أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - حين تُرهب الكنائس ، تُرهب المساجد














المزيد.....

حين تُرهب الكنائس ، تُرهب المساجد


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 08:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشيء يثير الرهبة في النفوس أكثر من جريمة التحرش بالمعتقد الروحي للبشر..وما تتعرض له الكنائس في العراق من هجومات أرهابية إلا تعبيرسافر عن ذلك النوع من الجريمة المرفوضة من كل عراقي يرتبط بالتأريخ الوطني للعراقي الذي لم يألف مثل هذه القسوة حتى في زمن أعتى حكم دكتاتوري شوفيني فاشي، ألا وهو فترة حكم صدام حسين.
ماذا يريدوا أن يثبتوا هؤلاء الأرهابيون؟ أن العراقيين المسلمين ضد اخوتهم العراقيين المسيحيين!
أذا كانوا يريدون ان يثبتوا ذلك بهذه الطريقة البشعة الغادرة ، فقد خاب ظنهم، فالعراقيون مذ ولد العراق كانوا أخوة ولا زالوا، بغض الطرف عن الدين اوالعقيدة أو القومية او الأنتماء. والمتابع للمشهد العراقي منذ سقوط الطغيان البائد،لا يلحظ ما يطغو على سطح الأحداث غير الأعمال الأرهابية التي لا تستثني أي من العراقيين ممن يشكلون الموزائيك العراقي. فلم يعد خافيا اهداف هذه الجرائم التي ترتكب يوميا ضد الآمنين من الناس، انها وبكل وقاحة وسبق أصرار، تريد أعادة عجلة العراق الى وراء، لأعادة سحق العراقي وأذلاله وأعادته الى مرحلة الخنوع التي كانت تمارس بأخس الوسائل القمعية التي تمتلكها أشرس دولة بوليسية هي دولة صدام وزبانيته المجرمين، الذين أحالوا الوطن العراقي الى ساحة لتصفية الحسابات والقتل المجاني ، الذي لا يفرق بين طفل وكبير، بين أمرأة ورجل، بين كنيسة ومسجد، بين قبر وملعب أطفال.
لا يمكن أن ننكر ان العراق، كل العراق مستهدف في هذه الظروف المعقدة والحرجة . فالأرهاب القادم من وراء الحدود، لم يستثن في أعماله الأرهابية فئة من العراقيين دون غيرها، فالجميع ضحايا، ليس لأجندة أرهابهم فحسب، وانما أيضا لأجندة أرهاب بقايا النظام السابق الذي ولى بلا رجعة، وكذا القتلة مطلقي السراح الذين يعبثون بمقدرات العراقيين.
أن ما يتعرض له المواطنين العراقيين من المسيحيين من أرهاب منظم، هو نفس ما يتعرض له بقية أخوتهم من العراقيين، فالكل مستهدف، مسلمين ومسيحيين ومندائيين وازديين وبقية مكونات النسيج العراقي، فغرض تلك الأجندات واضح، وهو ضرب الوحدة الوطنية العراقية في صميمها، وعرقلة النهج العراقي الجديد في أقامة دولة القانون والتشريعات التي تضمن لكل العراقيين حقوقهم المتكافئة، والعيش في هذه الرقعة بسلام ودعة، كي تتوفر للأطفال فرص العيش بوطن لا تحكمه الرغبات والأهواء والرادوية التي سممت حياة العراقيين ردحا طويلا من السنين.
أن الحكومة العراقية الموقتة مطالبة ببذل أقصى أمكانياتها في ردع هذه الجرائم الخطيرة على كل الصعد. كما مطلوب من الجميع، أحزابا وجماهير،ومؤسسات المجتمع المدني، أن تدعم الحكومة في مسعاها لأستتباب الأمن والأستقرار، لأنه أهم مقوم وأساس تستند عليه نجاح الأنتخابات في كانون الثاني مطلع العام القادم، وهو تأريخ قريب جدا، فقد بدأ عده التنازلي يتسارع. ورغم أن الذي تقوم به الحكومة المؤقتة في الميادين المختلفة ، كبيرا، إلا إن ظاهرة الأرهاب المستفحلة تغطي على تلك النجاحات، وتضعها في المراتب الدنيا، فالذي تتعرض له الكنائس من أعتداءات من القوى الظلامية أو غيرها من قوى الشر، قد تعرضت له المساجد والحسينيات والتكايا ومواقع العبادة للديانات الأخرى، وسوف لن يتوقف هذا الأرهاب، ما لم يتم القضاء المبرم على مسببيه، وبلا رحمة، فالقتلة لا يُرحمون.
أن ما يُطمئن النفس الى وحدتنا الوطنية، هي آراء الناس التي شجبت وتشجب تلك الجرائم التي تتعرض لها دور العبادة المختلفة في العراق ، فحين تُرهب الكنيسة، يُرهب المسجد.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـمُــعــــــــــادِلاتْ 4
- الـمُـعـــــــــــادِلاتْ 3
- المُعـــــــــــادِلاتْ 2
- المعادلات ( رؤية تسجيليةعن أستشهاد النصير أبو كريم في العملي ...
- طابا التي تأن، من يان لها؟!
- لم ترحل أيها الشفيف سلمان شمسه
- لفت انتباه للسيد صلاح عمر العلي
- رحلة المهام النبيلة للمجلس الوطني العراقي
- أسئلة غير محرمة للمناضلة الرفيقة سعاد خيري
- سكاكين مثلومة؟! تضامنا مع الكاتب يوسف أبو الفوز
- مكاييل عربية!؟ القوات السورية في لبنان والقوات متعددة الجنسي ...
- مكاييل عربية؟! حسين الحوتي ومقتدى الصدر نموذجا
- عراقيامطلوب أشراك الجماهير الشعبية في أدانة سارقي قوتها وأمن ...
- خرف العمر يا سعدي يوسف أم جفاف القريحة؟!
- هل سيكون الأول من تموز ميلاد جديد للعراقيين؟
- - يا رفاق الفكر والدم ناضلو....أحنه وأنتوا بدرب فرج الله الح ...
- الشهيد الشيوعي الفنان التشكيلي العراقي معتصم عبد الكريم
- من يعوض العراقيين عن قتلاهم؟
- الجلبي وتحت موس الحلاق
- الباججي و يا مغرب ، خرب


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - حين تُرهب الكنائس ، تُرهب المساجد