أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - القذافي على خطى صدام















المزيد.....

القذافي على خطى صدام


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك نقاط تشابه كثيرة بين القذافي وصدام حسين، وقد قيل في الأمثال: "الطيور على أشكالها تقع". لذلك نرى أن القذافي يسير على نهج صدام حسين وعقليته، ولذلك لا بد أن ينتهي كما انتهى صدام في مزبلة التاريخ. لقد قام القذافي بلا خجل، متحدياً مشاعر الشعب العراقي، فنصب تمثالاً لصدام إلى جانب تمثال الشخصية الوطنية الليبية، عمر المختار في طرابلس العاصمة. كما دافع القذافي عن صدام في مناسبات عديدة ومنها مؤتمر القمة العربي في دمشق حيث انتقد الحكام العرب لتقاعسهم عن نصرته!!.

ومن أهم نقاط التشابه بين الاثنين: احتقارهما لشعبيهما، وقسوة التعامل معهما، وإصرار كل منهما على التضحية بكل الشعب في سبيل البقاء في السلطة. فقد أطلق صدام مقولته المشهورة: "إن الذي يحكم العراق من بعده سيستلمه أرضاً بلا بشر". وكذلك قال القذافي، وأكده ابنه سيف الإسلام، أنه سيبقى في السلطة إلى آخري ليبي، وآخر رصاصة، وآخر قرية وآخر بيت. (شبر شبر.. بيت بيت.. دار دار.. زنقة زنقة.. فرد فرد!). ويخطأ من يعتقد أن الشعب الليبي منقسم على نفسه بين معادي للقذافي ومؤيد له. في الحقيقة، وكما قال أحد الليبيين للإعلام الغربي، أن غالبية الشعب الليبي هم ضد القذافي، فهذه الحرب هي بين الشعب من جهة وبين القذافي وعائلته والقلة من المستفيدين من هباته، من جهة أخرى. وحتى الذين معه، هم متورطون ومرغمون، وليس لهم مخرج، وإذا ما سقط فسوف يتبرأ منه كل من أرغم على الوقوف معه.
كذلك تشابه الطاغيتين في الغباء، فقد رفض صدام حسين الخروج من الكويت بأقل خسائر رغم ما قدم له من نصائح الكثير من زعماء وحكماء العالم له، كما رفض قبل سقوطه نصيحة الشيخ زايد آل نهيان بالتنازل عن السلطة ومغادرة العراق مع عائلته وثرواته، مقابل ضمان سلامته. ونتيجة لتعنته، انتهى بمصيره الأسود في الحفرة المعروفة. نفس العملية تتكرر الآن مع القذافي، حيث رفض التخلي عن السلطة، وأصر على تعريض بلاده للقصف الدولي وما سيترتب عليه من دمار شامل.

استهانة الطاغيتين بشعبيهما، إذ أهان صدام الشعب العراقي مرة بقوله أنه قبل مجيئه للحكم كان العراقيون حفاة وعراة، وهو الذي علمهم كيف يلبسون الأحذية ويشدون ربطة العنق، ويأكلون بالملعقة والشوكة!!. كذلك قال القذافي أن ليبيا قبل "ثورة الفاتح من سبتمبر 1969" كانت لا شيء، ولم تكن معروفة في العالم، ولم يسمع بها أحد، وهو الذي وضعها على الخارطة وجعلها مشهورة ولها قيمة!! بينما في الحقيقة كانت ليبيا دولة محترمة قبل مجيئه، أما خلال حكم القذافي فصارت ليبيا دولة منبوذة ومعزولة عن العالم لأنها صارت تمارس إرهاب الدولة، وعرف هو كحاكم مجنون يجب وضعه في مستشفى للأمراض العقلية.

كذلك استخدم الاثنان الآخرين دروعاً بشرية، فصدام حسين اختطف الأجانب وخاصة من المواطنين الأوربيين دروعاً بشرية، مما دفع السيدة تاتشر أن تعيره بقولها أنه يحتمي وراء الأطفال والنساء. كذلك نقلت الأنباء عن شهود عيان أن قوات القذافي تستخدم المدنيين دروعا بشرية بالقرب من مقر إقامته، وحتى بالقرب من مدينة مصراته معقل المعارضة غربي البلاد.

