|
الوجه الحقيقي لل-معجزة الصينية - (مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: حقائق و مطاسب و دروس-)
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 23:30
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الوجه الحقيقي لل"معجزة الصينية " (مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: حقائق و مطاسب و دروس-) ----------------------------------------------------------------------------------------------------------- فهرس كتاب " الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس " 1- مقدمة 2- الفصل الأول : الثورة الماوية فى الصين : 1- حقيقية ماوتسى تونغ و الثورة الشيوعية فى الصين. 2 - مقتطفات من وثيقة صيغت فى الذكرى الخمسين للثورة الصينية . 3 - حقيقة الثورة الثقافية . 4 - حقيقة الحرس الأحمر. 5 - حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة. 6- خرافات حول الماوية . 3 - الفصل الثاني : شهادات حية : 1- " كنا نحلم بأن يكون العالم أفضل مما هو عليه اليوم ". 2 - نشأة فى الصين الثورية. 3 - " الثورة الثقافية المجهولة - الحياة و التغيير فى قرية صينية." 4- الفصل الثالث : من الصين الإشتراكية إلى الصين الرأسمالية : 1- من صين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية: برنامج دنك الذى طبّق إثر إنقلاب 1976 يميط اللثام حتى أكثر عن الخطّ التحريفي الذى ناضل ضدّه الشيوعيون الماويون. 2- كابوس سوق دنك الحرة. 3- الوجه الحقيقي لل"معجزة الصينية ". 4- إنهاء عمل "الأطباء ذوى الأقدام الحافية " و الأزمة الصحية فى الريف الصين . 5- نهاية دنك سياو بينغ عدو الشعب. 5- الفصل الرابع : من تحرير المرأة إلى إستعبادها : 1- كسر سلاسل التقاليد جميعها . 2- كيف حررت العناية الجماعية بالأطفال النساء فى الصين الماوية. 3- النساء فى الصين : السوق الحرة الرأسمالية القاتلة. 4- النساء فى الصين : عبودية السوق الحرة . 5- النساء فى الصين : منبوذات السوق الحرة . 6- الفصل الخامس : من مكاسب الثورة الماوية فى الصين : 1- المكاسب الإقتصادية و الإجتماعية فى ظل ماو. 2- المعجزات الإقتصادية للصين الماوية، حين كانت السلطة بيدي الشعب. 3- كيف قضت الثورة الماوية على الإدمان على المخدرات فى الصين. 4- كيف حررت العناية الجماعية بالأطفال النساء فى الصين الماوية. 5- كسر سلاسل التقاليد جميعها. 6- معطيات و أرقام من كتاب "25 سنة من الصين الجديدة ". 7- الفصل السادس : إلى الأمام على الطريق الذى خطّه ماو تسى تونغ 8 – خاتمة ================================================================ فى 17 جويلية 2007 ، صدر حكم على مدير فرن آجر و أحد مساعديه فى شمال الصين بالسجن مدى الحياة و الموت تباعا . و أتى هذا إثر أخبار تبعث على الصدمة فى جوان حول فضيحة عمل العبيد التى كشفت كيف أن أشخاصا إضطروا إضطرارا و بالقوة للعمل فى أفران آجر فى محتفظة شاننكسى . لقد إتهم هؤلاء الرجال بالإبقاء على العمال فى عبودية فرض العمل بالقوة فى أفران