أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - نقطة خاء الخوري ويقظة أمة نجيب عازوري الدخول في الوطن من كوة الأقلية















المزيد.....

نقطة خاء الخوري ويقظة أمة نجيب عازوري الدخول في الوطن من كوة الأقلية


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن لسورية كإقليم أم وطنية حقيقية وراسخة ذات بعد عروبي ، فللمرة الأولى وعبر تاريخها الممتد لآلاف السنين تبدى الانتماء الواحد الجامع لأبنائها بالدعوة للاستقلال والتوحيد القومي ،ومع نزول القوات الفرنسية على الساحل السوري اندلعت أولى الثورات السورية بتحالف هو الأول من نوعه في تاريخها بين مواطني الساحل ذوي الإشكالية الدينية المثيرة ومواطني جبل الزاوية والشمال .
ومابين مقاومة للمحتل وترحيب خسيس من قبل أصحاب المصالح انتهى الانتداب إلى اندلاع الثورة السورية الكبرى ومبايعة سلطان باشا الأطرش قائداً عاماً لها وهو ابن إحدى الأقليات التي كانت حتى وقت قريب حينها تلف النظرة حول أتباعها الخرافات والإشاعات ويعتبرون هراطقة خارجين عن الدين ويعيشون خارج التاريخ والفعل التاريخي ، هذه سورية التي حققت الاستقلال وحالت بين أحد أبطالها الوطنيين الذي وصل إلى رئاسة البرلمان وكاد يرأس الجمهورية
وبين الرئاسة نقطة على حرف من لقبه( الخوري) الذي يحيل إلى انتمائه المسيحي والعبرة كائنة في أن الشكل أو النص لم يواكب التطور الوطني فلو كان لقب المرحوم فارس الخوري الحوري مثلاً لمر انتخابه بهدوء ولم تثر مسيحيته بمعنى أوضح لم يكن فارس الخوري كسياسي مسيحياً بل كان مواطناً يحمل برنامجاً سياسياً التف مؤيدوه حوله ، وكان تالجو السياسي بمعظمه أقرب إلى النضج في تسوية هذه الاشكالية ، و قد حالت بينه وبين الرئاسة هذه النقطة كما تندروا حينها، لكنها تختزل مشكلة لا يزال لها راهنيتها هل حققنا الاندماج الوطني وبلورنا مفهوم المواطنة الجامع ، هل دخلت الأقليات الوطن من باب المواطنة الكاملة على أساس المفهوم القومي العصري لا من كوة الاحساس الأقلوي المتخوف من الانصهار والذي لا يرى في الوطنية والعلمانية إلا رداً للخطر الأكثري وتغدو هشة عند الملمات وسرعان ما تقوم الأقلية بإعادة حساباتها كل فترة حفاظاً على وجودها الذي له الأولوية ، للخلفية دور مهم يشير إلى القضية المثارة نلحظها في كتابين لرائدين من أهم رواد النهضة وهما فرانسيس مراش ونجيب عازوري حيث يظهر بعد التحليل ومباعدة ما بين السطور الخلفية الأقلوية للمفكرَين ،
في العام 1905 ألف نجيب عازوري السياسي والمفكر اللبناني الحمصي الأصل العازوري المولد وهي إحدى قرى قضاء جزين ( الذي شايع الكثير من أهله المحتلين الاسرائيليين بعد قرن!!) كتابه الشهير (بالفرنسية ) يقظة الأمة العربية بشر فيها بزوال الحكم العثماني لانسداد الأفق التاريخي في وجهه وإمعانه في قهر إرادة شعوب الإمبراطورية العثمانية وعلى رأسهم العرب ، وتخلفه الإداري والقانوني الشديد ، عازوري كان أحد رجال الإدارة العثمانية وتدرج في مناصب كثيرة كان أهمها حاكمية القدس واطلع عن كثب على تفاصيل الوجع العثماني العضال وأورد ذلك في كتابه ، في الكتاب نقطتان شديدتا الأهمية الأولى تخص نتاج المفكرين المتحدرين من أقليات وتؤكد على هذه الثغرة التي نثيرها وهي أن قابلية النكوص لمشروع التحديث وحملته قائمة جداً طالما كلن المنطلق هو الوعي الأقلوي فعازوري يغازل فرنسا ويخاطبها كأم للكاثوليكيين العرب القادرين على رعاية المصالح الفرنسية في الشرق العربي في حال دعم مطالبهم القومية في الاستقلال وبناء الدولة العربية ،في حين قامت فرنسا نفسها بتقسيم وطنه وتجاوزت الحكم الذاتي لجبل لبنان الذي كان يطالب به نحو دولة مستقلة استجابت فيها لمصالحها اولاً وللكهنوت الذي حاربه عازوري ثانياً ،
ومن جهة أخرى وفي معرض حديثه عن المسيحيين الارثوذكس يحذر من التغلغل الروسي في أوساطهم الجاهلة والأطماع الروسية في المنطقة !!!!
أما فرنسيس مراش صاحب (غابة الحق) و الذي يعتقد بتأثيره الكبير على الكواكبي فيما بعد فقد عزا بشكل موارب لا يخفى على القارىء المدقق والناقد كل التخلف الشرقي الذي يسميه بمرحلة الظلام إلى قدوم من لم يسميهم قبل 13 قرن !!
أخرجوا فيها سورية من تاريخ الحضارة.
ورغم وقوفنا على هذه النقطة وهي موضوعية إلا أن لعازوري والمراش الفتح النهضوي الكبير والتفاعل الخلاق مع الحضارة الغربية ،والكشف الرائع والمبكر للخطر الصهيوني وموضوعية التحليل في أكثر الجوانب ومنها أن عازوري ينتقد الغرب بشدة حول إضطهاد المسيحيين معلناً أن الحقيقة أن المسيحيين حظوا بالحماية من قناصل الدول الكبرى ولا يترددون في الشكوى في حين أن الفلاحين المسلمين يعانون الأمرين من اضطهاد العثمانيين وقسوتهم ولا من يدري بهم أو يتنطح للدفاع عنهم.
النقطة الثانية الأكثر أهمية في كتاب عازوري كانت استشرافه لصراع القرن العشرين الذي لم يحسم بعد
فعازوري كان من أوائل المتيقظين ( وبنعرة ضد يهودية أكثر مما هي قومية منجزة ) للمشروع الصهيوني في فلسطين وقد يكون لمهمته في القدس دور في ذلك كامل مع تردده على فرنسا حيث النشاط الصهيوني المتزايد ، حيث انفرد بطرح سمة للقرن إقليمياً وهي الصراع العربي الصهيوني ، وهو قد أصدر كتابه يقظة الأمة العربية بعد ثلاث سنوات من صدور كتاب الرائد الصهيوني تيودور هرتزل ( الدولة اليهودية) الذي ربط إنشاء الدولة اليهودية بالاندماج والتحالف مع الإمبريالية الصاعدة، وأوجز عازوري في كتابه أن حركتان قوميتان ستظهران هذا القرن وستتصارعان بقوة فلا مجال للتعايش بينهما ولا بد أن ينتهي بنصر إحداهما وزاد على ذلك بأن مصير البشرية سييتأثر بهذا الصراع
والآن وبعد قرن ما زال الصراع متأججاً و أصبح واضحاً مدى دور المشروع الصهيوني النقيض في عرقلة المشروع النهضوي العربي .
ولئن كانت إسرائيل دولة هذا المشروع خرافة تمشي على قدمين بلبوس حداثي مزيف لا يشمل سوى اليهود ويستفيد الأغيار من هوامشه الفائضة إلا أننا يجب أن نركز بعد ترنح مشروعنا العربي على هذا البعد الحداثي في يهودية الدولة فهي تستند إلى شكل مواطنة (لليهود ) متقدم على كل النماذج العربية ، ولعل النموذج السوري هو الأكثر حداثة في مواجهتها خاصة إذا ما تم وبالعودة الآن إلى موضوعة الأقليات إنجاز الحلقة الأخيرة في إصلاح البنية القانونية فلا زال لدينا مادة في الدستور مواربة ونقطة جذب وتوازن كاذب تمنع غير المسلمين من الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية بالإضافة إلى قانون الأحوال الشخصية الغير موحد لجميع المواطنين وقبل كل ذلك وهو الأهم العودة إلى جذر مفهوم المواطنة وهو الغائب الأكبر عملياً وبدون احترامه المطلق يغدو كل كلامنا لغواً وتضليلاً وتعمية عن أس المشكلة في إحقاق حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي، الذي يمكن عملياً من طرح ومعالجة هذه الإشكاليات والتي لا معنى لها في غياب الديمقراطية ، فما جدوى طرح إشكالية انتماء رئيس الدولة الديني في ظل احتكار السلطة وشكلية الانتخابات علماً أننا تجاوزنا سابقاً وبشكل نسبي ذلك ، و يمكن كذلك من تقديم النموذج الإنساني كمشروع وتطبيقات ، المتفوق على النموذج الصهيوني الذي لا مستقبل له بعنصريته وغربته عن نسيج المنطقة وإرتباطه بكل ما يعادي تطلعات أبنائها ، إن العودة إلى مفهوم المواطنة الكاملة والحرة تكون عبر إعادة الاعتبار للمشروع الوحيد القادر على مواجهة التحدي الصهيوني، وإنضاجه معرفياً وسلوكياً بالمفاهيم الحداثية القائمة على المواطنة والديمقراطية والعقلانية والعلمانية ، واحترام الخصوصيات الثقافية للإثنيات والقوميات الأخرى مما يمكن أكثر من استيعاب المخاوف الأقلياتية وبالأخص المذهبية والدينية وإدخالها الوطنية من الباب الواسع .



