|
دِرْعا أضحت سيدي بوزيد
السموأل راجي
الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 07:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لم يَكُن شعب سوريّة يومًا بالمُستكين للظّلم وعرف عبر تاريخٍ طويلٍ من القَمع الدّمويّ مسارَ نِضالٍ تَشهدُ به السّجون وكان للمَقابر نصيبها من شُهداء الحُرّيّة والكرامة ولَطالما كان مَضرِب مثل في فَصْلِه وترتيبه لأولويّات النّضال وِفق توازناتٍ داخليّة وأجنداتٍ خارجيّة تَورّط فيها النّظام/الفوضى وأخرجه مِنها الشّعب ليُجازى جزاء سِنّمار. تساءل الشّباب من تونس لليبيا ومصر واليمن والبحرين حتّى متى يَصْمُتُ أحرار سوريَا ولم يكُن الصّمتُ طَابَعَهُ يَوْمًا،و عاجَلت مافيا الأسد مُنذُ رفت بن عليّ من عرشِه لذَرّ بعض الرّماد على عُيون بعض الشّرائح المُتضرّرة من فَسادٍ من هوله حتى وريث الأب الغير مأسوفٍ على وفاته أصبح يعترف به،وفي سلسلة رشاوى إجتماعيّة لا تُسمِنُ ولا تُغني حاول النّظام تدارك عُقود من الخيبات ولم يَضع في الحُسبان أنّ التغيير؛الذي حار فيه البعض من سوسيولوجيُّو السّياسة لعدم إلتزامهم بتحليلٍ ملموس لمسارِ واقعٍ ملموس؛ سيحُطُّ رِحاله في رِحاب سوريا برايات شبابٍ لم يَعُد لديه ما يخسر سِوى تلك الأغلال التي صنعها بشّارٌ ووالده دافعين بأفواج من خيرة الشّبابِ لأرصفة البطالة مُحَوّلين مُقدّرات الشّعب لحسابات مَصرفيّةٍ تتقاذفُها بنوك سويسرا والبعض من مصارف ما وراء الأطلسيّ.
لم يَكُن أولئك الذين هبّوا في وجهِ الطّغيان بخارجين عن القانون ولا عابثين بالوحدة الوطنيّة كما تُروّج له آليّات الّعاية الأسديّة وتعالت حناجرهُم بشِعارات تكثّفت فيها معاني لَفْظ النّعرات الطّائفيّة التي لطالما عمِلت أيادي قذرة عبثَا على تكريسها فسجّلت شوراعُ دِرعا هُتافات: "لا سنية ولا علوية، حرية وديمقراطية"، "لا للفساد"، "يسقط سجان الشعب"، "يا حرية يا حرية تعالي من مصر لسورية"فكانت إنتفاضة إرتقت من مُستوى التّلقائيّة لمرتبة التنظّم ورفعت من سقف المطالب وخرجت من مُربّع المطلبيّة لتكون في إتّجاه إسقاط النّظام الذي قدّم لهذه الجماهير هدايا في صيغة أمجادٍ للشّهداء وتجعل منه خارجًا عن التّاريخ داخلاً مجرى الهاوية،ومُنذ الثّامن عشر من مارس/ آذار كان الرّصاص الحيّ وخراطيم المياه والمِروحيّات وثُنائيّة الجيش والشّرطة حاضرة لتتساقط أعداد الشّهداء والجرحى بدُون حسابٍ تتعاظمُ أعدادُهم يومًا إثر يوم وتمتدّ المواجهات بفعل همجيّة النّظام وصُمُود دِرعا التي تحوّلت فِعْلِيًّا لسيدي بوزيد أخرى ومَلحمة يَصوغ معالمها شعْب بأسره يتحدّى سُلطة تكلّست ولم تسعى لترميم ذاتها إلاّ بالإفراج عن الشّيخ الثّمانينيّ هيثم المالح قبل أن يُسحب البِساط من تحتها.لقد عملت مافيا الأسد على مدّ أخطبوط عُملاء خاصّة في الجارة الجنوب غربيّة فتعالت الأبواق النّاعقة المُسبّحة بحمد الأسد لتستقرئ بطُرُقٍ مُعوجّة مُضحكة مُبكية أحداث سُوريا وأبواقٌ أخرى لاذت بالصّمت وإندفعت في تحليل وفضح الدّور التّخريبي لممالك الخليج في البحرين الجريحة ومنها ما نهق بخربشاتٍ عن التدخّل العسكري لمافيات باريس/واشنطن ومُشتقّاتها في ليبيا في كلمات حقٍّ أُريد بها التّعمية عن جرائم الوريث للرّئاسة في سُوريا التي إلتحم شَعبُها وليس قيادتُها المُتعفّنة بكلّ قضايا العدالة والتحرّر مُنذ ما قبل 1948 لحُدود تمّوز 2006 بدون حِساباتٍ يرمي من ورائها لتحسين شُروط تبعيّته لمافيات أوروبا والولايات المُتّحدة كما يفعل آل الأسد مُروّجين لخطابٍ مُقاوم لا علاقة له بالواقع إلاّ متى كان التّهديد مُبَاشِرًا لحُكمهم ولم ينسى التّاريخ زُوّار السّجون الأسديّة من مُنظّمات العمل الوطني الفلسطيني وفصائل مُقاومة لُبنانيّة عملت الأجهزة على تحجيمها لحصر السّلاح في حركات مُواليةٍ لها بالكامل وتضمن إستمراريّة تبعيّتها لها لمدى طويل.
