أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جميل عبدالله - حركات التحرر الوطني... - 7 -














المزيد.....

حركات التحرر الوطني... - 7 -


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 07:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن ما أوردناه في الأجزاء السابقة يحملنا على التأمل للمسألة التالية : ألا تجري في العالم المعاصر الاستعاضة عن الإمبراطوريات الاستعمارية السابقة , التي اتخذت صيغة شرعية حقوقية بإمبراطوريات جديدة " غير منظورة " ؟ بتعبير أخر أليس القضاء على النظم الاستعمارية مجرد استعاضة عن أشكال لسيطرة المستعمرين بأشكال أخرى ؟
لإعطاء جواب صحيح عن هذا السؤال , ينبغي لنا أن نتذكر ونعرف بالضبط القوى التاريخية التي تحدد الوضع الراهن في عالم , فعندما كانت الامبريالية سيدا مطلق الحقوق في هذه القارات الثلاث , لم يكن من الممكن أن يؤدي بالفعل انهيار حكم أو نفوذ دولة مترو بول واحد إلا إلى فرض الرقابة من قبل ضار امبريالي أخر , فهكذا بالدقة حصل مثلا , بعد الحرب العالمية الأولى عندما انتقلت مستعمرات ألمانيا المغلوبة إلى ملكية الدول الامبريالية الغالبة , وبالطريقة نفسها استطاعت الولايات المتحدة بفضل نمو بأسها الامبريالي في مرحلة وجود الإمبراطوريات الاستعمارية , وباعتمادها على التوسع التجاري وعلى تصدير الرسام يل , إن تحتل مواقع متينة جدا في البلدان المستعمرة والتابعة من أن الراية الأمريكية لم تخفق يوما على الأراضي التي صارت حصونا للاستعمار الأمريكي .
ولكن الوضع تغير بصورة جذرية في الوقت الحاضر, إذ تصبح الاشتراكية وحركة التحرر الوطني. أكثر فأكثر العاملين العالميين الرئيسيين اللذين يحددان أفاق التطور في العالم , فان الكلام لا يدور ألان حول ما إذا كانت هذه الدولة الاستعمارية أو تلك تسلم مواقعها لمستعمرين آخرين بسبب اضطرارها إلى التراجع أمامهم , فان الاستعمار يتراجع ألان أمام حركة التحرر الوطني , وهذا يعني أن حكم المستعمرين ونفوذهم ينهاران بالإجمال على نطاق عالمي , وليس من الصحيح أن نتصور الأمور كأن الأنظمة الاستعمارية تنتقل بالوراثة كليا وتماما مثلما الحال ألان في بعض الأنظمة والأحزاب اليسارية للأسف !! بجميع حدودها ومواقعها وكامل سلطتها ومختلف إمكانياتها , إلى الاستعمار بدون مستعمرات , إلى الاستعمار الجديد , ولذا كان الاستعمار بدون المستعمرات استعمارا رجعيا , ولو أن الدول الأوروبية أدت بالفعل رسالة تمدينية في الأراضي التي استعبدتها , كما يطيب لمحامي الاستعمار الجديد أن يصور الأمور , فكيف يفسرون واقع أن تدخلها قد اصطدم أبدا ودائما بمقاومة حازمة من جانب السكان المحليين , فقرابة خمسين سنة اضطر المستعمرون إلى تذليل مقاومة الشعوب ومنها الشعوب العربية , ولكن انجاز احتلال الدول لم يعن إطلاقا توقف المقاومة , وبقوة السلاح وبثمن تضحيات هائلة , أمكن للمستعمرين أن يحطموا بصورة مؤقتة مقاومة الشعوب العالمية , ولكنهم كانوا عاجزين عن خنق طموحها إلى الحرية والاستقلال , فان نضال الشعوب المظلومة ضد النير الاستعماري لم يتوقف , كانت ناره تهدأ أحيانا لكي تتأرجح من جديد .