آجر تشبه مصهر حيث يدير أصحاب الأفران المصنع كالسجون وفق تقارير وسائل إعلام الدولة ، مستعملين كلاب حراسة و الضرب لصد الهروب. خلال محاكمة المتهمين كشف أيضا أن هذا الفرن الخاصإستعبد 34 عاملا بمن فيهم 9 كانوا يعانون من مرض ذهني . و فى السنة السابقة على إيقافهم ، جُرح 19 عاملا . وورد فى تقارير وسائل إعلام الدولة أن 13 على الأقل لقوا حتفهم بسبب العمل الشاق المتواصل و سوء المعاملة و ضمنهم عامل قيل إنه ضُرب حد الموت برفش . و كان عملهم يبتدأ على الساعة الخامسة صباحا و يمتد 19 ساعة إلى الساعة 8 ليلا .و كان العمال المستعبدون مسجونين بقاعة لا سقف لها و لا سرير أو مطبخ بها و لا يسمح لهم إلا بالعمل فى أفران عالية الحرارة منها عليهم حمل مواد ثقيلة من الآجر الالحديث الخروج من الأفران على ظهورهم . و تعرض العديد منهم لأسوء الحروق .و لا يقدم لهم الطعام سوى مرة واحدة فى اليوم .يقدم لهم الخبز اليابس و الماء البارد خلال وقت الراحة الوحيد فى اليوم ،طوال 15 دقيقة . لقد إعترف شهود فى المحكمة بأن العمل الشاق كان مرفوقا بضربات سياط و لكمات . و قد خشيت أن تسيئ مثل هذه الأخبار و الفضائح لصورة ما يسمى ب "المعجزة الإقتصادية الصينية " ، سعت السلط فى البداية إلى إعطاء إنطباع بأن مثل هكذا أحداث قليلةو تحدث فقط بسبب جشع بعض الأشخاص و أصحاب الأفران . و مع ذلك فى تقارير عدة برز أن العمل فى ظروف قاسية و أحيانا ظروف عبودية منتشر إن لم يكن فى الصين برمتها فعلى الأقل فى بعض المحافظات الداخلية مثل يانان و شانكسى . و السلط ،على الأقل على مستوى المحافظات كانت واعية بهذا الوضع لكنها تجاهلت ذلك عمدا لأنها إلتزمت بدفع النمو الإقتصادي مهما كانت التكاليف. مئات الآباء و الأمهات كانوا يبحثون عن أبناءهم المختطفين و لهم الحق فى الإعتقاد بان هؤلاء الأبناء محمولين حملا على العمل فى أفران الآجر. و لم تحرك الحكومة ساكنا إلا حين بعث الأولياء برسالة مفتوحة على الأنترنت متهمة سلطات يانان و شانكسى بتجاهلهم و حتى بحماية أصحاب الأفران و المتاجرين بالبشر. . إتهم مبعوث صحفي ليانان ساعد على فضح التجارة بالبشر ،إتهم المسؤولين بالحيلولة دون الأولياء و العثور على أطفالهم المختطفين " و فى تقريرنا ، الحاجز الأكبر هو نقص تعاون بعض السلطات فى شانكسى ". لقد قال فو زانغزونغ ، مبعوث تلفزي ، ل "يومية الشباب الصيني" إن البعض لا يزال يلتجأ إلى أية طريقة لإبعاد الأولياء عن نجدة أبناءهم". ( وكالة إعلام رويتر ن 17 جوان 2007) . و فى النهاية ، أطلق سراح قرابة الألف من العمال فى مجموعة من حملات تفتيش الشرطة و المراقبة ل700 فرن فى محافظات الصينالوسطى ليانان و شانكسى كان تجار البشر دخلوا فى تماس مع الأطفال فى الشوارع و إقتنصوهم ليجعلوهم يعملون فى الأفران . و أستعملوا وعودا كاذبة و حتى إختطفوأ أطفالا سنهم دون العاشرة ثم باعوهم لأصحاب الأفران بأقل من خمسين يورو للفرد الواحد . نتيجة لهذه الفضيحة ، أصدرت محاكم شانكسى أحكاما ضد مجموعة من 29 شخص لتورطهم فى هذه العبودية . و يترقب حوالي 10 