جاءت المقالة التي نشرها الأستاذ كاظم الشاهر تحت عنوان " يا علي " في بعض المواقع العراقية على شبكة الإنترنيت بمضمون صادق و لغة بسيطة تنم عن حرص وبعد نظر . ومع أنها جاءت في خضم تداعيات وتفاعلات " تنويه " الشيخ الآصفي الذي تضمن تكفيرا لبعض الأحزاب والجهات السياسية العراقية المشاركة في " الإتلاف الوطني " ولكن المقالة حاولت التذكير ببعض التفاصيل البهية لانتفاضة ربيع 1991 المجيدة و المغدورة ضد النظام الفاشي والعدوان الغربي الهمجي على العراق .لقد امتزجت دماء العراقيين في هبة شاملة من أقصى الشمال الى أدنى الجنوب فسطر المنتفضون من جميع الفئات والطبقات والانتماءات القومية والدينية والسياسية أروع الصفحات في تاريخ شعب البدايات والوفاء واحتقار العمالة للأجنبي . غير أنني أَسِفْتُ وبعمق لعبارة وردت في مقالة الأخ كاظم وصف فيها الشيخ الآصفي ( بالشخصية الإيرانية ذات التأثير الواسع على الوسط العراقي ) فالشيخ الآصفي وإن كان ذا أصول فارسية ولكنه شخصية عراقية ذات ماض معروف أيام التصدي الباسل للنظام الفاشي وقد ذكرت في مقالة لي حول تنويه الشيخ الآصفي احترامي لعراقيته ولكني تساءلت إن كان يرضى بأن يشكك أحد في عراقيتيه فكيف له أن يشكك في إيمان ألوف مؤلفة من العراقيين ذوي التوجهات السياسية اليسارية ؟
وليسمح لي الأخ الكاتب بأن التشكيك بعراقية المواطنين العراقيين ذوي الجذور العريقة في تربة العراق هو منهج عنصري استئصالي مارسه النظام الفاشي الحاكم حتى ضد قبائل عربية صريحة الانتماء وهجرها الى إيران لأسباب سياسية ، وقد حدث لي قبل أيام أمر مشابه عندما جردني كويتب عراقي من المصفقين للغزو الأمريكي القادم من عراقيتي مع أن جذوري تمتد في أرض العراق لأكثر من ألف عام فوصفني أكثر من مرة بالسويسري حتى لكأن الإقامة في سويسرا صارت لعنة لأن مجرما بائسا يدعى برزان يقيم فيها ، أما الإقامة في هذه العاصمة الأوروبية أو تلك والتعهد فيها من قبل الكويتب علنا وفي جمع من الناس بأنه سيسلم بيده مفاتيح سفارة فلسطين بعد طرد الفلسطينيين من العراق الى أصدقائه الجدد "الإسرائيليين " فهذا هو النضال "الشريف" الذي يقوم به "الأحرار" ! أ ليست هذه محاولة للثأر مما فعله الإمام الخميني حين طرد الصهاينة وسلم مفاتيح سفارتهم في طهران الى الفلسطينيين ؟فأي نوع من الإسلاميين هؤلاء الذين يريدون الثأر من الخميني لأنه أذل الصهاينة ؟
أكرر احترامي لكل ما ورد في مقالة السيد الشاهر وأهيب به وبجميع الأخوة العراقيين أن يبتعدوا عن مطب أو نزعة تجريد المواطنين المختلفين معهم سياسيا من عراقيتهم وفي مقدمتهم الشيخ الآصفي الذي نختلف معه سياسيا ونحترم عراقيته وأصوله الفارسية معا . فلنترك هذه البضاعة القذرة لعملاء النظام وعبيد الإمبريالية الأمريكية ولنحترم أصول الاختلاف والخلاف .. وشكرا .