حقيقة : لقد أخذت الدول الاستعمارية تتقاسم العالم فيما بينها في القرن ال15 وظلت تتقاسمها وتعيد تقاسمها خلال القرون التالية كلها , وقد ارتدى الصراع في سبيل تقاسم أراضي العالم طابعا ضاريا جدا في أواخر القرن التاسع عشر عندما دخلت الرأسمالية في طورها الأعلى الامبريالي , وفي غمرة الصراع من اجل تقاسم أراضي العالم , كانت القوة هي التي تقرر كل شيء , وكانت الدول الأقوى في الحقل الاقتصادي تستولي على الجديد من الأراضي مزحزحة منافسيها , وفي هذا المجال سبقت بريطانيا الدول الأخرى , إذا أنها كما قال العالم السوفيتي تاركه " كانت تسود بلا منازع بفضل أسطولها , على جميع المحيطات , وكانت الدولة الصناعية الأولى في الكرة الأرضية , وتملك الأسواق الموزعة في شتى أصقاع الأرض قاطبة " .

في النهاية : بوسع البلد المعني أن يظفر بالاستقلال السياسي ويصفي القواعد الحربية في أراضية , ويتواصل إلى إجلاء القوات الأجنبية , ويفسخ المعاهدات غير المتكافئة التي فرضها علية الامبرياليون في حينه , ولكن كل هذا لا يعني تصفية الاستعمار , فما الاستعمار من حيث جوهر الأمر , غي استثمار واضطهاد بعض الشعوب من قبل الطبقة السائدة لشعب أخر , فبعد ميل الاستقلال السياسي لم يتوقف استثمار شعوب العالم في ميدان الاستثمار بأخرى , فليست كل تشكيلة تناحريه وحسب بل أيضا كل مرحلة في تطور الرأسمالية تناحريه كما قال لينين , أشكال مميزة من الاستثمار الاستعماري , فان عهد التراكم البدائي قد تميز , فيما تميز , بإقدام الدول الأوروبية على نهب القيم المادية في بلدان ما وراء البحار بالقوة المسلحة السافرة , كذلك تميز عهد نشوء الرأسمالية بنهب الشعوب المستبدة عن طريق فرض العمل ألقسري عليها , ثم استثمرت الرأسمالية الصناعية البلدان المتأخرة اقتصاديا بتحويلها في الأغلب إلى سوق لتصريف سلع الاستهلاك , وأخيرا صارت المستعمرات في المقام الأول , منذ ظهور الامبريالية , مصادر للخامات ومناطق لتوظيف الرسام يل , لقد كتب لينين يقول " إن الرأسمال المالي قد أضاف إلى بواعث السياسة الاستعمارية إلى البواعث القديمة العديدة , الصراع من اجل مصادر الخامات , من تصدير الرسماميل , من اجل مناطق النفوذ , أي مناطق الصفقات المربحة والامتيازات والأرباح الاحتكارية وهلم جرا وأخيرا من اجل الأقاليم الاقتصادية بوجه عام " .

سلامتكم,,,

المصادر والأدلة:
1- أبحاث التخرج لدفعة التاريخ والعلوم السياسية لعام 1990م .
2- التيارات الاشتراكية الثورية في البلدان العربية والغربية .



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركات التحرر الوطني... - 6 -
- حركات التحرر الوطني... - 5 -
- حركات التحرر الوطني... - 4 -
- حركات التحرر الوطني... - 3 -
- حركات التحرر الوطني... - 2 -
- حركات التحرر الوطني الذاتي في العهد المعاصر ... الجزء - 1 -
- الحياة و الذرة النووية
- حتى لا يكون كلامي تطفليا ..!
- أسرار ليبيا الجزء - 5 - والأخير
- أسرار ليبيا الجزء - 4 -
- أسرار ليبيا الجزء - 3 -
- أسرار ليبيا الجزء - 2 -
- أسرار ليبيا ... الجزء - 1 -
- قصائد عن الحرب...- يوفتشنكو .. اخماتوفا.. باسترناك -
- مسلك الصحافة الغربي ووسائل الإعلام العام بالنسبة للنزاع العر ...
- كيف يرى الشعب الغربي النزاع العربي الإسرائيلي ...؟
- من الأدب الروسي - السوفيتي - نتعلم !!
- مرثية للدكتور الراحل رزق عبد رمضان احمد ...
- حصاد الثورات أيها المسطول.. !!
- صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له


المزيد.....




- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جميل عبدالله - حركات التحرر الوطني... - 7 -