آخرين محاكمتهم . و لم تستطع الحكومة الصينية أن تطوق الفضيحة و تحددها على أنها حالة معزولة فى فرن واحد فبذلت وسعها لتحديد آثار ذلك بمعاقبة ثلة من المسؤولين غير السامين . و تمت تبرئة ذمة المسؤولين السامين . و إتخذت إجراءات زجرية ضد ما يناهز مائة من أعضاء ما يسمى بالحزب الشيوعي . على عكس ما تريد السلط الصينية و مشجعيها فى الغرب الناس أن يعتقدوه هنالك دوافع للإعتقاد بأن ظروف العمل فى عديد الأماكن بالصين ليست مختلفة كليا عن تلك التى توجد فى هذه الأفران . فعلى سبيل المثال ، جاء فى تقرير لل"غارديان " الصحيفة الأنقليزية فى 18 جوان 2007 :" من كثافة المناطق الصناعية المزدحمة فى محافظة جوانغدونغ إلى أسواق الشوارع ، مطاعم و فنادق المدن الكبرى ، إلى المصانع البدائية لمحافظات الصين الغربية الفقيرة نسبيا ، عمل الأطفال واقع حياتي يومي تغض الحكومة بصورة نموذجية عينيها عنه ... و مثلما يقول هو جندو ، أستاذ إقتصاد فى جامعة التكنولوجيا ببيكين : " العمل المفروض فرضا أو عمل الأطفال أبعد من أن يكون ظاهرة منعزلة . إنه عميق الجذور فى واقع اليوم ، مزيج من الرأسمالية و الإشتراكية و الإقطاعية و العبودية ." .(فى الحقيقة بينما ثمة خليط الرأسمالية و الإقطاعية و العبودية فى إقتصاد الصين المعاصرة فإن الإشتراكية جرت الإطاحة بها بعنف عبر إنقلاب فى 1976 عقب وفاة ماو ، حين إفتك من كان ماو يطلق عليهم تسمية أتباع الطريق الرأسمالي فى الحزب الشيوعي السلطة بالقوة . ووجود الصناعات المملوكة للدولة ليس تعبيرا عن الإشتراكية و إنما هو قطاع إقتصاد رأسمالية الدولة فيه يُستغل الشعب الكادح كما يُستغل فى القطاع الخاص .) . و يشير التقرير ذاته إلى حالة مختلفة فى مقاطعة غوانغ دونغ حيث يشتكى طلبة الثانويات من محافظة سيشوان البعيدة من أنه تساء معملتهم من خلال برنامج عمل-دراسة يوفر عمالا شبابا من غربي الصين لمصنع ألكتروني فى مدينة بومتاون الصناعية فى الجنوب الشرقي أين يوجد نقص فى اليد العاملة . لقد إضطروا إلى العمل على الأرجح ليدفعوا مصاريف دراستهم . و يشتكى الطلبة من شغلهم طوال 14 ساعة يوميا بما فى ذلك ساعات إضافية إلزامية . لقد قالوا أيضا إن أجرهم يسحب منهم و أحيانا لا يستطيع الذين يودون التخلى عن البرنامج إلا طلب أهلهم بالهاتف أو خلاص النقل عند العودة إلى المنزل. تقرير شبيه بهذا الجنس من التقارير نشر فى المجلة الألمانية "دير شبيغال " فى 16 فيفري 2005 . فيه كتب أولريش فشتنار أن المعجزة الإقتصادية الممتدة على عقدين فى محافظة شنزان التى بلغ معدل نمو إقتصادها السنوي 15 بالمائة تقع أعباؤها على كاهل نساء شابات تعمل منذ الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة من الليل ، سبعة أيام أسبوعيا فى صناعة آلات قهوة ب500 يوان (45 أورو) شهريا و النساء الشابات التى تجمع عرائس البلاستيك و تجمع طوق الساعات من الجلد غير التام ، و تصنع طائرات تدريب و أجزاء عدسات الآلات الطابعة و تنجز جملة من الأعمال الأخرى . و فى هذه المصانع خطر التعرض لجروح خطر جسيم . و عادة