظ الأسد تنفيذه في سوريا.
وفي فترة حكم الأب عانى المعارضون السياسيون بمختلف اتجاهاتهم من جبروت وقهر النظام والأمن السياسي المتحكم بشؤون المعارضة السياسية. فالسجون والمعتقلات السورية ضمت الكثير من المعارضين السياسيين الذين قضوا أكثر من ربع قرن في السجون السورية. ولم يكن غير عبد الحليم خدام, الذي تحدث مع وفد المنظمة العربية لحقوق الإنسان الذي زار سورياً راجياً ومطالباً بإطلاق سراح السجناء السياسيين الذين مضى على سجنهم أكثر من ربع قرن, إن رد على رئيس الوفد السيد محمد فائق بقول وقح: "ليفتخروا هؤلاء السجناء بكونهم قضوا ربع قرن في السجون السورية !".
لقد مارس حافظ الأسد كل أشكال العنف والقتل ضد القوى السياسية المعارضة, ونحن ما نزال نتذكر مجزرة حماة في العام 1982 "حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً, وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي حماة. وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد. )راجع: ويكيبيديا الموسوعة الحرة 23/3/2011). إضافة إلى الكثير من الجرائم البشعة التي راح ضحيتها الألوف من المعارضين لنظام الأسد والإعدامات التي كانت تجري في السجون السورية وخاصة في سجن صيدنايا حيث يعترف وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس بأنه كان يوقع على إعدامات يومية كثيرة خلال فترة وجوده على رأس وزارة الدفاع, إضافة إلى مجزرة سجن صيدنايا التي راح ضحيتها الكثير من السجناء وأفراد العائلات التي اعتصمت وتظاهرت أمام مبنى السجن في تموز 2008 مطالبة بحماية أرواح السجناء بعد أن قتل الكثير منهم في أوائل تموز من العام نفسه.
وخلال فترة حكم الأسد الأب انتشرت بشك واسع مظاهر الفساد المالي والرشوة في دوائر الدولة وفي المطار وعلى الحدود, واتسعت البطالة واشتد الفقر لدى فئات واسعة من الشعب السوري في كل أنحاء الدولة السورية, وخاصة في أعقاب غزو لبنان والهيمنة عليها وتسخيرها لأغراض حزب البعث والدولة البعثية السورية وحافظ الأسد وأفراد عائلته وحاشيته وممارسة الإرهاب والنهب فيها.
وفي فترة حافظ الأسد أصبحت سوريا في الفترة الأولى رهينة المساعدات المالية السعودية, ثم تحولت في ما بعد لتصبح رهينة لدى إيران حتى الوقت الحاضر ولنفس السبب. وشكل كلا البلدين محوراً مناهضاً للديمقراطية وحقوق الإنسان ويمارسان تدخلاً فظاً في الشؤون الداخلية للدول المجاورة وبشكل خاص في لبنان وفلسطين والعراق.
وحين توفي الدكتاتور السوري حافظ الأسد, تقرر حتى قبل وفاته أن يأخذ الابن بشار, بعد أن مات الابن الأكبر, العقيد باسل الأسد, بحادث سيارة, رئاسة الجمهورية ويحول الجمهورية عملياً إلى "جمهركية" (جمهورية ملكية) على طريقة معاوية بن أبي سفيان حين أورث الحكم لابنه يزيد بن معاوية. وقد فُرض هذا الأمر فرضاً على الشعب السوري بانتخاب مزيف على طريقة انتخابات سوريا والعراق في فترة حكم صدام حسين. وإذ أخذ بشار الأسد عصا الرئاسة من أبيه, أوعد بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات التي لم تجد النور بل ازداد الأمر سوءاً, وكان الابن على سر أبيه. فلم يكتف النظام السوري تحت هيمنة بشار الأسد أن يواصل سياسة الاستبداد والقمع والقهر للإنسان السوري واستمرار فرض حالة الطوارئ منذ أكثر من 50 عاماً حتى الآن فحسب, بل عمق ووسع من ظاهرة الفساد المالي والإداري لتصبح النظام الرسمي المعمول به في سوريا عملياً, وتفاقمت البطالة واتسعت عدد العائلات التي تعاني من الفقر المدقع والحرمان, إضافة إلى ارتفاع متواصل في أسعار السلع والخدمات والسكن وتدهور قيمة الليرة السورية وانخفاض قيمتها الشرائية, واستمرار حملة الاعتقالات للمطالبين بالمجتمع المدني وحقوق الإنسان ودولة القانون وإلغاء حالة الطوارئ ومحاربة الفساد وتقديم الفاسدين إلى المحاكمة. وها نحن نعيش المطالبة بإسقاط النظام.
