عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 09:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يوم 19 مارس اذار القادم سيخرج اكثر من 45 مليون مصري للادلاء بأصواتهم في اول استفتاء حقيقي خلال ال60 عاما الاخيره من تاريخ مصر ليقول الشعب كلمته بنعم او لا بدون اي ضغوط او توجهات فبعد ثورة يناير اصبح الجميع في مصر متساوون لايوجد اغلبيه برلمانيه او حزبيه او قائد تزعم هذه الثوره البيضاء
هناك تكافئ في ميزان القوي السياسيه في مصر الان وهو انسب وقت لصناعة دوله حقيقيه فلا يوجد شرعيه انتصارات او زعامات الشرعيه هي ثوريه شعبيه وليست انقلابا عسكريا كالذي حدث في يوليو 52
فمع انقلاب يوليو كان الصراع بين العسكر وجماعة الاخوان المسلمين في السطو علي مكتسبات الانقلاب وقد كسب المعركه العسكر ولو انه حدث تقارب شديد في التوجهات في الثلاث عقود الاخيره من عهد مبارك بين نظامه الاحتكاري لكل شئ في مصر وبين الجماعه التي دخلت شريكا بطريقه غير مباشره في حكم مصر
اما ماحدث في يناير فهو ثوره شعبيه لم تشهدها مصر طوال ستة الاف عام من تاريخها فيها ثلاثة اطراف هم من علي الساحه الان
القوات المسلحه بمجلسها العسكري الذين يدير شئون البلاد بعد خلع الرئيس السابق مبارك والتيار الديني الوصيف الذي صنعه نظام مبارك لادارة الحكم معه في مصر
اما الطرف الثالث فهو الفارس والبطل والذي يكتب فصول الحكايه ويسطرها لصناعة تاريخ وطنه الشعب المصري الذي أذهل العالم بثورته
وهنا الصراع الان بين الشعب المصري الاصيل وبين التيار الديني الذي يحمل ايدلوجيات مختلفة الهويه بين ماهو فارسي وماهو قادم من شبه الجزيره العربيه وبعض المناطق الاخري مثل باكستان وغيرها
وثالث الاطراف هو الجيش الذي يحاول الوقوف بحياديه ويأخذ طرف الحكم علي الساحه فليست نواياه ظاهره حتي الان وان كان تاريخه معلوم بصراعه القديم بينه وبين التيار الديني بعد انقلاب يوليو
التيار الديني يحاول بكل الوسائل فرض هيمنته بمساعدة شركائه من بقايا حطام الحزب الوطني وقد حدث سجال كبير حول حجم وقوة التيار الديني في مصر خلال الفتره الاخيره وما اذا كان حاول سرقة الثوره من الشعب وخلافه ويأتي يوم 19 من الشهر الجاري ليكشف كل النوايا ويحدد مصير واتجاه مصر الحقيقي
فأحفاد حسن البنا مع بقايا الحزب الوطني هم الان في مواجهه مع مصر الحقيقيه التي تحاول إعادة مجدها وهويتها الاصيله كل التيارات والقوي السياسيه ومنظمات المجتمع المدني تقف في صف واحد ضد التعديلات الدستوريه وتذهب الي صناديق الاستفتاء لتقول لا للترقيعات الدستوريه
اما الجماعه وحليفها فتحشد قوتها في مختلف محافظات مصر ونقاباتها لتقول نعم للتعديلات حتي تعجل بالانتخابات وتستطيع الهيمنه وفرض ارادتها مستغله خبرتها السابقه حتي تحصد الاغلبيه في البرلمان القادم
وينتظر الجميع نتيجة الاختبار الحقيقي والفريد من نوعه في تاريخ جماعة الاخوان المسلمين بين اكون او لا أكون ؟!
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