أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد الكساسبه - اسقاط النظام الاردني 2















المزيد.....


اسقاط النظام الاردني 2


خالد الكساسبه

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 07:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خالد الكساسبه - لسنا مدسوسين وآخر مرة مارست الاندساس كنت طفلا ، لم أكن أملك ثمن التذكرة لحضور مباراة كرة قدم في ستاد عمان فاندسست بين الجمهور ، ولا أجندة لي ، واخر اجندة امتلكتها كانت ايام المراهقة ، كنت اكتب فيها كلمات العشق لفتاة لم اراها في حياتي قط ، و لست عميلا ، والمرة الوحيدة التي كنت فيها عميلا كانت لشركة الكهرباء والماء ، اعتذر للسخرية ولكن كيف لنا ان نطعن في اتهاماتهم التي اصبحت تشبه مسلسلا كوميديا ،لا يبعث على الضحك بمقدار ما يبعث على الغباء ، بلا سخرية

نتحدث و نكتب ونقول مايدور في عقولنا حتى لا تضيع البوصلة من المواطن فيبحث عن الوطن في الفكرة ، بينما يتسرب من بين يديه الوطن و الارض والتاريخ ، لكن ما يتناساه البعض ، وهم يزوّرون التاريخ ، انهم لا يقولون للناس أن طريقة الحكم قد تحولت ، باستخدام الدستور الى ديكتاتورية ، قد لا تشبه ديكتاتورية الحكم الليبي او النظام السوري ،لكنها ديكتاتورية ناعمة يمتلك عبرها الملك لوحده كل السلطات وفي الوقت نفسه فانه فوق المساءلة ، و ان المكاشفة استحالت وباستخدام الات النظام الاعلامية البالية الى خيانة ، وان قول الحقيقة و باستعمال نظريات ميكافيلي اضحى فقط طريقة ل المصالح لا تعبيرا عن مبدأ ، وان تعريف حقوق المواطنة باستعمال نظرية التخوين من الخارج ما هو الا بدفع من جهات اجنبية مدسوسة رغم ان النظام هو الذي يرتبط بامريكا ،وهو ،لا نحن ، الذي ينهل من ملايين امريكا

عندما كتبت قبل اشهر عن

الملكية الدستورية كانت الكلمة بالنسبة للجميع مثل بعبع يخشون حتى النطق به ، اليوم ان بحثتم عن الملكية الدستور فستجدون مئات بل الاف المقالات حول الموضوع بعد ان اصبحت الكتابة عن الفكرة سواء سلبا او ايجابا خارج رحم التابوهات ،وعندما كتبت انتقد الملكة رانيا قال لي البعض لا تحرق سفنك فقلت لهم البوعزيزي احرق نفسه من اجل تونس أولا نحرق السفن ، واليوم نرى ان من كان يخشى ان يذكر حتى اسم الملكة يكتب عنها ،وبالامس عندما كتبت عن اسقاط النظام فانني بديت للجميع كمن يتكلم لغة هيروغليفية لم ينطقوا بها مرة في حياتهم ، طرح الموضوع للنقاش لا يعني التخلي عن خيار الاصلاح ولكنه الى جانب انه محاولة لكسر الخطوط الحمراء واختراق التابوهات ، فهو ايضا إخطار للنظام بوجود خيارات اخرى لدى الشعب

مارس النظام (التفكيكية) بين مكونات المجتمع في كل فرصة لاحت له وسعى لاقناعنا انه الحالة (التوفيقية) بين هذه المكونات وانه الضامن لوحدة الشعب الاردني وبدونه فان البلد يصبح معرضا للخطر فاضحى الاردني مثل الفتاة المتمنعة يريد التغيير ولا يريده ، ومثل شخص جائع جدا لكنه غير قادر ان يمد يده على الطعام الموضوع امامه ، اضحى مثل مريض بانفصام لا يدري ماذا يريد ولهذا تعددت افرقة المعارضة و تعددت مطالبها وانقسمت مسيراتها مما اصابها بالضعف بعد ان استطاع النظام عبر وعود على الورق احتوائها ، وقد كشف لي مصدر موثوق ان الملك طلب بحزم من رئيس واعضاء لجنة الحوار الوطني عدم التطرق لاي تعديلات في الدستور لاسيما فيما يخص صلاحياته

بعكس والده الملك حسين فان الملك عبدالله مارس سياسة مناكفة للشعب الاردني وارادة الشعب الاردني بدءا من اختياره ل سمير الرفاعي واصراره على الاحتفاظ به رغم كل المسيرات التي طالبت باسقاطه وكلنا نذكر ان الملك حسين استجاب لمطالب الشعب بعد ان طالب باسقاط زيد الرفاعي مباشرة ، و في دليل اخر على مناكفة الشعب الذي يطالب بمكافحة الفساد وعدم التوريث فانه عين عصام الروابدة مستشارا

كتبنا بعتب ولم يسمعونا ، كتبنا بغضب ولم يسمعونا ، خرجنا بمسيرات غضب ولم يسمعوننا ، فماذا نفعل ، شخصيا اؤمن تماما ان الثورة لا تكون ثورة الا خضبت بالدم والثورة لا تكون ثورة ان ابقت على ما انقلبت عليه

