جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 09:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لو كانت ظواهر الطبيعة او قواعد لغة معينة او انظمة اجتماعية و سياسية خاضعة لانماط و قوانين فيزياوية طبيعية حياتية واجتماعية و لغوية ثابتة دائما يمكن الاعتماد عليها و التنبؤ بها لكانت جميع الظواهر واللغات كلعبة الشطرنج التي اذا تم حساب جميع الخطوات فيها مسبقا عن طريق الكومبيوتر لاستطعنا الوصول الى تنبؤات و توقعات مستقبلية صحيحة و دقيقة و كانت محكومة عليها مسبقا بالموت في لحظة و نقطة معينة يمكن توقعها و لاستطاع الانسان ان يتنبأ بلحظة وفاته بعد ولادته مباشرة و لاصبحت الحياة تخضع لحكم نظام آلي و هي عندئذ ليست الا سلسلة من العمليات الروتينية الرقمية نهايتها معروفة مسبقا و ممللة و مغلوقة.
و لكن و لحسن الحظ هناك مفاجئات و حوادث لا يمكن التكهن بها وسط قوانين و قواعد و انظمة ثابتة. فالانظمة مهما كانت طبيعية او لغوية او سياسية فانها تتعرض الى تغييرات و تقلبات مفاجئة لم نتوقعها و لا تخضع الى قواين ثابتة.
يمدح بعض العلماء الطريقة الشرقية في العيش في الحاضر و الآن و عدم تأجيل الحياة للمستقبل او حتى التفكير به و لكن الصورة الحقيقية ليست بهذه البساطة. لا يستطيع احد ان يتنبأ بالمستقبل رغم ان الانطلاق من الحاضر ودراسة اوضاعه قد يساعدنا على الوصول نوعما الى تنبؤات محتملة صحيحة بعيدا عن خرافة قراءة النجوم و اليد و الفنجان و لكن المستقبل ايضا كالجو خاضع للتقلبات المفاجئة غير المتوقعة.
لا ينقص الحاكم الدكتاتوري الشرقي الذكاء لاخضاع شعب كامل باسره لمدة طويلة لسيطرته لان القيادة في ذاتها ليست عملية سهلة سواء كانت بالوسائل السلمية و الحيل و الخداع و الغش و التزوير كما نراه في الانظمة الديموقراطية او بالوسائل القمعية و التعذيب و السجن والاعدامات كما شاهدناها و نشاهدها عند الانظمة الدكتاتورية. و الحاكم الشرقي يستطيع ان يفكر في مستقبله و ثروته و يضمن الاستمرار في الحكم لعائلته عند كبره و عجزه عن الحكم و لكن الذي ينقصه هو عدم قابليته ان يأخذ التقلبات السياسية و الاجتماعية التي لا يمكن التنبؤ بها بنظر الاعتبار و نجده دائما يتفاجأ بحدوثها و لا يدري اين المفر و مصيره اما الهرب او الموت.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