أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - دياري صالح مجيد - رسالة عاجلة الى وزارة التعليم العالي : انقذوا ثروة العراق من السرقة















المزيد.....

رسالة عاجلة الى وزارة التعليم العالي : انقذوا ثروة العراق من السرقة


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 10:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لاتقاس ثروة الامم والشعوب بما تملكه فقط من ثروات طبيعية كالنفط والغاز , وانما تقاس اساسا من خلال العقول المبدعة الخلاقة التي انتجت العديد من اشكال التطور المعرفي والتكنولوجي , التي قامت فيها العديد من الشخصيات بانجاز الكثير من الدراسات المعمقة في مختلف المجالات بهدف تطوير حياة الفرد والمجتمع , وبهدف الاجابة عن الاسئلة المحيرة التي شغلت بال العلماء منذ قديم الازمنة , والتي لولا جهودها جميعا لما امكن بالنتيجة استثمار الموارد في العديد من الدول .

ثروة الامم الحقيقية هي في راس المال الفكري لديها وفي عدد علمائها وباحثيها المبدعين في مختلف ميادين المعرفة , فهي الثروة المستدامة التي لا يخشى المرء من نفادها مهما تقادم الزمن ومهما استثمرت افكار المبدعين ممن انتجوا ابحاثا ودراسات معمقة خدمت البشرية في مجالات مختلفة وعلى نطاقات مختلفة محلية , اقليمية وعالمية , وليس كما هو الحال مع الثروات الطبيعية التي هي في طريقها الى النفاد والزوال عاجلا ام اجلا .

في العراق نجد اليوم ان هذا النتاج البشري الفذ , ممثلا في الاطاريح الاكاديمية الرصينة والدراسات العلمية الاصيلة التي قضى فيها باحثونا اجمل سنوات عمرهم يتنقلون بين هذه المكتبة او تلك , للحصول على المعلومة التي اضطرت العديد منهم الى السفر لخارج العراق للحصول عليها في ظل افتقار المكتبات العراقية الى الجديد من المراجع التي يعتمد عليها الباحث في اعداد اطروحته العلمية التي يتقدم بها وهو مليئا بالفخر والاعتزاز للحصول على درجة علمية متقدمة ومرموقة ومحترمة في كل المحافل الدولية , نجد اليوم ان هذا النتاج معروضا على ارصفة الطرقات والمحلات والمواقع الالكترونية المشبوهة وبالمجان في كثير من الاحيان , وهو امر يثير الاستهجان والاستغراب فلمصلحة من يجري هذا الامر يا ترى ؟ .

كم من باحث اختار حياة النُسك والفقر للمضي في طريق المعرفة والعلم على الغنى الذي توفره كثير من مجالات العمل التجاري خاصة وان الدراسة حتى وقت قريب لم تكن الا ترف فكري لا غير , فلم يكن المرتب مجدي ولم تكن تلك الشهادة تعني شيئا حقيقيا في عالم الارقام المادية للمجتمع . رغم ذلك اختار المئات من الشباب العراقي المخلص السير في هذا الطريق الطويل والصعب الذي اضطر البعض منهم الى الاختيار بين ان يستمر او يضحي بامور اخرى مهمة في الحياة , فلم يتردد اغلبهم من الاختيار السليم القائم على الرغبة في التضحية لاجل المجتمع للتقليل من الالامه وللتسريع في عجلة تطوره وبنائه , وهو هاجس يجمع كل المبدعين في بلدي .

واتسائل هنا كم من باحث استشهد وهو في طريقه الى هذه المكتبة او تلك , وهو يتوجه من هذه المدينة الى تلك سعيا وراء المصدر العلمي , وهو يعمل في الطين والبناء لاجل توفير مبلغ شراء هذا الكتاب او تلك المجلة ؟ . اعرف احد الاشخاص ممن روى لي امرا كان يظن بانه الوحيد فيه , لكنه عرف مني بانني على شاكلته كما هو حال الغالبية من باحثي هذا البلد , فقد قال لي بانه ورغم سوء الوضع المادي لعائلته كان احيانا والده يزوده بالمال كي يشتري الكتب , و احيانا اخرى كان يعمل في شتى الاعمال من اجل الحصول على مبلغ لشراء الكتب , وهي رحلة قاسية لا يعرف مرارتها الا من تذوق كاسها المترع بالالم .

