أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر كريم - نحو اعادة تقييم المجالس التمثيلية في العهد الملكي














المزيد.....

نحو اعادة تقييم المجالس التمثيلية في العهد الملكي


ثائر كريم

الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 08:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شكلت المجالس التمثيلية مكونا رئيسيا من مكونات الكيان العراقي الجديد بعد تأسيسه عام 1921. بيد ان اغلبية من كتب عنها، خصوصا بعد انقلاب 14 تموز 1958، وضعها في خانة المظاهر المزيفة للمارسة الديمقراطية في ذلك العهد. أهذا هو حكم الادانة الفاصل عن هذه المجالس؟ ام ان فيها دلالات عميقة لنا فيها عبر معاصرة.
كان الدخول في مجلسي الاعيان والنواب يعني بالنسبة للملك والنخبة الاستراتيجية المحيطة به وايضا بالنسبة للبريطانيين اولا وقبل كل شيء توفير فسحة مناسبة لتمثيل المكونات المحلية وبالذات القبائل والعشائر. كان القصد ضمان انخراط اكبر عدد ممكن من الزعماء المحليين في سياقات الاندماج بالكيان الجديد. اما بالنسبة لهؤلاء الزعماء فانها كانت، اولا وقبل كل، شيء مصدر شرعية ايضا. يعلن حامل بطاقة دخول المجلسين عن اكتسابه مكانة سياسية هيبوية محددة. انه قريب من مراكز القرارات المركزية السياسية الحاسمة. وفّر الانخارط في المجلسين، ايضا، مصدرا ثابتا للدخل والمنافع الاقتصادية المختلفة.
ولعل انخراط عدد اكبر من الساسة الشيعة في السياسات العراقية، في الوزرات والمجالس النيابية والاجهزة الادارية يعبر عن احدى تجليات نمو هوية عراقية جديدة. عكس نموا في فكرة الانتماء لوطن واحد. ففي السنوات الاخيرة من حياة الدولة الملكية انحدر اكثر من نصف المسؤولين من اصل شيعي او كردي. كان مثل هذا الامر في عداد المستحيلات قبل بضعة عقود. وفي غضون عقدين منذ تأسيس الكيان الجديد ارتفع الى رئاسة الوزارة اربعة أشخاص من اصل شيعي، اضافة الى اثنين من اصل كردي.
ورغم ان وتائر اندماج النخب الكردية اتسمت بتباطؤ وتعقد منذ البدء قياسا الى وتائر اندماج النخب الشيعية فان المصالح الاقتصادية الكبرى التي كان يجنيها رؤساء العشائر والقبائل وسواهم من ملكياتهم الزراعية والحيوانية كانت تخفف تماما من أي احتكاكات عنفية بين المناطق الكردية والمركز السياسي. وفي الحقيقة فان الاكراد وبعد فترة قصيرة من تأسيس الكيان الجديد لم يرفعوا إلا جدول اعمال متناغم كليا مع روح الهوية العراقية وفي اطار الدولة الوطنية. وفيما عدا تكوين احزاب سياسية كردية وخصوصا اثناء الاربعينيات وحركة البرازاني الثانية بين 1945-1946 فان فترة 1935-1958 لم تكشف عن حركات محلية كردية عنفية منابذة للمركزية الجديدة.
ان النقد اللاذع، واحيانا غير العادل الذي وجهه كثيرون للمجالس التمثيلية في العراق والتركيز فقط على اعتبارها مؤسسات شكلية فحسب يؤدي الى اغماط معناها العميق في العراق. يتمثل هذا المعنى، بتقديري، بان تلك المجالس كانت خطوة ضرورية ، جديدة كليا، على طريق التعددية الحزبية والسياسية في أطار خلق دولة نيابية ودستورية.
