أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عودت ناجي الحمداني - وعود الحكومة افيونا لترويض الشعب















المزيد.....

وعود الحكومة افيونا لترويض الشعب


عودت ناجي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 12:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


باتت احتجاجات السخط الشعبي ظاهرة يومية في المدن العراقية للتنديد بالحكومة العراقية التي فشلت في معالجة قضايا المجتمع الملحة . ورغم الوعود القطعية التي اوعد بها المالكي المواطنين بحل ازمة الكهرباء والماء والسكن والبطالة والصحة وغير ذلك من الازمات الاخرى التي تكوي ظهور الناس وتزيد معناتهم اليومية فان السيد المالكي لم يف بوعده في قطع دابر الطائفية.وبدلا من ذلك اعاد انتاج حكومة محاصصة بماركة الشراكة الوطنية التي نتج عنها حكومة هشة بعيدة عن المهنية.
فالحكومة التي تشكلت من اربعين وزيرا بعد مخاض ثمانية اشهر من اللعب باوراق الطائفية والمساومات اللامبدئية التي تصادر مصالح الوطن من اجل المصالح الفئوية قد أدت الى خلق ازمة ثقة عميقة بين الشعب والحكومة واصاب الناس الندم لأنتخابها قوى غير جديرة بمنحها الثقة .
فقد وصف السيد المالكي حكومته بدون الطموح ووصفتها المرجعية بحكومة مخيبه للآمال . فقد غاب في تشكيلها عنصر الكفائة والمهنية و ابعد عنها العنصر النسوي سواء في التشكيل الوزاري او في تشكيل الرئاسات الثلاثة. كما ابعدت عن الحكومة الكفاءات العلمية المستقله غير المنظمة للقوائم الطائفية بخلاف ما وعدت به القوائم الفائزة في برامجها الانتخابية بتشكيل حكومة تكنوقراط لتكوين حكومة عراقية بحته بعيدة عن الطائفية وقادرة على حل المعضلات التي تجابه البلد.
ان هذا التوجه مؤشر خطيروخطير جدا يضر ضررا بالغا بمصالح الشعب و بالعملية السياسية وبقضية الديمقراطية . فالديمقراطية بالنسبة للطائفيين واجهة تتستر بها لتقاسم السلطة والمال والنفوذ فيما بينهم وتخدير الشعب بالوعود الكاذبه .
ان الطائفية والديمقراطية نقيضان لا يلتقيان فالعداء للديمقراطية يصب في طاحونة العداء للشعب.
لقد تميزت مظاهرات التنديد بالأداء الحكومي الذي ساهم بدوره في تدهور الاوضاع المعيشية بطابع الاستمرارية وبمشاركة شعبية واسعة من مختلف فئات وشرائح المجتمع الذي فقد الامل في حكومته. فالحكومة التي تدعي الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان تقتل المتظاهرين والصحفيين وتهاجم بعض مؤسسات الاعلام وتعتقل العاملين فيها وتضيق على الحريات العامة و الحريات الشخصية . فلم تكافح الفساد بروح جدية ولم تعاقب المفسدين وتلوح باعفاء المزورين . تعلن عن اعتقال امراء الذباحين ولكنها لم تنفذ القصاص بحقهم .
وعليه فان سيل الاحتجاجات اليومية واهازيجها الوطنية تكتسب اهمية كبيرة بظروف العراق الراهنه وذلك :
1_ لان التظاهرات اتخذت طابعا شعبيا تعبويا تشارك فيها كل اطياف المجتمع و منظمات المجتمع المدني وانضمام جماهير غفيرة اليها من احزاب السلطة التي فقدت الامل بوعود الحكومة.
2_ ان هذة الاحتجاجات انطلقت بعكس رغبة الحكومة التي استخدمت الخداع والترهيب بوجود انتحاريين ومندسين من ازلام البعث الصدامي في محاولة لاحباط همم الناس وثنيها عن التظاهر.
3_ انطلقت التظاهرات رغم مطالبة بعض المرجعيات الدينية بتاجيل التظاهر لستة اشهر كي تستطيع الحكومة تلافي عجزها المتكرر. ويشكل ذلك ظاهرة نوعية في تنامي وعي المواطن ويقضته والتعبير عن ذاته في المعارك الطبقية بدلا من الاعتماد على المرجعية في التعبير عن ارائه وهمومه .
4_ تميزت التظاهرات بالطابع السلمي والحضاري وبالروح الوطنية وعبرت شعارات المتظاهرين عن مطالب شعبية ملحة و مشروعة لا تستطيع الحكومة التنكر لها مهما بذلت من مراوغات للتهرب من الوفاء بها.
5_ان استمرارية الاحتجاجات بهذا الزخم الشعبي هو بمثابتة استفتاء شعبي على عدم ثقة الشعب بحكومة المالكي التي لم تحقق للشعب اية انجازات حقيقية . فما زالت جيوش العاطلين في اتساع وازمة الكهرباء على حالها والفساد المالي والاداري على اشده .
ان من حق المحتجين ان يعبرو عن سخطهم على سوء ادارة الدولة وانعدام الخدمات وتنامي البطالة و غلاء الاسعار ونهب ثروات البلاد والتفريط بكفائات البلد العلمية . فالتظاهرات تمثل ضمير الشعب ووجدانه في التصدي للدكتاتورية والارهاب والدفاع عن مصالح الشعب.
لقد سأم العراقيون من تكرار وعود رئيس الوزراء المغرية التي اطلقها في حملته الانتخابية ولكن سرعان ما اتضح زيفها بعد الانتخابات فقد كانت افيونا لتخدير عقول الناس وكسب اصواتهم واعادة لعبة المحاصصة عند تشكيل الحكومة .
ونعتقد ان حكومة المالكي تستطيع ان تخفف من عبأ الازمة الاقتصادية والخدمية التي لا تستطيع ان تجابهها فئات الدخل المحدود وهم الاكثية الساحقة بالمجتمع بأتخاذ بعض الاجراءات االسريعة التي تساعد في تحسين الاوضاع المعيشية وتمتص السخط الشعبي ومنها :
1_ دعم السلع الغذائية ذات الاستهلاك السريع التي تدخل في معيشة المواطن اليومية كاللحوم والبيض والحليب السائل وغير ذلك من السلع التي لا تتوفر بالطاقة التموينية.
2_ تخفيض اسعار المحروقات الاساسية كالبنزبن والنفط والغاز والكهرباء لان ذلك يولدالشعور لدى المواطن بحرص الحكومة على رعايته وتوفير حياة كريمة له. فمن الممكن تخفيض قنينة الغاز الى 2000 دينار وسعر لتر البنزين 200 دينار وكيلو اللحوم الحمراء 4000 دينار .
3_ تحديد مبلغ ثابت ومناسب لاستقطاع اجور الكهرباء والماء يتناسب حسب فئات المداخيل الشهرية.
4_ توفير وسائل النقل الحكومية كالقطارات وباصات النقل الكبيرة وبأجور بسيطة لحماية المواطن من استغلال اصحاب النقل في القطاع الخاص.
5_ تجهيز المستشفيات الحكومية بالادوية العلاجية وباجهزة الفحص المتطورة التي تغطي حاجة السكان لان ذلك سوف يساهم بشكل مباشر في تحسين الوضع الصحي لملايين من الناس ويخفف من ذائقتهم المالية.
ومن البديهي ان تلاقي هذة الاجراءات المجابهه الشرسة من القوى البرجوازية والطفيلية في الحكومة والبرلمان التي تسابق الزمن للانتقال بالاقتصاد العراقي الى اقتصادالسوق والذي يتم بموجبه تحويل كافة مؤسسات الدولة الى القطاع الخاص ودمج الاقتصاد العراقي بالراسمالية المتوحشة .
ان تسويق الوعود حول الاصلاح والبناء واعادة الاعمار وحل الازمات المزمنه اصبحت وسيلة خداع معروفة تطبل لها الحكومة لترويض المواطنين وللتغطية على فشلها في ادارة الدولة ادارة حكيمة على الصعدالاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ونرى من الحكمة بمكان ان تدرك حكومة المالكي مغزى الغضب والسخط الشعبي الذي يتسع كل يوم . فقد نفذ صبر الشعب وحذاري حذاري من ان يتغير شعار الشعب من اصلاح النظام الى تغيير النظام .