مفاجاة هائلة تلك التي اصطدمت بها قبل يومين حينما وجدت بان هنالك محلا في منطقة الباب المعظم تبيع الاطاريح وفي مختلف الاختصاصات وبسعر 1500 دينار عراقي ( تقريبا دولار ) حيث يضم السي دي الواحد اكثر من 30 اطروحة !! . فهل اصبح العلم في بلدي بهذا الرخص ؟ هل اصبح النتاج الفكري بلا قيمة ؟ هل اصبحت جهود المبدعين في بلدي مباحة لكل من هب ودب و بلا محاسبة ؟ وهل عي خطوة مبرمجة تشرف عليها مافيات خاصة تهدف الى تسفيه البحث العلمي الجاد , ام انها مرحلة من مراحل الارهاب الفكري الذي تمارسه عصابات الجريمة بمختلف مسمياتها لتحطيم مالم يتم تحطيمه في السنوات الماضية في العراق ؟ .

في الامس القريب اصبت بخيبة امل كبيرة عندما اطلعت على احد المواقع الالكترونية المشبوهة التي تقوم بذات الدور ( السرقة العلمية للجهد العلمي العراقي ) واسمه " موقع الجغرافيون العرب " , دون حسيب او رقيب , ووزارة التعليم غارقة في امور لا تمت الى ثروة هذا البلد باي صلة , لذا نرجوا من وزارة التعليم الالتفات الى هذه المشكلة الخطيرة التي تتهدد البحث العلمي في العراق من خلال اصدار القرارات التاديبية والانضباطية بحق اؤلئك , وعدم التشجيع بسكوتها هذا على مثل هذا التوجه غير المقبول مطلقا , لانه توجه يهدف الى سرقة خلاصة ما انتجه العقل العراقي من جهة ويدعو الى تسفيه البحث العلمي من جهة اخرى , وهو امر لا يمكننا كأكادميين السكوت عليه , لانه دعوة الى الانتحار الفكري في زمن نحن بامس الحاجة فيه الى الاكاديمي ودوره المميز في انقاذ المجتمع العراقي مما يمر به من محن , ولن يحدث هذا الامر مالم تتعزز القيمة الاعتبارية للبحث العلمي في مجتمعاتنا , لانها بالاساس الصفة الملازمة للشعوب الحية المتطورة والمبدعة في ارجاء المعمورة .

( اللهم اشهد اللهم اني بلغت )

ملاحظة :
1- عندما كنت طالبا في مرحلة الدكتوراه ذهبت في العام 2004 الى الجامعة الاردنية في عمان , وعنما اردت استنساخ اطروحة ذات فائدة , قام امين المكتبة بمنعي من ذلك قائلا نحن دولة فيها قانون يحمي حقوق الملكية الفكرية , فلا يجوز استنساخ اطروحة لم يمضي على مناقشتها 5 سنوات . هذا في الوقت الذي يباع فيه النتاج الفكري العراقي على ارصفة الطريق وبابخس الاثمان , فلماذا يجري ذلك يا ترى ولمصلحة من ؟
2- ما هو الضامن الكفيل من قبل وزارة التعليم العراقية , بان هذا الامر لا يتم وفق نمط جديد من التجارة السوداء عبر بيع النتاج الفكري العراقي , لتجده يناقش في دولة اخرى مثل مصر على سبيل الافتراض او اي دولة اخرى , بمجرد اجراء تعديل بسيط في العنوان ورفع اسم الباحث العراقي ليحل محله اسم باحث اخر , ويعطى الاخير درجة علمية مهمة دون كد او تعب او تضحية , هل من ضامن بعدم القيام بمثل هذا الامر ؟ . لذا وصفنا ما يجري بانه عمل مافيات منظم .
3-اذا ما قرا احد من وزارة التعليم هذا المقال واراد ان ازوده بوثائق رسمية عن قيام البعض بسرقة جهود الباحثين العراقيين ونشرها في احد المواقع الالكترونية المشبوهة , فانا على استعداد لذلك الامر متى ما طلب مني القيام به .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور الكتاب الاول للدكتور دياري صالح مجيد
- طرد الموظف الذي يكتشف التزوير !!!
- السيد رئيس الوزراء : لا تغيير الا اذا ما دعمتم الموظف على حس ...
- قراءة في كتاب : الجغرافيا على المحك
- باريس تكرم العميد البحري بييري : استقبال خطط له من قبل الجمع ...
- جدل الديمقراطية والدولة في العراق
- قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?


المزيد.....




- واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لـ-ردع أي عد ...
- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - دياري صالح مجيد - رسالة عاجلة الى وزارة التعليم العالي : انقذوا ثروة العراق من السرقة