أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ميشيل نجيب - ما هو ذنب الكنائس ؟














المزيد.....

ما هو ذنب الكنائس ؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أنفجارات أمام خمسة كنائس عراقية ، يبدو واضحاً أن الغرض منها إثارة الذعر فى نفوس العراقيين من المسيحيين حتى يهربوا بجلدهم من الفردوس العراقى ، وهى تأتى بعد سلسلة الأنفجارات التى أستهدفت أيضاً الكنائس فى أغسطس الماضى ونتج عنها هجرة الكثير من مسيحيى العراق إلى الدول المجاورة وخاصة سوريا.
أسوأ ما فى النفوس يخرج إلى السطح هذه الأيام ، كل الفتاوى التى تبيح سفك دماء غير المسلمين ، كل الخطب والأحاديث تصب غضبها ولعناتها على المسيحيين ، وتشجع رغبات الثأر والإنتقام من بشر يعيشون حياتهم اليومية وفق عقيدتهم المسالمة .
ترك الحاكم والمحكومين هؤلاء الأفراد الذى أعماهم السواد الدينى والمشاعر الأصولية إلى أن يتربعوا على عرش الحاكم بأمر الشيطان ، ويمارسوا تطبيق سموم الفكر يجولوا ينشرون التدمير دون وجود وازع دينى حقيقى بل رغبات شيطانية فى إهلاك الآخر .
هل الدين يدفع المؤمنين لكى يتعارفوا أم لكى يتحاربوا ويرهبوا البشر المسالمين ؟ لماذا نتطرف ونتعصب فى مشاعرنا وننسى وجود الله الذى فى يديه إرهاب وقتل وتدمير وهلاك ليس فقط ما نسميهم أعدائنا بل الكرة الأرضية كلها ؟ لماذا تزرعون أشواك بدلاً من الورود ؟ لماذا تجعلون من أنفسكم طيوراً كاسرة وتهملون نبع الحب والحنان الذى وهبكم الله إياه ؟ لماذا نفتج أبواب جهنم على أنفسنا وعلى من حولنا ونغلق أبواب الجنة ونحتكرها لأنفسنا ؟ لماذا نصدق كل ما تعلمناه فى حياتنا ولا نضع أحتمال الصواب والخطأ ؟
ألا تكفينا مآسى الحياة اليومية والإفرازات العبثية للعقليات والأفكار المريضة التى تنتج الدمار اليومى لتراث البشرية وتقدمه الحضارى ؟ لماذ لا نخفف من حدة مشاعرنا القبيحة التى تطلب الأنتقام والثأر من بشر لا حيلة لهم ؟ ماذا فعلت تلك الكنائس حتى يستهدفها الأنتقام الأعمى ؟ أين التسامح والرحمة والمحبة ؟ هل أستيقظنا فجأة فى قرننا الحادى والعشرين لنكتشف أن عقائدنا تعتبر كل البشر غير المؤمنين بديننا مجرد كفار وأعداء يجب قتالهم وتخريب ديارهم وإخراجهم من هذه الدنيا إلى دنيا جهنم التى أخترعناها ؟ كفانا خطب ومواعظ تمجد أدياننا لنسأل ضمائرنا بجدية : من أى مدرسة دينية تخرج هؤلاء الشباب وأين تلقوا علومهم ؟ !
أصاب الصداع رؤوس البشر لأحتكارنا الحق الإلهى واللعب بالألفاظ التى تقهر فكر أطفالنا وشبابنا وتفسد مجتمعاتنا ، إلى متى نستمر فى الصراخ بأعلى صوتنا حتى يصل صوتنا القبيح إلى كل أرجاء الدنيا لنعلن ونرضى كبريائنا أننا أفضل خلق الله مع أننا متخلفين عقلياً ؟
دعونا ننتصر للخير الذى فى أعماقنا ونطرد الشر خارجاً ولا نجعله يسيطر على عواطفنا الضعيفة ، دعونا نبتعد عن الإسفاف والفهلوة الفكرية ونقترب أكثر من إنسانيتنا المبدعة بنعمة العقل .
كفانا كلاماً أننا أفضل المجتمعات ولدينا أفضل القيم والمبادئ والتشريعات فى كل الدنيا ، ونحن نرجم أولاد مريم بل ومريم نفسها التى تجلس فى بيتها وتحت جذع نخلتها تهزها لتأكل من ثمارها ، فتتساقط عليها القنابل الكريمة !
وسط كل هذا الإرهاب الذى يمارسه أفراد وجماعات ودول صغرى وكبرى تنتهك حقوق الإنسان الآخر ، سيبقى لنا صوت السيد المسيح معزياً حنوناً بكلماته الخالدة المحبة لكل البشر القائلة : " سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك ، وأما أنا فأقول أحبوا أعداءكم ، باركوا لا عنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ، لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السموات " .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ميشيل نجيب - ما هو ذنب الكنائس ؟