أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نضال نعيسة - آخر أيام القذافي














المزيد.....


آخر أيام القذافي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 12:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


. من الواضح، تماماً، أن المعادلة الدولية في التعاطي مع التطورات التي يشهدها الشارع العربي، قد باتت اليوم إما الرحيل، أو تبني خيار المواجهة الأحمق وبالتالي التورط وارتكاب مجازر ضد الإنسانية، وهما أمران أحلاهما مر، لكن نتيجتهما واحدة، وهي الرحيل. وفيما اختار بن علي، ومبارك الرحيل الآمن، صمم الزعيم الجماهيري الملهم، بغبائه التاريخي المعروف، على الخيار الثاني، فقد اختار القذافي ارتكاب المجازر، وسفك الدماء، فكان المجتمع الدولي المتربص بمجرمي الحرب، له بالمرصاد، فقد صدر اليوم قرار مجلس الأمن الدولي 1973لعام 2011 الذي يقضي بفرض منطقة حظر للطيران فوق الأراضي الليبية، لمنع القذافي من قصف مواطنيه "الذين يحبونه جميعهم"، كما قال. وقد تبدأ خلال السويعات القليلة القادمة عمليات قصف تستهدف قوات ومراكز تجمع كتائب العقيد، التي لن يكون بمقدورها أبداً التصدي لقوات الأطلسي ولن يكون أمامها من خيار سوى الفرار من ميادين القتال.

لقد بدا، من سياق التطورات في الأيام القليلة الماضية، أن المجتمع الدولي مصمم تماماً على التعامل بحزم وشدة مع نظام العقيد القذافي، وأن المهلة التي أعطيت للقذافي لم تكن للمزح أو غضاً للطرف، لكنها فسرت من قبله، وبكل أسف، على نحو خاطئ، وأعتقد أن في الأمر تراخ، وتساهل، فاستباح مدنه وشعبه وفتك بهم وأوقع آلاف الضحايا والقتلى بين صفوفهم، لكن المجتمع الدولي، وعلى ما نعتقد، وتجربة بوش المريرة ماثلة أمامه، كان يحاول إسباغ أكبر قدر ممكن من الشرعية على تحركه، وإحداث ذاك الإجماع الدولي، كي لا يكون هناك أية عوائق في تنفيذ الإرادة الدولية، في إزاحة نظام القذافي، الذي لم يعد مقبولاً لا محلياً، ولا دولياً، ولاسيما بعد مجازره الأخيرة المروعة.

ولا شك والقرار الدولي، ووفق الفصل السابع من الميثاق الأممي، بات أمراً واقعاً، فإن المعادلة انقلبت جذرياً، وعلى الأرض، وباتت المعطيات كلها متخلفة، وتميل لصالح الثوار المطالبين بالتغيير والتخلص من رجس الديكتاتورية المقيت، وما على القذافي، وهذه الحال، سوى لملمة أشيائه، واختيار "داهية يغور" فيها، ويريح فيها شعبه ويستريح، من مخاض أليم ومرير وتهريج استمر على مدى أربعين عاماً من الزمان. وليس ببعيد ذلك اليوم الذي سترى فيه شعوب العالم العقيد الجماهيري وراء القضبان في الهايغ، في "مخفر" العزيز أوكامبو، وبعد أن يرفع الراية البيضاء ويستسلم كأي رعديد وجبان آخر من إياهم، وعلى الطريقة الصدامية المهينة، أو مسحولاً في شوارع ليبيا، وربما يتم العثور على أشلائه بين أنقاض مبنى مهدم بعد أن تم استهدافه بواسطة طائرة أطلسية إثر "وشاية" عن تواجده فيه. وقد لا يطول اليوم الذي ستعرض فيه الشاشات جثث سيف الإسلام، والساعدى، والخميس، وعلى طريقة عدي وقصي الشهيرة، أبناء الطاغية، الآخر، التكريتي.

