أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!














المزيد.....

الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 09:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أثارت تصرفات معمّر القذافي وخطاباته واستخدامه العنف مع المتظاهرين في الأسبوع الأول لانتفاضة (17فبراير) تحليلا لأطباء نفسيين خلص معظمها الى أن الرجل مصاب بالبرانويا والوساوس والهوس.ولأن هذا الحكم صادر من اختصاصيين فان الناس تصدّق بهذا التشخيص تصديقهم لطبيب مختص بأمراض الجسم يشخّص مريضه بأنه مصاب بالسرطان مثلا.

واذا كان التشخيص صحيحا،أعني أن القذافي(وحكّاما عرب آخرين)مصاب بأمراض بعضها عقلية تدخل ضمن الذهان،فان المنطق يطرح هذا السؤال:

*هل يمكن لرئيس دولة بهذا الخلل العقلي والمرض النفسي أن يحكم

شعبا أربعين سنة حظي فيها باحترام رؤساء دول في عالم عاقل؟

وبما أنه من غير المعقول أن يحكم مجنون ملايّنا أربعين سنة،فأن المنطق لا يستقيم الا بأن يكون الحاكم والناس كلاهما مصاب بأمراض نفسية بصيغة خلقت معادلة توافقية ضمنت ديمومة العلاقة بينهما بطريقة مشابهة للعلاقة بين (سي السيد) وزوجته المصابين كليهما بعصابي التسلط والخضوع.

لكن ما حصل أن المعنيين بالطب النفسي وعلم النفس التحليلي (الفرويدي)من العرب والأجانب،غالوا في تحليل شخصيات المستبدين والطغاة العرب منذ سقوط أولهم،صدام حسين،الى زين العابدين وحسني مبارك..ثم القذافي،وشخّصوهم بأنهم مصابون بأمراض نفسية وعقلية بضمنها الذهان ..وهذا غير منطقي لأن الذهان (الجنون بالتعبير الدارج)اضطراب عقلي حاد يفقد فيه الفرد صلته بالواقع ويكون غير مسؤولا عن افعاله بما فيها السلوك الأجرامي.

ان التحليل الصحيح هو أن الشعوب في عالمنا العربي مصابة باضطرابات عصابية تعني تحديدا اللاواقعية في تقييم الأحداث وتجنب مواجهة الضغوط والمشكلات،والاستمرار في هذا السلوك بالرغم من طبيعته غير التكيفية والمفضية الى الشعور باليأس والاستسلام لواقع ضاغط،فيما الحكّام مصابون باضطرابات الشخصية التي تعني نمطا ثابتا من السلوك غير المرن والمستمر طويلا وسمات شخصية مفرطة ومتصلبة،تتمحور في أعراض من ثلاثة أنواع منها:النرجسية والسيكوباثية والبرانوية.

ان المعادلة النفسية التي كانت سائدة على مدى ألف واربعمائة سنة في عالمنا العربي هي سادية الراعي مقابل مازوشية الرعية.وعلّة الحاكم العربي المعاصر انه محكوم بـ (سيكولوجيا الخليفة)..يرى نفسه امتدادا له بسلطة موروث كامن في اللاوعي الجمعي للناس بأن الخليفة هو وكيل الله في الأرض،وسلطة حدّثها هو ووعّاضه بما يساير المفاهيم الحديثة (ديمقراطية،حرية..)شكلا لا مضمونا ،وتفننا عصريا في اقامة نظام يستند على ثلاثة ركائز:السلطة والثروة والأمن.

ان انتفاضات الشعوب العربية هي صحوة من ادمان على تكيّف حياتي سلبي يتمثل في خضوع واستكانة ويأس وقدرية وقبول بمقولة حيثما تكونون يولّى عليكم..وكلها أعراض عصابية..وأن هذه الصحوة ما كانت لتستيقظ لولا تكنولوجيا الاتصالات عبر القارات وانتشار ثقافة جديدة لجيل يكبر وينمو ،وتعاظم قوة عالمية من شعوب تغريه بحياة معتبرة تعيشها وأنظمة أنسانية تشجعه وتسنده أمام ثقافة جيل شاخ وصار خارج عصره..تراجع مهزوما في أول جولة.

ومع كل ذلك فان (سيكولوجيا الخليفة) ما تزال تتحكم في كل الحكّام العرب الذين أدمنوا على السلطة.ومع ان بينهم تلقى صفعة اسقطته وآخر أيقظته،فان بينهم من لا يزال ينطبق عليه قول نزار قباني:(..فأنا حادثة ما حدثت آلاف القرون!)، ويعتقد في علاقته بالناس بأنه:(مهما فكرت أن أتركهم فاضت دموعي كغمامه..فتوكلت على الله وقررت أن أركب الشعب من الآن الى يوم القيامة!).



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!
- لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا
- نصائح للمتظاهرين العراقيين
- المصريون..أهل نكته..حتى في المحنة!
- في زيارة أربعينية ألامام الحسين ..وتساؤلات مشروعة
- هل يأتي الدور على العراق؟
- بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق
- نحن والجيران والطائفية
- بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!