أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد الحبوب - وزارة الزيارة














المزيد.....

وزارة الزيارة


فريد الحبوب

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما إن أسمع مقترحات ونقاشات النواب ألا واشعر أن هؤلاء استولوا على المجلس بشكل غير قانوني واجتاحوا مؤسسة القرار والتشريع فليس من المعقول أن يكون هؤلاء هم الممثلون وهم المجموعة التي أختارهم الشعب حتى تسوق الوطن ... وإلى أين؟؟؟؟؟؟؟ فكثير ما يهيئ لهؤلاء أن الوطن وثرواته هي ملك أهوائهم ورغباتهم وإن الممتلكات والأراضي وريع البلاد هي ملك ما يعتقدوه وما يدينون به، وبقدر ما يقدسون يحق لهم إن يستبيحوا فلا عيب ولا خشية تردع أحدهم في البوح بمكنونات التطرف والدفاع عن مصالح فئوية وعنصرية ضيقة. فما هو متعارف في عمل البرلمان أن تكون المصالح الشخصية ذائبة داخل تلك القبة في المصلحة العليا للوطن والمجتمع الذي لا تجزئة سوى أغراض هؤلاء التي تتفق فيها منافعهم مع التمزق بل نرى العكس الوطن في خطاباتهم كنية تافه ليس لها أثر أمام أممية الإسلام في ألانتماء، والحيرة بفوضى التنقيبات عن صحة ألاتجاهات المذهبية الراديكالية. فليس للإنسان الحالي من خصوصية وجود وقيم ونظام أنما هي امتداد لوجود سابق وموروثات عقائدية ذات طابع يقيني في أذهانهم أكثر من صفات ومبادئ وجودنا الذي ينبغي أن يحمل في طياته ترتيبات تختلف بالكامل عن تلك الترتيبات المرتبطة بمجتمع عاش في فترة ما. لذلك لا يوجد التزام اتجاه حياتنا من هؤلاء طالما أنهم متضمنون بدائرة المحاكاة والمقدسات والموروث وما لم يجتازوا ذلك هم والسواد ألأعظم من المجتمع فلن نستطيع أن نجتاز القلق والدمار واليأس ونحقق أهداف نافعة لوجودنا البشري.
هناك الكثير من التحركات والتصريحات جعلت من هؤلاء قوة تمركزت وتوسعت ومكنتهم من الحصول على امتيازات والانفراد بقيادة العملية السياسية في العراق ولعل ألإصرار على تشتيت المجتمع وتمزيق العلاقات هو لحفظ هذه الاحتكارات التي تمكنوا منها عبر سنوات القحط والعذاب ولا يوجد شيء خارج أو داخل المجتمع يشكل هم وشاغل لهم سواها.
ولا أريد إ ن انتقي من يصلح نموذج لهذه المهزلة ولكن بالأمس خرجت علينا أحدى النائبات لتقوم بعملية تبهير لمقترحات طائفية وانتهازية تنتهك كل الحرمات وتزيد خوفنا أكثر من أخطار نوايا النواب لتطرح فكرة أنشاء وزارة جديدة أمام موجة مطالب الشعب في ترشيق الوزارة وإيقاف هذا ألإسهال الوزاري بعدد الوزراء في حكومة هشة طائشة متبعثرة في الهيمنة على أكثر الوزارات لخزائن أموال. الوزارة وفق ما طرحته النائبة تختص بمناسباتها الدينية ورموزها لأنها لم تشر إلى مناسبات واحتفاء ألآخرين برموزهم ومعتقداتهم والسبب هو لجام انتمائها الذي منعها من رؤية واحترام ما للآخرين. فالنائبة سوزان سعد تريد وزارة زيارة تدير شؤون الزيارات الدينية ولا نعرف من سيكون الوزير ولعل هذا ألأمر سيكون أكثر تعقيداً من اختيار الوزراء الأمنيون لأنها ستكون وزارة طائفية بالمطلق وتماثل وتشابه إلى حد كبير وقفينا الكريمين السني والشيعي وستخوض الكتل صراعاتها من جديد في تحديد هوية الوزير والمدراء والموظفون ناهيك عن عبئها ألاقتصادي ومدى استنزافها للميزانية المالية والتي اعتقد ستكون في ألأخير وزارة سراق يتاجرون بمعتقد الناس ويعظمون جميع المناسبات الدينية حتى المهملة منها ويحولوها إلى عطل رسمية ويحثون من أجل السير لأيام طويلة وبإعداد مهوله كي يكثروا من طلب تخصيص الأموال والجهد ألامني وتشتيت تركيز الدولة نحو أمور أهم تمس حياة المواطن. لهذا أرى فيه مقترح غرق ونهب وتسطيح وطائفية، والغريب أنه لاقى استحسان بعض النواب اللذين عبروا عن دعمهم لثكنة طائفيتهم التي لم ولن يتخلصوا منها. وقد نسمع مقترحات جديدة مضحكة ومؤلمة في نفس الوقت تتناقض مع روح التطلع لدينا في خلق مفاهيم وقيم تزيد من التماسك الاجتماعي.
وعلى أثر الكثير من التصرفات والحماقات التي أرتكبها ويرتكبها نوابنا والتي مسخوا بها صورة العراق الاجتماعية والسياسية لا أرى فيهم سوى ويل وعذاب وعقاب لهذا البلد الذي ابتلى بشكل غير معقول بقراراتهم ومقترحاتهم التي أخرجت العراق عن مسار الدول التي تسير صوب أنجاز حضاري يحسم لها الازدهار والمواطنة وعلاقات إنسانية رفيعة تسود المجتمع بل جرفوا المسيرة نحو ضياع وخزي وانهيار للبنية ألاجتماعية تحت حرائق المذهبية. أخيراً أيتها النائبة المتحمسة لنصرة الزيارة وخسارة الوطن نحن بانتظار مقترحك الجديد وليكن وزارة للسمك وعواصف التراب والمواد المعادة وسيارات التفسيخ وعدد الجدران الكونكريتية ولون السماء في الصيف والشتاء.



#فريد_الحبوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرتزقة التيجان السبعة
- بصمة البرلمان
- وكيل الوزير نحترمه أم نحتقره.....؟
- الزيدي يطيح بالمالكي
- جمعة صلاة، أم جمعة مظاهرات..؟
- الفساد.. ريع ألأحزاب الدينية
- ألقذافي الذي شنق المختار ثانية
- ماذا قال نيتشة في الديمقراطية..؟
- ثورة شخوص أم ثورة شعوب


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد الحبوب - وزارة الزيارة