ومن دلالات غباء القذافي، أنه عندما انتفض الشعب الليبي ضده، سارع، فاتهم القاعدة، وقال أن المنتفضين هم من أتباع القاعدة، ومدمني المخدرات، ووصفهم بأبناء الكلاب!! وراح يقصف شعبه بالطائرات والدبابات دون رحمة، وقتل منهم الألوف. ولما هدد الغرب بفرض منطقة الحضر الجوي عاد وهدد بأنه سيتحالف مع القاعدة ضد الغرب!! في محاولة غبية منه لانتزاز زعماء العالم بهذا التهديد. بينما كان هذا التهديد أكد تشخيص الزعماء الغربيين بأن الرجل مصاب بلوثة عقلية وأنه وجوده في الحكم يهدد شعبه وأمن وسلام العالم.

ومن علامات غبائه أيضاً، أنه ارتكب غلطة كبرى عندما نسب ثورة الشعب الليبي إلى القاعدة، ولم ينسبها إلى الشيعة وإيران. فلو نسبها إلى الشيعة وإيران، لوقف العرب جميعا، حكاماً وكتاباً وصحفيين ومثقفين وعلماء دين ورياضيين، بل وحتى الجامعة العربية، خلفه وساندوه ضد الشعب الليبي، تماماً كما وقف هؤلاء جميعاً إلى جانب الحكومة البحرينية ضد انتفاضة الشعب البحريني حيث وصموها بالطائفية وأطماع إيران!!، ولذلك بعثت الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية، قواتها لسحق الانتفاضة الشعبية، لأن معظم المنتفضين في البحرين من الشيعة. وهذا لا يعني أن الانتفاضة لم يشارك فيها أبناء السنة المضطهدين، بل لأن نحو 80% من الشعب البحريني هم من الشيعة، وهذا قدرهم وليس قرارهم، لذلك نجد غالبة المنتفضين من الشيعة. ولهذا وصموها بالطائفية، بل وحتى الشيخ يوسف القرضاوي، لم يتردد في وصمها بالطائفية من أجل سحقها وتبرير سفك دماء الشباب البحريني، بينما أصدر القرضاوي فتوى هدر فيها دم القذافي وأن مصيره جهنم وبئس المصير. فلو كان القذافي نسب الثورة إلى الشيعة وإيران لكان موقف العرب، وربما حتى العالم على عكس مما عليه الآن.

أما موقف الحلفاء (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) من القذافي، فقد استفادوا من دروس بوش وبلير في إسقاط نظام صدام، فاتبعوا تكتيكاً مغايراً في شكله، ولكنه مطابقاً له في الجوهر، والنتيجة لا بد أن تكون واحدة. وهذه الخطة بدأت بمبادرة ليس من أمريكا، بل من بريطانيا وفرنسا، بتقديم مشروع فرض الحضر الجوي على ليبيا إلى مجلس الأمن الدولي، وبدعم الجامعة العربية، لأن القذافي يستخدم قواته الجوية ضد المدنيين. وهكذا بدأت قوات الحلفاء، بما فيها قوات عربية رمزية (أربع طائرات حربية من قطر) بقصف القوات الموالية للقذافي.

ومن كل ما تقدم، نعرف الفرق بين تصرفات زعيم عربي مجنون مكانه المناسب في مصح عقلي، وزعماء الغرب يعتمدون العقل والعلم والتكنولوجيا المتطورة، الذين لا يتخذون أي قرار إلا بعد دراسات علمية معمقة وغربلة كل الاحتمالات، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وفق ما يمليه العقل والعلم. فأين عقلية القذافي وصدام من عقلية الغرب. ولذلك فالحرب الدائرة الآن بين التحالف الدولي والقذافي هي حرب بين العلم والجهل، بين التقدم الحضاري والتخلف البدوي، ولا بد أن تكون نهاية القذافي كنهاية صدام، في مزبلة التاريخ.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كنت لا تستحي يا علي عبدالله صالح
- العداء بين الشعب والسلطة
- حول (إهداء) أربع فرق عسكرية إلى الصدريين!!
- تضامنا مع الحزب الشيوعي العراقي
- تأملات في مظاهرات (الغضب العراقي)
- يسيرون نحو الهاوية وهم نيام
- نعم للتظاهرات ضد الفساد..لا لتسلل البعثيين فيها
- مصر: من الانتفاضة إلى الثورة
- دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي
- تحديات تواجه الانتفاضة المصرية
- تكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة
- مرحى لانتفاضة الشعب المصري
- محنة الكرد الفيلية.. حتى في العراق الجديد؟
- مخاطر تهدد الثورة التونسية
- انتفاضة الشعب التونسي ترعب الحكام العرب
- الحلول المقترحة لمشكلة الطائفية والحكم في العراق
- التوافقية لا بد منها في هذه المرحلة
- نظرية حكم ولاية الفقيه
- الطائفية في عهد حكم البعث
- الطائفية في العهد الجمهوري، القاسمي والعارفي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - القذافي على خطى صدام