ما يكون العمال ضحية جروح بليغة فيفقدون أصبعا أو يحرق جانب من جسدهم و لا وجود لتلأمين أو رعاية طبية بل ثمة لصوق و ضمادات . و سجل المبعوث الصحفي فيشتنار فى تقريره أن النساء تمثل 70 بالمائة من 5.5 مليون عامل موسمي من الصين بأسرها فى تشنزان و المصانع فى المناطق المجاورة . و فى أجزاء أخرى من الضاحية كننشان ، مركز تكنولوجي راقي ،هذا الرقم أعلى حتى . بدأت هجرة النساء الشابات فى 1980 حين سمى دنك سياو بينغ تشنزهان وهي مدينة من محافظة غوانغدونغ ، مخبرا يرمز للصين التى خطط لها و شعاره :" مبعث فخر أن تصبح غنيا". بلغ نزوح النساء الشابات الباحثات عن حياة أفضل أتيات من جميع نواحي الصين إلى تشنزهان أوجه أواسط الثمانينات و بداية التسعينات،حينما إنتشرت أخبار عن مكان " الأحلام " عبر الصين كافة . و بسرعة إستحالت هذه الأحلام إلى خيالات و تشنزهان إلى مكان حيث تهدرحياة العمال على ما يصنعون من منتوجات . و إحدى تبعات ذلك أن عددا واسعا من النساء إنتهى إلى العمل فى البغاء فى المدن و المناطق المجاورة . و يصف التقرير الألماني حياة نساء مثل شوفينيل التى تعمل فى قاعة تمسيد كامل أيام الأسبوع من الثامنة صباحا إلى الثامنة ليلا مقابل 54 سنت الساعة . و يستمر التقرير قائلا : " تقف نساء فى سن الشيخوخة وهي فاقدة لغالبية أسنانها على قارعة الطرقات عارضة ألبومات صور هي فى الواقع قائمة فى العاهرات و صفحاتها الواحدة تلو الأخرى تحمل صور وجوه مشوهة أو متورمة تترجم الحلم الضائع للفتيات الفقيرات . و تهمس هذه النساء الشيخات للمارة :"بنات ، سيدى ، إنهن شابات ،و غير مصابات بالآيدز ، سيدى ..." . يبدو أن البغاء جزء لا يتجزأ من هذا الإنفجار الإقتصادي . و تواجه هذه النساء مشاكلا كبرى إذ تبخرت أحلامهن و لالآن عليهن أن تقاتل من أجل عمل لم تحلم به بتاتا : " فى مدينة شنزهان الجنوبية ، وقع نشر الآلاف من عناصر الشرطة المسلحة فى بداية هذا الأسبوع ل سحق إحتجاج قام به أكثر من 3000 عاهرة و مضيفات كراأوكي صارت عاطلة عن العمل إثر تشديد الإجراءات ضد قاعات التمسيد و العلب الليلية " .( "الغوارديان" 21 جتنفى 2006 ) . و المدينة معروفة ليس بالدعارة فى الشوارع فقط و إنما أيضا بعدد ضخم من العشيقات المحتفظ بهن "كزوجات ثانية" لدى رجال الأعمال الأجانب ، لا سيما الآتين من هونكونغ . خلف هذا الواقع ثمة حقيقة مُرّة أخرى هي أن عدة نساء شابات نزحن إلى تشنزهان تنحدر من عائلات لا يرحب فيها بولادة الإناث . إنهن قادمات من أماكن أين ولادة طفلة مرّة ثانية تعتبر كارثة و اين قتل الأطفال شائع . لقد قضي على هذا الشر أو تقلص إلى حدود كبيرة إثر الثورة الديمقراطية الجديدة فى 1949 و تقدم الصين نحو الإشتراكية . و عاد للظهور مجددا فى العقدين الأخيرين فى الصين ،هو و عدة مظاهر أخرى من الرأسمالية و العلاقات الإقتصادية و الإجتماعية الإضطهادية . لهذه الأمثلة من غوانغدونغ أهميةخاصة لأن على عكس تشنكسى حيث أفران الآجر و إستعباد العمال ، غوانغدونغ ليست منطقة معزولة و متخلفة و إنما هي مقاطعة ساحلية رمز