حراك الاردنيين سبق كل الحراكات في الدول العربية عندما بدأت مسيرات واعتصامات عمال المياومة والمعلمون قبل ان يخرج العسكر ببيانهم الشهير ، هذا على صعيد الحراك السياسي ،على الارض اعلن الاردنيون عن يوم الغضب في الرابع من شهر كانون الثاني الماضي اي قبل اسبوع من سقوط زين العابدين بن علي وقبل ثلاثة اسابيع من بدء يوم الغضب المصري وبهذا فان الاردنيين في خروجهم لا يتبعون احدا ولا يقلدون أحدا انما خرجوا قهرا وفقرا

في المقال السابق كنت واضحا تماما فانا لم ادعو لاسقاط النظام وانما قلت انني لا استبعد ان يرتفع سقف المطالبات ليدعو الى اسقاط النظام ان بقي مصرا على عدم تعديل الدستور و اعلان الملكية الدستورية ، ونقضي لسيكلوجية النظام انما هدفت منه الى ايصال رسالة مفادها انه لا احد مصان من ثورة الشعب سواء أكان نظاما جمهوريا او نظاما ملكيا، وانه في حالة الاردن فان هذا الاحتمال ليبدو اكبر مع ما تم اثباته من افتقاد هذا النظام لما يسمى بالقدسية او الشرعية او عدم الدموية ، و انني لا زلت على الاقل حتى الان اصر على ان الحل للخروج من المأزق وانقاذ البلد يكمن في الملكية الدستورية

ان التنظير عن الفكرة كثيرا يفقدها رونقها ويجعل منها شيئا منغلقا على نفسها وتدور حول نفسها وتبقى مجرد فكرة لن تخرج لمرحلة التنفيذ ابدا ، وهنا لن اذكرمبررات الملكية الدستورية او المكتسبات التي ستتحقق بتنفيذها لانني عرضت ذلك في مقالي (الملكية الدستورية هي الحل) ، اليوم لا نحتاج لمناقشة ما ناقشناه مطولا بل نحتاج لان نتحرك على الارض من اجل تحقيق افكارنا

شئ وحيد اريد ان اقوله حول الفكرة و هو ان الذين يعارضون الملكية الدستورية هم :النظام وحاشيته لان تطبيقها يحد من سلطاتهم وفسادهم ، الاردنيون الشرقيون خوفا من سيطرة الاردنيين من اصل فلسطيني ، ، المتخوفون من مشروع الوطن البديل ،المتشبعون بخرافة عدم جاهزية الاردني العشائري على حكم نفسه بنفسه ، و اخيرا فئة رابعة لا تعي ماذا تعني الملكية الدستورية ، وهنا فانه لفت نظري ان بعض من يدعون الثقافة السياسية قد

خلطوا بين الملكية الدستورية والحكم بموجب الدستور ولا ادري هل هو خلط نابع من جهل او نابع من دهاء سياسي لتخويف العامة من الملكية الدستورية

بعد عامين على المطالبة بالملكية الدستورية لازال النظام خائفا جدا من الفكرة ولكن لم يعد الشعب خائفا من المناداة بها و قد كشف لي احد المطالبين ب الملكية الدستورية قبل عامين انه واخرين تلقوا تهديدا مباشرا من المخابرات ان واصلوا طرح الفكرة بل وانه تم تهديدهم بتلفيق قضايا لهم ان لم يتراجعوا وهذا ادى الى اعادة الفكرة الى الادراج مؤقتا ولم يعد احدا في الاردن ينادي بشكل علني بالملكية باستثناء جمال الطاهات الذي صمد لفكرته ودافع عنها في اكثر من ندوة ومقال فيما عاد من تقهقر لطرح الموضوع من جديد بعد التغييرات التي طرأت على الساحة

اخيرا فلنتذكر ان حركة الانسان دائما قابلة للتغيير وقابلة لتعديل مساراتها واتجاهاتها واهدافها فمثلا الزوجة التي تحاول الدجفاع عن نفسها ان ضربها زوجها قد تضطر سواء عن طريق الخطأ او القصد لقتله ان لم تنجح محاولاتها في ابعاده عنها ، قصدت ان عدم الاستجابة لمطالب الاصلاح قد يؤدي الى فقدان الشعب للثقة بالنظام ونواياه والتوصل الى قناعة ان الاصلاح والتغيير لن يتحققا الا عبر اسقاط هذا النظام...



#خالد_الكساسبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقاط النظام الاردني : نقض السيكولوجية الوهمية
- غضب الملكات
- يا ( سجان ) انا مثلك انسان
- قضية الوطن البديل تتفاعل
- ارى (صخب) ابنتي فاتذكر(بؤس) طفولتي
- ملحمة الوجع والغضب في عصر البرامكة والمماليك
- يا (نوح) بلدي يغرق مثل (تايتانك) فهل بنيت لنا ( السفينة)
- يا وصفي لم يكبر الرجال ولكن المواقع صغرت
- ايها الاردنيين ..انزعوا (عباءة) الخوف
- امي طرزتني ب (الكرامة) لكنها ابدا لم تهدب (شماغي الاحمر)
- الممنوع من الصرف و(الكلام) في المسألة العشائرية الاردنية
- كلمات ل (عمان) من ارض (الغربة)
- طبخة السلام جاهزة ولكن
- (هبة نيسان) الاردنية في ذكراها العشرين
- (جيهان) التي كشفت تخاذلنا
- الاردن (وطن للفلسطيينيين) ام (وطن الفلسطينيين)
- انشودة (الموت)
- الاردن بين الملكية الدستورية والمطلقة
- محاكمة دولية ل(الديكتاتوريين)
- السلام يحتاج قادة حقيقيين راغبين ب (المصافحة)


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد الكساسبه - اسقاط النظام الاردني 2