أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إذا كنت لا تستحي يا علي عبدالله صالح














المزيد.....

إذا كنت لا تستحي يا علي عبدالله صالح


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المثل: (إذا كنت لا تستحي فافعل ما تشاء). وهذا المثل ينطبق بكل وضوح على الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح. فقد ارتكبت قواته الأمنية يوم الجمعة الماضي المصادف، 18/3/2011، مجزرة رهيبة ضد متظاهرين مسالمين، غير مسلحين، في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، ولم يقوموا بأية أعمال تسيء للأمن، راح ضحيتها 52 قتيلاً، وإصابة 617 آخرين، وتعرض 347 شخصا لحالات تسمم نتيجة استنشاق الغازات المسيلة للدموع. وفي يوم السبت أصيب خمسة أشخاص في عدن برصاص الشرطة. ونتيجة لهذه الأحداث الدامية أعلن الرئيس اليمني حالة الطوارئ في البلاد لثلاثين يوما.

وكما أفادت الأنباء أن القناصة القتلة كانوا بملابس مدنية، قد احتلوا سطوح الأبنية المجاورة لمكان التظاهرة في ساحة التغيير، وبدؤوا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين. والفضيحة أن الحكومة أعلنت بكل صفاقة أن قواتها بريئة من هذه المجزرة، وأنها لا تعرف الجهة التي أطلقت الرصاص!!.

كما وظهر الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح على وسائل الإعلام نافياً بكل صلافة تورط شرطته في هذه المجزرة ومسؤوليتها عن إطلاق النيران، مدعياً أن الشرطة كانوا غائبين عن المكان!!. ربما هذا العذر (غياب الشرطة) كان زلة لسان، إذ السؤال هو: لماذا تغيبت الشرطة عن المكان في ذلك الوقت بالذات، رغم أن من صلب واجباتها حماية الناس وممتلكاتهم؟ أليس من واجب الأجهزة الأمنية أن تكون حاضرة في مثل هذه المناسبات لأداء واجباتها الأمنية؟ إن هذا التصريح يدل على أن غياب الشرطة كان مخططاً عن قصد سيئ مسبقاً، لتوفير هذا العذر الباطل، بل وتكليف الشرطة نفسها بالمجزرة وبملابس مدنية، ومن ثم إلقاء اللوم على المتظاهرين أنفسهم أو على جهات مجهولة!!.

ولم يكتف الرئيس الهمام بنفي تورط أجهزته الأمنية بهذه المجزرة، بل راح يذرف دموع التماسيح، معلناً الحداد على أرواح الشهداء، إذ كما جاء في تقرير بي بي سي: "أعلن الرئيس علي عبد الله صالح الأحد يوم حداد وطني على من سمّاهم شهداء الديمقراطية، بينما ينتظر أن تشيع اليوم (الأحد) جثامين القتلى الـ52 الذين سقطوا برصاص مسلحين في ساحة التغيير يوم الجمعة".

لا أدري من الذي يريد أن يقنعه الرئيس اليمني ببراءته من هذه المجزرة؟ فالعملية واضحة وضوح الشمس، والمرء لا يحتاج أن يكون عبقرياً، أو متخصصاً بعلم الإجرام ليعرف الجهة وراء هذه المجزرة. وهذا دليل على أن الحاكم المستبد الجائر لا بد وأن يكون غبياً وإلا لما قام بهذا الظلم ولما تورطت قواته بالجريمة، ولا قدم تصريحات كاذبة مثيرة للضحك والبكاء في آن.

لقد هزت الجريمة الضمير العالمي، بل وحتى ضمائر أعضاء من حكومة صالح نفسها، حيث قدم وزيران ووكيل وزير استقالاتهم من مناصبهم احتجاجاً على الجريمة المروعة. وهذه الاستقالة هي بداية النهاية لحكم صالح وسقوطه في مزبلة التاريخ كما سقط أمثاله من الحكام العرب، والبقية تأتي.

كان بإمكان الرئيس علي عبدالله صالح أن يدخل التاريخ كمصلح سياسي مجدِّد، قدم خدمات جليلة لشعبه، ومثالاً يحتذىَ به لو وفّى بوعده الذي أعلنه عام 2006 لشعبه بعدم رغبته بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة في تلك السنة. ولكنه بعد أيام قلائل تراجع عن وعده، وكعادة الطغاة في مثل هذه الحالات، ادعى أن الجماهير هي التي دعته للبقاء في الحكم. أجل، لو كان صالح يتمتع بذرة من الفطنة والذكاء والضمير، لأعلن ذلك الوعد قبل ذلك التاريخ بسنوات، ولوفّىَ بوعده، وقام بنفسه بتهيئة الظروف المناسبة للانتقال السلمي التدريجي بالبلاد إلى الديمقراطية، كأن سمح بتشكيل الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني، وأجري تعديلات جذرية مطلوبة على الدستور، وأصدر قانون الأحزاب والانتخابات...الخ، قبل حصول الانفجار الشعبي. ولو عمل ذلك لوفر على شعبه ونفسه الكثير من الآلام والدماء والدموع، وقدم نفسه لشعبه وللعالم كمصلح كبير. ولكن، وكما قيل: الطبع أقوى من التطبع، فهكذا حاكم أدمن على الحكم، من المستحيل أن يتخلى عن الكرسي بمحض اختياره وإرادته الحرة.

ومازال هناك فرصة أمام علي عبدالله صالح أن ينقذ ماء وجهه ويوفِّر على شعبه الكثير من الويلات. ولكن شخصاً كهذا، من المستحيل أن يستمع إلى صوت العقل، فمن دخل التاريخ بالقوة لا بد وأن يخرج منه بالقوة، ملعوناً وإلى مزبلة التاريخ.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداء بين الشعب والسلطة
- حول (إهداء) أربع فرق عسكرية إلى الصدريين!!
- تضامنا مع الحزب الشيوعي العراقي
- تأملات في مظاهرات (الغضب العراقي)
- يسيرون نحو الهاوية وهم نيام
- نعم للتظاهرات ضد الفساد..لا لتسلل البعثيين فيها
- مصر: من الانتفاضة إلى الثورة
- دور المخابرات الأجنبية في انقلاب 8 شباط الدموي
- تحديات تواجه الانتفاضة المصرية
- تكتيكات فدائيي مبارك لضرب الانتفاضة
- مرحى لانتفاضة الشعب المصري
- محنة الكرد الفيلية.. حتى في العراق الجديد؟
- مخاطر تهدد الثورة التونسية
- انتفاضة الشعب التونسي ترعب الحكام العرب
- الحلول المقترحة لمشكلة الطائفية والحكم في العراق
- التوافقية لا بد منها في هذه المرحلة
- نظرية حكم ولاية الفقيه
- الطائفية في عهد حكم البعث
- الطائفية في العهد الجمهوري، القاسمي والعارفي
- في مواجهة ثقافة التدمير


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إذا كنت لا تستحي يا علي عبدالله صالح