أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - خطوة سورية متأخرة ولكنها صحيحة














المزيد.....

خطوة سورية متأخرة ولكنها صحيحة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعتقد أن هناك قراراً أمنياً صدر في الأسبوع الأول من آذار/مارس الجاري يقضي بإزالة صور الرئيس السوري الموجودة عند مداخل دوائر الدولة الرسمية والأمنية وفي أماكن رئيسية من المحافظات السورية والعاصمة دمشق. وسواء أكان هناك قرار من عدمه، فإنه قد لوحظ بالفعل إزالة عدد من الصور الكبيرة والمتميزة للرئيس الأسد الأب والابن الراحلَين، وللرئيس بشار نفسه من أماكن رئيسية في العاصمة. وسواء كانت تلك الإزالة الرسمية إنفاذاً متأخراً جداً لرغبة إصلاحية قديمة كانت للرئيس بشار الأسد عام 2000 مع تسلّمه مقاليد الحكم كأول رئيس يرث والده في حكم جمهوريةٍ عربية، حيث أظهر حينها كرئيس شابّ عدم رغبته بكثرة الصور والتماثيل والجداريات المنشورة في الشوارع والساحات وفوق المباني والعمارات، أو أن الإزالة كانت فعلاً استباقياً سورياً مدروساً ومحسوباً خوفاً من تشويهها على يد الشباب السوري الغاضب مع دعواته المتكررة للتظاهر من يوم لآخر احتجاجاً على سياسات القمع والتجويع وشيوع الفساد، ومطالبةً بإصلاح النظام أو إسقاطه، أو أن الجهات الرسمية أيضاً شاهدت وتشاهد كبقية الناس جميعاً ما تنقله الفضائيات مع هذه الانتفاضات امتهان هذه النصب والجداريات والصور العملاقة التي صُرف عليها الملايين من قوت الشعب وهي تُكسّر وتُحطّم، أو تُضرب بالأحذية والنعال أو تُمزّق وتُشوّه في العديد من بلدان العرب، ممن كان يُهتَف لأصحابها قبل يومٍ واحد نفديك بالروح والدم، وممن كانوا يُنعتون قبل أيام قليلة بأوصاف العظمة وتُطلق عليهم كل الألقاب الفخيمة، وإذا الأمر بين يوم وليلة، دقت فيهما ساعة الفرج، أن لارجوع وإلى الأمام، وتحركت فيها شعوبٌ تكدّس في أعماقها امتهان وإذلال عشرات السنين، وتراكم فيها الإفقار والتجويع لعقود، فإذا هو غضب ساطع وتسونامي أمة، يقتلع محتقريها وناهبيها ومجوّعيها مابين راحلٍ ومُتنحٍّ ومتنّحٍ ومتنحنحٍ واحداً من بعد الآخر، وحالُ الجميع - مَنْ مضى منهم ومن ينتظر - أوهام ومزاعم، أن بلده ليست ذاك البلد، وأن شعبه ليس ذاك الشعب وأنه ليس كذاك الرئيس، بل شعبه ملتف حول قيادته، وقيادته في خدمة الشعب، والشعب والقيادة بين لاففٍ وملتفٍ وملفوف.
عموماً، مهما كان سبب الإزالة فهو خطوة في الاتجاه الصحيح، نأمل أن تكتمل قريباً على أية حال لرفع كل مظاهر الشخصنة والتقديس للفرد في حياتنا العامة مما لاعلاقة له بمظاهر الدولة المدنية المتحضرة. أما تساؤلات البعض من أصحاب النوايا السيئة على النظام بأن أمراً مثل هذا احتاج أكثر من عشر سنين ليأخذ دوره في الإنجاز، فكم نحن محتاجون لعمل إصلاحات حقيقية دستورية مرتبطة بإطلاق الحريات واعتماد دولة المواطنة والقانون وإلغاء حالة الطوارئ ومظاهر العسكرة والرعب من حياة الناس والتعامل الأمني معهم ومحاسبة لصوص المال العام والنهوض بالاقتصاد والقضاء على الفقر والبطالة..!؟ فبعض الجواب كان في كلام للرئيس الأسد بأنه سيشرع في إصلاحات سياسية واقتصادية، وإنما لكي نكون واقعيين علينا ان ننتظر الجيل القادم لتحقيق هذا الإصلاح.
وعليه، فإننا أمام تساؤلات مشروعة وإجابات بإصلاحات موعودة، بعضها متأخر، وكثيرها ينتظر إلى الجيل القادم، ودومينو تساقط الأنظمة العربية القمعية والأمنية مستمر فيما يبدو ولن ينتظر المتأخرين، بل ولن يرحم المراهنين على توقف هذا التساقط عند الرئيس الليبي وعائلته بما يرتكبونه بحق أهلنا وشعبنا من مذابح ومجازر وقصف لهم بالطائرات والدبابات، فرهانهم وإن دعموا القذافي وأولاده وأيّدوه وساندوه خاسرٌ خاسر، وجهدهم في رمي حبال إنقاذ له أشد خسارة، وإنما هل من مدّكر..!



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراسيم العفو السورية وسجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان
- السورييون في معارك التحرير والمقاومة
- المقاومة إذ تصبح أفيون الفساد والاستبداد
- طفح الكيل يا بشار، أنقذنا من العصابة..!!
- أصحاب الجمل ولازمة الفساد والاستبداد
- من سِيدي عامود سورية إلى سِيدي بوزيد تونس، وصَلنا نداؤكم
- حقيقة الاحتجاجات والمطالبات التونسية والمصرية
- التنحنح والتنحي والتناحة ومابينهما
- التميمة أو التعويذة السورية
- من تونس إلى دمشق إلا أن سورية متميّزة
- بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة
- صندوق الطماطم الفاسد تونسياً وعربياً
- الأنظمة الفاسدة وصاعقة الأخذ الأليم
- لكل طاغية يوم
- الرئيس القذافي مطلوب للقضاء اللبناني
- القيل والقال في تنظيم أشقائنا للمونديال
- أزمة الطماطم الشرق أوسطية..!!
- عن ذاكرة المعتقَلات السياسيّات
- البطاقة الثالثة في اليوم العالمي للمفقودين 3/3
- البطاقة الثانية في اليوم العالمي للمفقودين 2/3


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - خطوة سورية متأخرة ولكنها صحيحة