أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - خالد احمد العلاونه - خيمة ابو معن














المزيد.....

خيمة ابو معن


خالد احمد العلاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 00:24
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


خيمة ابو معن
قبل الحديث عن الخيمه فلا بد من التعريف بصاحبها ، فأبو معن رجل من أبناء القرية ولد في بيوتها وتربى وترعرع في أحيائها وسهولها وبيادرها ، رجل قوي الشخصية ذكيا غزير الفكر ، بدأ حياته قياديا منذ الصغر وقد أفاده في ذلك انه كان في مرحلة من العمر الابن الاصغر لمختار القريه ، يوم أن كان المختار نصف الدولة إن لم يكن كلها ، هو حلقة الوصل بين المواطن ودوائر الدولة في المركز ما جعل منه شخصية هامه أمت مضافته كثيرا من الشخصيات الهامه على مدى سنوات طوال ، في ظل هذه البيئه اكتسب ابو معن صفات القيادة ، والقدره على تحمل المسؤوليه ، وتنقل في مراحل حياته من عامل ، إلى مغترب إلى موظف ، إلى فدائي مناضل ، ثم موظفاً ،إلى ان اختاره اهل القرية ليكون رئيسا لبلديتها في بداية ثمانينيات القرن الماضي ، لينتهي به المطاف شيخا لعشيرته ، يؤخذ رأيه في كل صغيرة وكبيره لما اكتسبه من خبرة في الخدمة العامة والاجتماعية ، أقام ابو معن خيمته قبل ما يزيد على عشر سنوات في زاوية من فناء المنزل ، أنشأها ليكون الهدف منها مكاناً للتعليلة بعيداً عن البيت ، ومع الايام تحولت هذه الخيمه إلى محج كثير من فئات المجتمع وتركيباته الاجتماعية والثقافيه والفكرية ، ومنذ أن انشأت ونحن نذهب اليها في كل ليله حتى أ صبحت كأنها منتدىً ثقافيا او صالونا سياسيا ، بل انه يطرح فيها كل المواضيع الهامة وقضايا الساعة المحلية والإقليمية والدوليه ، السياسية والثقافية والفكريه والرياضية والاجتماعية والاقتصادية والتجاريه ، ويروح الجميع يدلو بدلوه بالتحليل والتعليق والتمحيص ، فتتحول السهره إلى حوار هادف جاد ، والممتع في الامر أن رواد الخيمه ليسوا أصحاب الدولة أو المعالي أو العطوفه ، وليسوا من زعماء الاحزاب السياسيه ، أو رؤساء النقابات المهنية والعماليه ، او من قادة الحركات الاحتجاجية الداعية إلى المسيرات والمظاهرات والاعتصامات ، انما هم من ابناء المجتمع المحلي فيهم استاذ المدرسة وفيهم طالب الجامعه وفيهم المزارع والحراث وفيهم جامع الخرده وبائع اللبن ، وتاجر الخيل وسايسها ، وأحيانا يكون بينهم الطبيب والمهندس والمحامي والقاضي ، وعامل الوطن واللحام والجندي ، فيهم المسلم والمسيحي ، فيهم من اهل السنه والجماعه ، ومن رجال الدعوة ، ومن المتصوفه ، وفيهم العلماني واليساري ، فيهم كبار السن وصغاره ، فالخيمة ليست ممنوعه على أحد ، وليست حكراً لاحد
في الخيمة يستمع لكل رأي ، فكثيرا ما يكون الخلاف حول قضية او موضوع ، وقلما يكون هناك اتفاق فلكل واحد رأيه حسب فكره وثقافته ، وقد تكون اكثر مكانا يطرح فيه الرأي والرأي الاخر ، وربما هي المكان الوحيد الذي لا قمع فيه ولا تكميم للافواه ، يكثر فيها الصياح ويحتد النقاش ويغضب البعض محتجا على حديث او حركة أو تصرف لكنه يعود في الليلة التاليه وكأن شيئا لم يكن .
من الخيمه خرجت الكثير من القرارات الهامه في حياة العشيرة وربما البلده ومنها كانت تنطلق التحركات والمبادرات ، ودائما يأتي إلى الخيمه كل من لدية فكر’ أو رأي أو مشروع ، لتكون منها نقطة البداية والانطلاق ، ولا يقتصر دور الخيمة على الحوار والنقاش ، بل ان كثيرا من القضايا العشائريه تم حلها في هذه الخيمه ، وكثيرا من الاسر انطلقت فكرة انشائها وتكوينها من الخيمه ، ففيها تتم الخطوبة ، ومنها تخرج الجاهة واليها تأتي ، تفاعل غريب عجيب في هذه الخيمه ، يكون النقاش فيها والحوار بعفوية وصراحة بعيدا عن المجاملات أو البحث عن اجندات أو مكاسب شخصية أو امتيازات .
في ظل حالة الخوف التي يصر ابناء المجتمع الاردني العيش فيها ، وفي هذه المرحلة الحساسة في حياة الشعوب العربيه اصبحت الخيمة منبر من لا منبر له ، اليها يأتي كل من منع من الحديث في مكان غيرها ، ففيها تم مناقشة الثورة التونسيه دونما حرج من موقف قد يحسب علينا سواء نجحت الثورة أو فشلت ، وفي نفس السياق كانت الثورة المصريه محورا من محاور النقاش في الخيمه بكل أريحية ودون خجل ، وما زلنا حتى اليوم نناقش في الخيمه الحالة الليبيه يوما بيوم ، كل يقول رأيه فلا خوف من نصر القذافي اذا دعم البعض الثوره ، ولا خوف من انتصار الثورة اذا دعم البعض موقف السلطه ، وما زال مسلسل النقاش مستمرا ، وسيظل كذلك ،
نعم ، فالكثير منا يجتهد أن لا تفوته ليلة من ليالي الخيمه ففيها المتعة والفكر والسياسة والدين والشعر ، من يدخلها اول مره يتوق إلى أن يعود اليها مرات ، ومن يشارك في حواراتها يحس بالمتعة ويتعرف على المطالب العفوية للناس ، فهم لا يريدون مناصب ولا وزارات انما يريدون حياة حرة كريمة بعيدة عن القيود والحدود ، وآخر زوارها كان وفد من طلبة المدارس الامريكية في المغرب ، وضعوها ضمن برنامجهم في العمل التطوعي الدولي الذي ينفذونه في الاردن شهدوا حواراتها واستمتعوا باجوائها ووصفو زيارتهم لها بانها من الليالي التي لا تنسى ..
هل تكون الخيمه واحدا من الملتقيات التي تزورها لجنة الحوار الوطني الاردني حول الاصلاح ، للوقوف على الآراء الحقيقيه للشعب الاردني بعيدا عن المطامع والمطامح والاجندات الخاصه ،والمجاملات الزائفه ؟؟.



#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاح شامل
- اتجاوز ،،، لا تتجاوز


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - خالد احمد العلاونه - خيمة ابو معن