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألسنا أولى بالحوار من الأمريكان وقبلهم ؟
- بعد اغتيال دمشق قهر وغضب..... ولا حول ولا قوة إلا بالله
- الإرهاب يضرب في قلب دمشق هل فقدنا الإحساس ؟
- العولمة وبعث الخصوصيات السلبية المعرقلة
- حكام شاذون وطنياً و .....!! تحية إلى مظفر النواب
- رسالة من علماني كفوا عن تحقير الإسلام أيها العلمانويّون الجد ...
- لا لحمام الدم العراقي - العراقي
- فصــــل الطلاب مرة أخرى شكراً رئاسة جامعة حلب
- بين عدي الابن وبوش الابن
- محاكم أمن الدولة في دراماأخر الليل السوري
- !!!!!!!كم أنت رخيص أيها العراقي
- وانتصرت ديمقراطية الفقراء الوطنيين شافيز ...... تحية المقاوم ...
- جدار الفصل العنصري و آفاق النضال السلمي العربي
- كلام الليل ..... الفساد والدعارة بعيني مخرجة جريئة
- أحلام المنفى...الفينيق ينبعث من ذاكرة الطفولة
- فيلم ثقافي .... أسئلة الكبت الجنسي في مجتمعات الممنوع
- صديقتي الكردية الجميلة هجرتني بعد الحرب الأمريكية.... لكني س ...
- أطفال شاتيلا ...طفولة معذبة في ركنٍ مهمل
- بين الرئيسين السوري والمصري
- حق الليلة الأولى وعرس الدم العراقي


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - نقطة خاء الخوري ويقظة أمة نجيب عازوري الدخول في الوطن من كوة الأقلية