كلها سيناريوهات محتملة، وواردة، بعد القرار الدولي 1973، الذي وضع حداً ونهاية فعلية لحكم وبطر وهرطقات وتهريج العقيد القذافي، ولن تعود الأمور بحال، إلى سابق عهدها، بعد هذا القرار الأممي، المدعّم بالفصل السابع ما يعني مباشرة الأمم المتحدة القيام بضربات تستهدف قوات وأماكن وجود القذافي، الذي لن يتواجد، ولحسن حظنا جميعاً، أبداً بعد اليوم في خيمته الشهيرة، فتلك كانت للفذلكة والاستعراض الفارغ الذي عرف عن سيادة "العبيط".

فعل القذافي كل ما في وسعه كي يكسب رضا المجتمع الدولي حين رأي مصير زميله السابق صدام حسين وهو يعلق على حبل المشانق ولكن كل هروبه العبثي للأمام لم ينقذه من هذا المصير الأسود المحتوم. وهو ما فتئ يركز على قضية البترول في موضوع الانتفاضة، والتلويح للمجتمع الدولي بخطر القاعدة وأهميته كخادم مطيع، على صعيد، وإغراء ورشوة مواطنيه بالنفط الذي نهبه على مدى أربعين عاماً، على صعيد آخر، وأنه اليوم، وبعد "خراب مالطا"، قرر أن يعيد هذه الثروة المنهوبة لأصحابها الشرعيين. ولكن السؤال الذي لا يريد أن يجيب عليه العقيد، هل كان البترول سبباً في انتفاضات تونس، واليمن، ومصر، وغيرها؟ أم أنه شيء آخر لا يريد أن يعترف به الزعيم الجماهيري "المحبوب"؟

من العار والمشين فعلاً، على نظام العقيد أن يتخذ المجتمع الدولي مبادرة وخطوة إنسانية لحماية الشعب الليبي من غدر وبطش ووحشية العقيد فيما العقيد وقواته "الوطنية" تفتك بالمدنيين والعزل وتقصفهم بالحمم القاتلة من السماء. ومن المؤسف فعلاً ألا تجد شعوب المنطقة من ينقذها من براثن أنظمتها الشرسة والمتوحشة سوى المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والفصل السابع من الميثاق الأممي، ومن المؤسف ألا تجد بعض الأنظمة سوى لغة الدبابات والطائرات والمدافع والرشاشات والبسطار لتخاطب بها شعوبها. إذ كان العقيد القذافي قد طلب أمس، وفي خطاب بث بالراديو، من مواطنيه الثائرين على حكمه الكراكوزي رمي أسلحتهم، والاستسلام، مقابل العفو عنهم، واصفاً ما حدث هناك بالمهزلة، ولا ندري عن أية مهزلة يتحدث، وفيما إذا كان هناك أية مهزلة في الكون وهو موجود؟ ولكن السؤال الآخر الأهم، الآن، وفي ظل هذا التطور والتصعيد الأممي الدراماتيكي القانوني المثير، من هو الذي بات يتحكم، أوفي يده مصير الآخر؟ ومن سيعفو عمن يا سيادة العقيد ولمن سيكون الكلام الأخير؟

صورة سوداوية وقاحلة تلوح في الأفق فيما يتعلق بمستقبل العقيد، وكل هذه السيناريوهات والتطورات والتصورات، والاحتمالات تشي، وتنبئ، وبكل تأكيد، بشيء واحد ووحيد: إنها آخر أيام العقيد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذابح البحرين: آخر حروب ومغامرات آل سعود
- لا للقرصنة والاتجار بأسماء الناس
- دريد لحام: بطولات الوقت الضائع
- انهيار الإيديولوجيات السلفية والقومية
- لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟
- طغاة أم جُباة؟
- لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟
- جنرالات الأمن العرب في قفص الاتهام؟
- بيان عاجل من الشبكة العربية لحقوق الطغاة، وهيئة كبار السفهاء
- جنرالات الإعلام العربي: الجزيرة والعربية أنموذجاً
- إلام يكابر القذافي؟
- لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية ...
- قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
- خسئتم يا سيادة العقيد
- الراشي والمرتشي في النار
- رشوة الحاكم العربي: لا قانونية ولا أخلاقية الفعل
- الحمير هي الحل
- رأس الأفعى الوهابية: مزبلة الطغاة العرب
- تنازلات الطغاة العرب قي الوقت الضائع
- الطاغية العربي وحيداً ولا يجد من يدافع عنه


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نضال نعيسة - آخر أيام القذافي