#عودت_ناجي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثامن من اذار اعتراف بجدارة المراة
- عساكر المالكي تقتحم مقرات الحزب الشيوعي
- الاستعدادات الامريكية لغزو ليبيا
- المهام الملحة للتعجيل باسقاط دكتاتورية القذافي
- ماذا بعد سقوط دكتاتورية القذافي
- الحوار المتمدن تطور دائم وعطاء لا ينضب
- ازمة تشكيل حكومة عراقية ام صراع المصالح الذاتية
- في الذكرى 76 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي نمجد الشهداء ونصون ...
- انتخاب قائمة اتحاد الشعب ضمانة لعراق حر ديمقراطي تعددي
- الحوار المتمدن اشعاع للفكر العلمي والثقافة التقدمية
- الشيوعيون لايملكون المال والاعلام ولكنهم يملكون النزاهة والك ...
- السماوة الباسلة تفتخر بأبنها البار الشهيد ابو ظفر
- ثورة 14 تموز والفرصة التاريخية لانتصار الاشتراكية
- انكار الديون الخارجية للعراق حق مشروع للشعب العراقي
- المرأة العراقية بين نار الأرهاب ونار الطائفية
- حقوق الانسان
- ماذا قدمت الحكومة العراقية لمعالجة ازمة المهجرين العراقيين
- حكومة لم تقدم للشعب سوى الخراب
- عاش شريفا ومات عزيزا في أربعينية الراحل عالم التاريخ وخبير ا ...
- انقذو العراق من الكارثة بأقامة حكومة يسار ديمقراطي 2


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عودت ناجي الحمداني - وعود الحكومة افيونا لترويض الشعب