أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - بيتنا














المزيد.....

بيتنا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 06:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كنت أعتقد صادقا أنني وصلت إلى الحضيض,ولم أحصل على جائزتي,بدا لي الخوف بعيدا, كذلك الحب, رغبت في إثارة أكثر خطرا وقسوة, ثم حاولت التفكير بشكل متعمق, ولم أضيع فرصة زيارة ضيعتي, في بيت ياشوط عرفت الله بوجوه كثيرة ومختلفة.
أزمة منتصف العمر ما زلت في منتصفها, التركيز والاسترخاء وإطلاق العنان لشتى التخيلات, في منزل العائلة ومسقط الرأس بعض السحر والشجن. يكررون نفس الجمل والتعبيرات,لهم جحيمهم ورجاؤهم المختلفين أيضا, ولكل منا عالمه الداخلي الخاص الفريد وربما المجهول.
أليس بوسع المرء أن يعيش حياة كاملة في يومين؟ أكثرنا حكمة وابتعادا عن التهور, قد يدفع حياته ثمن يوم غير محسوب, وأحيانا حدث بسيط يغير حياته ويقلبها تماما. ألا نشكو جميعا من التكرار والرتابة,ونضبط أنفسنا نتخيل أمورا خارجة عن المألوف؟ لكننا نعود إلى ما هو متوقّع منا, ونضحّي بما يخصّنا بالجوهر. هل سأفعل سوى ما يفعله الجميع وهم يكررون حركة يوم واحد مدى العمر! لا أظنني وصلت إلى تلك القوة والحرية التي يحتاجها الفرد الحقيقي والعيش بأصالة لا يمكن تكرارها ولا يمكن حساب نتائجها ونهايتها. ما زلت ذلك الصغير الذي أخرج الموت من حساباته فتحولت حياته بكاملها إلى انتظار يائس للموت.
مثلهم أنا يعجب بالفراشة ويتغنى بجمالها, ويحتقر الدودة التي يعيش على شاكلتها تماما.

أنت منتصر
فأنت وحيد
لا يحتاج العظماء لمن يشاركهم أمجادهم
الهيبة والعزلة والفراغ
ثمن بخس للوصول إلى الخلود
من اسهل الأمور أن تثبت أنك على حق
ما عليك سوى التشبث برأيك, بصلابة وعناد حتى النهاية
سوف ترهق شريكك أو خصمك وتدفعه للاستسلام
في البداية يشيح بنظراته عنك
ثم يتوقف بالتدريج عن الحوار, حتى يصمت تماما
ولن يرغب في النظر إليك مرة أخرى

*

لو تأكّدت أن بقية عمري أقل من سنة, لتغيرت شخصيتي وحياتي. ولو كانت أقل من خمس سنين لتغيرت كذلك, لو كانت عشرا, ربما لا حظ الجميع أني شخص مختلف. الموت مع أنه الحقيقة الوحيدة واليقين الوحيد, هو المهمل والمستبعد دوما في الفكر والسلوك,لذا تطغى ثقافة الموت.

الأحد والأربعاء أيام ليست متشابهة
الطريق قديم, والوسائل والأدوات مستهلكة
لأجل ذلك ملأت رأسي بالأوهام
وأفرغت رأسي من الحب

التكرار والكآبة ميراث الأسلاف
أصونها وأتمسك بها وأحافظ عليها
كأنها طوق نجاة
ولا أعرف كيف أفتح ذراعيّ
وأملأ رئتي بالهواء
كأنني حصلت على الجائزة


عرفت الكثيرين ممن يعرفون كلّ شئ
وآمل وأرجو ألا ألتقي بأحدهم ثانية


*

الخوف لعنة جنوب المتوسط, ونحن جميعا نزيد في سعاره, في هروبنا الدائم منه أو في مواجهتنا الصبيانية له, في الواعظ والتبشير والخطب وقوده الإضافي, وفي الاستكانة والانشغال عن حريق الغرف المجاورة تواطؤ مضمر مع نبعه الداخلي الصادر عن الدماغ. لا بد من التساؤل مع دخول الألفية الثالثة حياتنا الفعلية, ما الذي حجّر هذه البلاد وحولها إلى احتياطي دائم للخوف يتحول معه القتل والاعتداء إلى فعل يومي رتيب؟ يتم تبادل أشرطة وأفلام القتل بالسهولة التي يتم بها تبادل النكات والتحيات. الحب هو الضفة الأخرى للموت والمسافة الزمانية والمكانية بينهما لا يمكن تشييدها إلا في العلاقة مع الآخر المختلف في الجنس كما في السياسة والاعتقاد.
ثنائية الصح والخطأ, ذلك الفصل الفظيع للحياة والحب والعيش إلى شطرين متباعدين حول الفرد إلى مذعور هارب من حقيقته, وكلما ابتعد في طريقه ازداد خوفه ورعبه من الكلام والمعرفة بالآخر, كرة النار تتدحرج منذ قرون , لا بد من مواجهة الأنا الداخلية والذات الأخرى الفردية, الغبية والمتسلطة والتي تقتل بفعل الخوف فقط,القسوة والعنف والقسر يزيدها انكماشا ورعبا وعبثا. من يعتقد بامتلاك الحقيقة والصواب هو قاتل بالقوة وسيتحول إلى قاتل بالفعل لدى أول فرصة.

*

الأكثرية المطلقة من البشر يتساوون في حجم الدماغ ومادته وكتلته, وفي ذلك جوهر المساواة الإنسانية التي لا يمكن نزعها. للدماغ عمر فعلي وآخر افتراضي, له عتبة للتدمير وفضاء للإشراق المسافة المجهولة بين البنية التشريحية للدماغ البشري وبين السلوك والأفكار, تكفي لتعليق جميع الأحكام وحتى المواقف, إنها تبرر وتفسر وتتجه إلى عتبة التدمير, ذلك ما عرفه بوذا صديقك وصديقي قبل 25 قرنا.
عودة ميت واحد
تكفي لصحوة الجميع



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموءودون
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - بيتنا