لقد وسع وعمق الأسد الابن من حالة الاستبداد والفساد في البلاد. وشدد من حملة اعتقال المطالبين بالمجتمع المدني والحريات العامة والحقوق الديمقراطية وحماية الكرامة. فانطلقت المظاهرات في دمشق وفي سوق الحميدية, واستطاعت أجهزة الأمن و"القوات الخاصة" التي هي مماثلة "للحرس القومي" العراقي الذي تشكل في العام 1963 لممارسة الأساليب الفاشية في القتل والتعذيب والتعامل مع الناس.
ثم انطلقت المظاهرات في درعا لتعم المدينة بكاملها وتتسع لتنتقل إلى القرى المحيطة بها وإلى مدن أخرى وهي في اتساع مستمر. لقد شيع أهالي درعا الضحية الأولى ثم تلتها ضحايا أخرى حيث سقط يوم أمس ثلاثة شهداء أبرار سيزيد من غضب الشعب السوري وسيدفع بهم إلى الشوارع لا في درعا وحوران وغيرها فحسب, بل وفي حلب وحماة ودمشق ومدن الجزيرة والقامشلي واللاذقية وغيرها. هكذا تمارس أجهزة الأمن السياسية في سوريا قمع المتظاهرين, ولكنها سوف لن تكون قادرة على مواصلة الإرهاب, فقوانين وقرارات مجلس الأمن الدولي تمنع قمع المتظاهرين بالقوة وتفرض على المؤسسة الدولية حماية المتظاهرين المسالمين المطالبين بحقوق الشعب. وحسب المعلومات الواردة فإن أجهزة الأمن والشرطة قامت باقتحام الجامع العمري وضرب وقتل الناس العزل والذين لا يحملون بأيدهم حتى الحجارة, بل يطالبون بحقوقهم سلمياً, حيث قتل خمسة أشخاص على الأقل والكثير من الجرحى والمعوقين وفق ما تناقلته الأخبار صبيحة هذا اليوم. واليوم فقد هيمنت الشرطة وأجهزة الأمن والقناصة على مدينة درعا وتوجه النيران لمن يتجرأ على الخروج من داره. ويبدو أن الفرقة الرابعة والقوات الخاصة هي التي تقوم بهذه العمليات الإجرامية ولم يشترك الجيش بهذه العمليات ضد سكان درعا. وأشار الدكتور هيثم مناع إلى إن ما يجري في درعا من جانب أجهزة القمع السورية هو جريمة ضد الإنسانية وفق ميثاق روما في العام 1998.
إن التضامن مع أهالي درعا والاحتجاج على النظام الشمولي في سوريا يتطلب من كل فئات الشعب وفي كل المدن للنضال من أجل الحريات العامة وضد الفساد والبطالة والتمييز بين المواطنين والشوفينية المناهضة للمواطنات والمواطنين الكُرد, وإطلاق سراح السجناء السياسيين وكافة معتقلي الرأي في سوريا.
كما نطالب الرأي العام العربي والعالمي والمجتمع الدولي إلى التضامن مع الشعب السوري لمنع وقوع مجازر جديدة ضد الشعب في سوريا.
نثق بأن الشعب السوري سينتصر على أعداء الحرية والمستبدين والفاسدين وسيعيد بناء الدولة السورية على أسس مدنية وديمقراطية حديثة وسيحاسب ويحاكم القتلة والمسؤولين عن إصدار قرارات وأوامر الاعتداء على المظاهرات السلمية في البلاد.
23/3/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ - الحلقة ال ...
- نوروز رمز الانعتاق والحرية والسلام
- الذكرى السنوية الحزينة لجريمة الإبادة البشرية في حلبجة
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -الحلقة الث ...
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -الحلقة الث ...
- نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟
- هل من سبيل لبناء الثقة بين الأحزاب السياسية الحاكمة وفئات ال ...
- ماذا يراد للعراق؟
- حنة رئيس الوزراء العراقي ... ومحنة الشعب به!
- حين يتخلى الديمقراطيون عن ديمقراطيتهم حين يكونوا في الحكم!
- من المسؤول عن اختطاف مجموعة من صحفيي وشباب في بغداد؟
- رسالة جوابية موجهة إلى الأستاذ ديار غريب
- الشعوب العربية تنتزع الديمقراطية... والمالكي يريد انتزاع حري ...
- اجتياح تعسفي في بغداد بأمر المستبد بأمره!
- نداء مفتوح لشعب ومسؤولي وأحزاب إقليم كردستان العراق
- حقوق المرأة العراقية في يوم المرأة العالمي , تحية إلى نساء ا ...
- يوم الكرامة, يوم الإصرار على مطالب الشعب المشروعة
- هل سيقرأ المالكي بصواب مظاهرات الشعب؟
- فشلتم في منعكم مظاهرات يوم الغضب ونجحتم في قتل واعتقال الناس ...
- التجربة السلمية الجديدة للشعب ومخاوف الحكام في العراق.


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نصف قرن وعائلة الأسد تحكم الشعب السوري بالحديد والنار!!