سَانَد الأسد رديفه القذّافي بتعلاّتٍ واهيةٍ وإستقبل قصر شارع إبراهيم هنانو مندوبين عنه وتعاون معهم في تمويل العقيد بالمُرتزقة وأغلق باب التطوّع أمام الطّواقيم الطبيّة التي عبّرت عن رغبتها في تقديم العوْن لضحايا العقيد في بنغازي وصمت الوريث أمام ثورات تونس ومِصر ولايزال يتبادل رسائل الودّ مع مشروع المخلوع عليّ عبد الله صالح ولايزال يقوم بمُزايدات لم تعُد تنفع عبر لعب ورقة المُقاومة الفلسطينيّة التي تدعّمت أواصرُها بالثّورات العربيّة ولم يُعد نظام المافيا السّوريّة بحاضن مقبُولٍ لها إن كان فعلاً لها حاضن،ولم يعُد الأسد الصّغير بمقبُول بعد أن تلطّخت يديه بالدّماء ولن تنفع مساعي الدّقائق الأخيرة في الإحتواء مع إتّساع رُقعة الإحتجاجات المُطالبة بالإطاحة به وبمُشتقّاته من عَرُوس الجنوب لأقصى القامشلي وبانياس وإهتزاز دمشق بسلسلة إعتصامات لأمّهات المُعتقلين تعامل معها الوريث بنفس همجيّته عبر الهراوات وقنابل الغاز وخراطيم المياه وتغيبُ الصّور عبر الفضائيّات جرّاء ستار أسود إعلاميّ تفرضه أفرع المُخابرات وتدخّلات وزارة الخارجيّة السّوريّة لتندفع فيديوهات الشّباب عبر الشّبكات الإجتماعيّة والمواقع الإلكترونيّة لتفرض نفسها كبدائل عن قمعٍ مُتخلّف وتتواصل الملحمة ولن تنتهي إلاّ بتهاوي بشّار ومن معه ليخسأ كُلّ من صمت عن جرائمه ويُكشف مُرتزقته وتخرج للعالم الأيادي العابرة للحدود مُشاركةً في الحملة القمعيّة بعد سُقوطه ولانامت أعيُن كُلّ مُتواطئ مع مافياته وخِزُيًا لكُلّ من هتف بحياته يوْمًا.
مجدًا لكُم أحرار سوريا.
#السموأل_راجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَجْدٌ عالٍ شعب سورية
-
عن أيّ سُقُوط لليَسار رفيقي تتحدَّث؟!
-
من يُشبه اليَمن؟
-
إلى المٌجرِم القذّافي ومن وراءه
-
جماهير ليبيا لم تمٌت
-
إرحل جرذ دمشق!
-
مصر:طاغية آخر يدخل مزبلة التّاريخ
-
ما بعد مبارك في مصر
-
إنتفاضة جماهير مصر لا يٌمكن إخمادها
-
وتتواصل مسيرة النّضال في تونس
-
القمع الدّمويّ يعود لتونس
-
من يوم،لأيّام الغضب:تونس ومصر
-
لبّيك يا شعب مصر وفداك يا شعب تونس ؛وللبقيّة:هبّوا
-
وتهتزّ مصر على طريقتها
-
وسقط الطّاغية في تونس
-
يرحل الشّعب ليبقى اللّواء بن عليّ
-
ما بعد اللّواء خطاب اللّواء اليوم:لم يتغيّر شيء
-
ردًّا على النّاطق بإسم الحكومة التّونسيّة
-
ليلة ثقيلة في تونس:مجزرة
-
الجيش والشّرطة للقمع في تونس:هل يفلح؟
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|