القرار 1973...اول قرار دولي ينقذ شعبا من مخالب طاغيته من الجو

اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 17:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

بتاريخ 12/3/2011وفي مقالة لنا بعنوان (ما لذي ينقذ ليبيا من مخالب ألقذافي )نشرت في المواقع ، الحوار المتمدن ، العراق السياسي وكتابات طالبنا فيها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية باتخاذ مجموعة من الخطوات لإنقاذ ليبيا من مخالب ألقذافي وقلنا ( الملفت إن العالم - عدا الموقف الفرنسي الشجاع - مازال يتعامل مع القذافي كرئيس دولة بكامل عقله ووعيه كما تعامل مع بن على ومبارك قبل رحيلهما .وتجاهل إن القذافي ليس بن على وليس حسني مبارك ... والجامعة ما تزال تتعامل مع القذافي على انه رئيس دولة واجب الاحترام والتقدير وليس كرئيس عصابة سفاح قاتل لشعبه ومجرم حرب دولي خطير يشكل بقائه خطرا على الشعب الليبي أولا وعلى الدول العربية ثانيا والأسرة الدولية ثالثا. مما يعني إن الجامعة العربية تساهم الآن في إطالة عمر القذافي وإطلاق يده في نحر رؤوس شعبنا في ليبيا بوحشية عاتية).
ومن ضمن ما جاء في خاتمة المقالة ما يلي :ـ
وادعوا إلى الإسراع باتخاذ الخطوات التالية لإنقاذ ليبيا من مخالب ألقذافي وإيقاف الإبادة الجماعية للشعب الليبي:ـ
1- اعتراف الدول العربية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الاتحاد الأوربي وكل دول العالم بالمجلس الانتقالي الليبي باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي .
2- إصدار قرار من مجلس الأمن يحظر تحليق طائرات القذافي في سماء ليبيا ويحظر كذلك حركة قوات وكتائب القذافي خارج معسكراتها .
3- يطبق الحظر الدولي المشار إليه من خلال استخدام سماء ليبيا دون أراضيها .
4- يرفع الحظر حال رحيل ألقذافي وإتمام سيطرة المجلس الانتقالي على الأراضي الليبية بناء على طلب المجلس أو الحكومة الليبية الجديدة
5- لا يرتب الحظر أية وصاية دولية أو سياسية أو شروط واملاءات دولية بأي شكل من الإشكال على المجلس الانتقالي أو الحكومة الليبية الجديدة .
6- يتعهد المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة بمساعدة الشعب الليبي بتأسيس وتأهيل مؤسساته الديمقراطية وبناء على طلب المجلس الانتقالي أو الحكومة الليبية الجديدة .
7- اعتبار الجرائم التي ارتكبها ألقذافي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ومحاكمة كل مسؤولي النظام الليبي المتورطين بهذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية .
الحقيقة إن قرار مجلس الأمن الأخير يعد انعطافة كبيرة في تاريخ هذا المجلس ويعد خطوة كبيرة باتجاه نصرة المجتمع الدولي للشعوب من حكامها الطغاة المتوحشين وان انقاذ ليبيا من الجو هو افضل واسلم طريق لتجنب تكرار ما حصل في العراق عندما تورطت قوات التحالف الدولي وقوات الولايات المتحدة بشكل خاص في المستنقع العراقي وكانت النتائج كارثية بكل المقاييس على الشعب العراقي وعلى القوات الامريكية ايضا ولو ان مجلس الامن طبق مثل هذا القرار على العراق وانقذ الشعب العراقي من مخالب طاغيته دون احتلال العراق وترك للعراقيين اعادة بناء بلادهم لما حصل الذي حصل.ولسقط صدام منذ انتفاضة اذار عام 1991 .
عموما القرار القرار الدولي ينص على حظر كل رحلات الطيران فوق الأراضي الليبية مع استثناء رحلات الإمدادات الإنسانية ويطالب الدول بعدم السماح لأي طائرة ليبية بالهبوط أو الإقلاع من أراضيها.ويدعو القرار أيضا إلى وقف إطلاق النار واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في ليبيا.كما يطالب جميع دول العالم إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لفرض الالتزام بهذا القرار والتنسيق فيما بينها ومع الأمين العام للأمم المتحدة لضمان تنفيذه.
ويشير القرار إلى أن التجميد المفروض على الأصول ينطبق على كل الأموال والأصول المالية والموارد الاقتصادية التي يمتلكها أو يديرها نظام القذافي بصورة مباشرة أو غير مباشرة على أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وهذا يعني ان مجلس الامن الدولي خول حلف الناتو بشكل رئيسي وكل دول العالم للتعاون في تطبيق هذا الحظر على طائرات القذافي بكافة انواعها سواء المروحية او ثابتة الجناح كما خول القرار اتخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية المدنيين الليبيين ، ويعني هذا التخويل ان كل قوات ومعسكرات ومقرات قيادة العمليات العسكرية بما فيها مقرات القذافي وابنائه ستكون هدفا لطائرات الناتو، كما ان القرار وسع من قراره السابق الوارد في القرار رقم 1970 المتضمن تجميد الاموال والاصول المالية للقذافي وعائلته لتشمل في القرار 1973الجديد كل اموال الحكومة الليبية باعتبارها تدار حاليا من قبل القذافي وبذلك لم يعد بامكان القذافي ان يتصرف بدولار واحد من ارصدة ليبيا في الخارج ولا بعائدات النفط ايضا .
باختصار شديد جاء القرار الدولي ليوجه ضربة قاصمة لنظام القذافي ويجتث كل امل له في البقاء في السلطة ويقوض كل احلامه في التلذذ بمشاهد مجزرة كبيرة يخطط لها في بنغازي المعقل الحصين للثوار . كما ان هذا القرار وجه رسالة واضحة لكل طغاة المنطقة مفادها ان زمن افراد الحكام بقمع شعوبهم على راحتهم قد ولى . وان العالم سيودع قريبا جدا طاغية عنتيك عمره في السلطة تجاوز الاربعين والحبل على الجرار .
الان المطلوب من الجامعة العربية ان تقرر بسرعة الاعتراف بالمجلس الليبي الانتقالي لتعيد شيئا من ثقة الشعوب العربية بمبررات وجود هذه الجامعة على الاقل.

#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات