أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نقد الاسلام السياسي














المزيد.....

نقد الاسلام السياسي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 22:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذهبتُ في نقاش معمق وكثيف مع رجل أكاديمي متخصص يشجع على الديكتاتورية وعلى تزوير الانتخابات في الأردن وفي كل مكان يوجد به إسلاميون وسألته , لماذا؟, فقال: في الانتخابات النزيهة سينجح الإسلاميون.

فقلت له مستغرباً: يا سلام!!.

فرد قائلاً: ما هو أنت كل كتاباتك ضد الإسلام وأنت أول واحد لا يريد الإسلام.

فابتسمت قائلا: بالعكس احنا العلمانيين الليبراليين بدنا الإسلام, ولكن لا نريد الإسلام أن يحكم لوحده مثلما أننا لا نريد من اتجاه واحد يمين أو يسار أن يمارس السلطة لوحدة, نحن نعترف بحق الجميع في تداول السلطة إسلام ومسيحيون ويهود واشتراكيون, نحن نريد من الجميع أن يكونوا إخوة شركاء وأن لا يكونوا غرباء أعداء, وما يفعله أو تفعله أنظمة الحكم العربية هو أنها تصنع أعداء ولا تصنع شركاء, فأنظمة الحكم العربية متطابقة فكريا مع الإسلام فالإسلام غير متفق لا مع اليهودي ولا مع المسيحي ولا حتى المسلم السني مع الشيعي ولا حتى معنا نحن الليبراليون , فالإسلام في هذا الأمر مثله مثل الأنظمة العربية الحاكمة التي تعادي الجميع ولا تريد من أحد المشاركة أو الشراكة الحقيقية, وعلى العكس نحن الليبراليون نقول بالتعددية وبحق الجميع في الشراكة حتى لا تستفرد فئة بفئةِ أخرى ما الضير في ذلك دع الإسلاميون ينجحون ويمارسون السلطة ليثبتوا للآخرين فشلهم أو نجاحهم, وحتى إن فشلوا وإن نجحوا فهذا المجتمع متعدد الأطياف فيه الشيوعي والماركسي العلماني والماركسي الينيني وفيه المسيحي وفيه الليبرالي والبراجماتي والمكيافيلي, هذه المجتمعات كلها خليط من أجناس مشتركة ومتشابكة ومتداخلة ببعضها البعض وفيها المسلم الشيعي والمسلم السني , والذي يؤدي إلى الديكتاتورية هو حكم الحزب الواحد سواء أكان اشتراكيا أو شيوعيا أو إسلاميا, إننا نريد مجتمعا أو مدنا عربية فيها مساجد وفيها كنائس وفيها بيوتات دعارة مرخصة رسميا وبإشراف أطباء من وزارة الصحة , فإن أردت الصلاة في المسجد فهذا هو المسجد وإن أردت الصلاة بالكنيسة فهذه هي الكنيسة وإن أردت أن تمشي عاريا في الشارع فهنالك شارع للعراة تفضل وامشي به, وإن أردت الصلاة في الهيكل فهذا هو الهيكل تفضل وأقم صلاتك به , لا توجد عندنا مشكلة, ولكن توجد عندنا مشكلة إذا أراد المسلم أن يجعل البلد كلها مساجد دون أن يكون بجوارها كنائس أو بيوت دعارة أو بيوت جنس مرخصة ترخيصا رسميا.. أما في حالة وجود مسلم سني ومسلم شيعي وليبرالي واشتراكي وبراجماتي في حكومة واحدة وفي مجلس برلمان واحد فهذا معناه أن مراكز القوى موزعة بالتساوي ولا يستطيع أحد أن يطغى على أحد أو أن يستفرد بأحد , وبما أن الدول العربية تقيم تعارضا بينها وبين الإسلاميين بإعتبار أن الإسلاميين خطرا كبيرا فاسمح لي بأن أقول العكس من ذلك وهو أن الدول العربية في حالة رفعت من سقف الحريات العامة فهذا معناه أن الملايين لن يدخلوا المساجد للصلاة ذلك أنها هي المؤسسة الوحيدة لتفريغ شحنة الكبت والحرمان , ومع ذلك لا تنجح , والخوف من الإسلاميين معناه تضخيم صورة المسلمين والإسلاميين أمام الرأي العام لذلك الناس مخدوعون بالإسلام وبالإسلاميين والذي يثبت لنا أنهم تنظيم ضعيف وهزيل هو دخول الإسلاميين إلى معترك الحياة السياسية, ومن هنا ومن هذا المنطلق سنكتشف بأن نزاهة الانتخابات ستؤدي إلى سقوط الإسلاميين وليس إلى نجاحهم.

الإسلام يكون قويا وبُعبعا قويا عند الحكومات التي لا يمارس فيها الإسلام السلطة, ونجد الإسلام يسقط في المواقع التي تسمح له فيها أنظمة الحكم بممارسة السلطة, لأنه حين يكون محروما من تداول السلطة تكون الدعاية حوله مضخمة وأكثر من اللازم بكثير وحين يمارس السلطة نجد الدعاية ضده كبيرة بل وتكشفه على حقيقته بأنه لا يستطيع أن يتعايش مع باقي الأنظمة ولا تستطيع الأنظمة الأخرى قبوله أي أنه لا يقبل الآخر والآخر لا يقبله إن الذين وثقوا بالإسلام قد برئوا منه بمجرد أن مارس الإسلاميون السلطة ليثبتوا فشلهم وفشل الإسلام بأن يكون دينا واقعيا والذين دخلوا الإسلام من أبوابه الكبيرة نجدهم قد هربوا منه عن أسواره قفزا إلى خارج حدود القمع والكبت والإرهاب , وبمجرد أن يدخل أي إنسان به يخرج منه على الفور زحفا على بطنه إذا كان قد دخله مشيا على قدميه, ذلك أنه سيصطدم بواقع الإسلام السياسي الذي أولا وقبل كل شيء يقف به خطباء الجمعة وهم ينادوا بأن يحفظ ألله لهم ملكا أو رئيس جمهورية ديكتاتور متسلط وجبار, وهذا بحد ذاته أول نقطة مهمة يصطدم بها مع الإسلام أي ناشط حقوقي أو أي إنسان يريد أن يمارس الحراك السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي, فعلا, الإسلام دين لا يمكن التعايش معه سياسيا في عالم متخبط يبحث فيه كل أفراد مجتمعه عن ملاذ آمن يمارسون به حريتهم وتطورهم



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر ما توصل إليه العلم
- مطلوب طبالين
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي
- وين مكاني؟
- رجل مهم


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نقد الاسلام السياسي