للنمو السريع فى الصين و لنجاح صناعاتها التصديرية . هي أغنى مقاطعة . و نجاح غوانغ دونغ مرتهن بالإستغلال الفاحش للعمال القادرمين من مناطق أخرى أفقر بكثير ، لا سيما المناطق الداخلية و إلى حد كبير النساء . دون هذه الظروف المتخلفة فى الريف و التى ترمز إلى العبودية فى أفران الآجرلن تكون الصناعة الصينية العصرية مفيدة كما هي الآن . نسمع عادة عن "المعجزة الإقتصادية الصينية " عقب الإنقلاب على الطريق الإشتراكي إثر وفاة ماو تسى تونغ فى 1976 . مذاك حقق الإقتصاد الصيني نسبة نمو تناهز ال10 بالمائة سنويا . غير أن هذا النمو تحقق على حساب تفاوت إجتماعي هائل و متعمق بسرعة و من ذلك البون الإقتصادي الشاسع بين المدن و الأرياف و بين الفلاحة و الصناعة و تفضيل المقاطعات الساحلية على المدن الداخلية الفقيرة و كذلك الإنقلاب على تحرير المرأة . هذه المظاهر من عدم المساواة مصدر أرباح طائلة من جهة و عذابات هائلة من جهة أخرى . وهي أيضا علامة على نظام إجتماعي مختلف راديكاليا عن النظام زمن ماو . لقد صرح ماو بأن الإختلاف الحقيقي بين الرأسمالية و الإشتراكية يكمن ليس فى الإسم الذى يطلق على المجتمع و إنما فى الطريق الذى يسلكه و يسير فيه . لا تسطيع الإشتراكية أن تلغي فى الحال و ببساطة ما ورثته من تاريخ كامل من الإستغلال بما فى ذلك هذه افختلافات الإجتماعية الإضطهادية الكبرى و غيرها و فوق كل شيئ تقسيم المجتمع إلى طبقات و كافة الأفكار و العادات و الممارسات الناجمة عن علاقات الملكية ،بيد أنه حينما كانت البروليتاريا تمسك بزمام سلطة الدولة ، ناضل الثوريون تحت قيادتها فى سبيل تقليص هذه الإختلافات التى صارت فى صين اليوم بونا شاسعا . لقد قاموا بذلك من خلال سياسات مرتكزة ليس على ما ينتج أوفر ثروة فى أقصر وقت و إنما على ما ينشأ نموا متوازنا و عادلا و تحرريا للمجتمع بأسره. حققت الصين الإشتراكية معجزات إقتصادية فكانت نسبة نموها المستمر هائلة مقارنة مع بلدان تشبهها كالهند . فى بضعة عقود فحسب تضاعف أمل الحياة . و لم تكن المسألة الجوهرية كيفية بلوغ أعلى نسب الإنتاج بل كانت هدف الإنتاج و بالتالي كيفية الإنتاج .هل ينبغى أن تعمق الثروة المنتجة الإختلافات الإجتماعية و اللامساواة الإجتماعية و تزيد من إستعباد الشعب الكادح ؟ أم ينبغى أن تسمح أكثر فأكثر للشعب الكادح بأن يصبح سيدا للإنتاج يتحكم فيه و فى جميع المجتمع ؟ هل ينيغى أن يكون الشعب الكادح دابة حمل أم ينبغى أن يقود الغالبية الساحقة من الشعب فى التحويل الثوري للصين و فى جعلها قاعدة للثورة العالمية لتحرير الإنسانية و بلوغ الشيوعية و عالم متحرر من سلاسل اللامساواة الإجتماعية و العلاقات الإجتماعية المولدة لمثل هذا البؤس و الجاذبة للقدرات البشرية للخلف ؟ قال ماو إن سياسات قيادة الحزب الشيوعي بشأن هذه المسائل تحدد إن كان البلد إشتراكيا فعلا أم لا و إن كان الحزب شيوعيا فعلا أم لا . صحة هذه الفكرة تبينت بصورة مثيرة عند عقد مقارنة بين صين اليوم و صين ماو ، مقارنة بين الصين الماوية السائرة على الطريق القائد إلى مستقبل مختلف تماما بالنسبة للإنسانية جمعاء من جهة و البلد المنحدر إلى جهنم فى القرن ال21 الذى أعاد الكثير من شرور الماضي . و بإعتبار أن أتباع الطريق الرأسمالي قدسوا الملكية الخاصة و جعلوا من الربح أسمى غاياتهم و فككوا الأشكال الإشتراكية و لطريقة الحياة الجماعية فى الريف ، تم التخلى على غالبية ثلثي السكان الذين لا يزالون ريفيين و فى المدن ، أصبحت الغالبية الغالبة عبيد أجور لا يقدرون على كسب قوتهم إلا إذا كانم عملهم يخلق ثروة لرأس المال . و حتى الصناعات التكنولوجية الرفيعة التى توفر أكثر الأرباح مرتبطة بنازحين ريفيين يستغلوا إستغلالا فاحشا علما و أن غالبية هذه المؤسسات يملكها رأسماليون أجانب. إن الفقر و الإضطهاد شرط ما تنتجه البلاد من ثروة . قلد حلت الرأسمالية المعولمة محل الصين الإشتراكية . و بينما من الصحيح أن الغالبية الساحقة من الشعب لا تعرف هذا النوع من العبودية التامة الموجودة فى معامل الآجر فإن ما يحدث فى المناطق الأفقر و الأكثر تخلفا فى الصين يسلط الضوء على طبيعة المجتمع الصيني الحالي و الأهم أنه يثبت طبيعة علاقات الإنتاج التى باتت تميز المجتمع الصيني . حيث كان الشعب الكادح يوما سيدا و متحررا و محررا ، أضحى مرة أخرى عبدا. /.
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول تلخيص الحركة الشيوعية النيبالية ( مقتطف من كتاب – لندرس
...
-
الحركة الشيوعية العالمية و دروسها التاريخية( مقتطف من كتاب-
...
-
ما هي الشيوعية ؟ ما هو تاريخها الحقيقي؟ ما هي علاقتها بعالم
...
-
أساس الاقتصاد السياسي لحرب الشعب فى النيبال( من كتاب – لندرس
...
-
الماركسية-اللينينية-الماوية :من وثائق أحزاب شيوعية ماوية( ال
...
-
الحركة الأممية الثورية : بيان سنة 1984 و بيان سنة 1993( الفص
...
-
مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث
...
-
لنكسر القيود ، لنطلق غضب النساء كقوّة جباّرة من أجل الثورة !
...
-
الثورة البروليتارية و تحرير النساء (الفصل الخامس من كتاب - ت
...
-
الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة!
...
-
تشانغ تشنغ : الطموحات الثورية لقائدة شيوعية ( الفصل الثاني م
...
-
بقية (الفصل 5) : الماوية: نظرية و ممارسة -8- تحرير المرأة من
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة - 8 -تحرير المرأة من منظور علم الثو
...
-
بصدد التطورات فى النيبال و رهانات الحركة الشيوعية = نقد الحز
...
-
ثورة النيبال: نصر عظيم أَم خطر عظيم!(من كتاب - الثورة الماوي
...
-
من تمرّد نكسلباري إلى الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) ( مقتطفا
...
-
لنقاتل من أجل إنقاذ الثورة فى النيبال! _ من كتاب -الثورة الم
...
-
ليس بوسع أي كان أن يغتال أفكار -آزاد- ! ليس بوسع أي كان أن ي
...
-
رسالة مفتوحة إلى الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) من
...
-
عملية الصيد الأخضر : إرهاب دولة فى الهند. (مقتطف من كتاب -مد
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|