ثمة أعتباران اساسيان لذلك. الاعتبار الاول ان تاريخ هذه البلاد برمته لم يعرف مثل هكذا مؤسسات وطنية تتجلى فيها قوة المكونات المحلية المتباينة عن قوة السلطة السياسية.
الاعتبار الثاني ان المجلسين، النواب والاعيان كانا ذا تاثير واضح صريح على قيام، واحيانا كثيرة على عمل السلطة السياسية بوزاراتها المتعاقبة. ويمكن ان نستمد معنى معين حتى مساعي ومحاولات الغاء مجلس النواب واجراء انتخابات جديدة له كل مرة تقوم فيها وزارة جديدة.فرغم الثمن الايديولوجي الباهض الذي دفعه نظام الحكم بسبب هذه الممارسات المضرة وأثرها السيىء على سيرورة تعزيز اسس التعددية الفعلية الا انها كانت يؤشر بقوة على ان المجلسين كانا يتمتعان حقا بدور مرجعي دقيق الاهمية واحيانا بدور تشريعي، حتى.
عكست تلك المجالس التمثيلية بدايات نظام الدعم البرلماني للحكومة. وهو النظام الذي يشكل الاساس لقيام نمط الحكومة المنتخبة حزبياً وبرلمانياً. والمعنى العميق هنا الذي يتناساه كثرون ان السلطة المركزية اضحت ملزمة بالاعترف بوجود قوى اجتماعية سياسية تقوم خارجها ، قوى المجتمع المدني. لذا فقد صار المجلس التمثيلي في العهد الملكي منبرا شرعيا فرضت فيه المكونات المحلية وجودها ومطالبها. وجود معترف به من قبل السلطة السياسية وقائم في صلب شرعية الدولة. لقد كان هذا تطورا جديدا على صعيد العلاقات الاندماجية بين المركز والمحيطات لم يحصل سابقا على امتداد تاريخ المركزيات السابقة في العراق.
بيد ان المعنى العميق الاهمية للمؤسسات النيابية والدستورية كان مقيدا ومثقلا بالمضمون الاجتماعي للقوى السياسية السائدة. فلا يخفى ان اكثر من ثلث اعضاء مجلس النواب، مثلا، كان يتكون من الشيوخ والاغوات الذين تزايدت سطوتهم المالية والسياسية إبان الثلاثينات والاربعينيات خصوصا. وغالبا ما استثمرت هذه الطبقة المتنوعة، الكثير من مزايا وضعها التمثيلي لتوسيع قاعدة منافعها الشخصية وشبكة علاقاتها الزبائنية بدون ان تشعر بضغط الحاجة لأدلجة مصالحها في برامج ومبادىء وتوسع قاعدتها الاجتماعية وفقا لذلك.
هذا صحيح تمام. ولكن صحيح ايضا ان المجالس التمثيلية كان تحمل اكثر من وجودا شكليا. كانت تعبر عن حقيقة اخرى، ايضا. فالعهد الملكي عبرعن فترة انتقالية من نظام سياسي تقليدي او من عصر اللانظام السياسي الى عصر الحداثة السياسية.



#ثائر_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتحقق مشروع الدولة الوطنية في العراق يوما ما؟
- كيف يتعامل الماركسيون العرب مع انهيار النموذج الاشتراكي الاو ...
- كيف يتعامل الماركسيون العرب مع انهيار النموذج الاشتراكي الاو ...
- كيف يتعامل الماركسيون العرب مع انهيار النموذج الاشتراكي الاو ...
- ما تأثير الراسمالية والطبقة الوسطى في انجاح الانتقال للديمقر ...
- اجتثاث البعث بين التسرع المرتجل والنقد الغاشم
- لا معنى لمحاكمات نظام صدام حسين بدون ترسيخ الولاء لدولة القا ...
- من يقود الارهاب في العراق: بعثيو صدام حسين ام الاصولية الاسل ...
- هل هناك افق للتغيير الديمقراطي في العراق؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر كريم - نحو اعادة تقييم المجالس التمثيلية في العهد الملكي