مصطفى لغتيري
الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 00:23
المحور:
حقوق الانسان
لا أحد تقريبا يجادل في أهمية ما حمله الخطاب الملكي ليوم 9 مارس من آمال في التغيير ، ترجمته حزمة من قرارات إيجابية ، سيتضمنها الدستور الجديد، الذي من المحتمل أن يرى النور في المستقبل المنظور أقصاه الصيف القادم ، و قد فاجأ الخطاب كل المتتبعين ، حتى أولئك الأكثر تفاؤلا ، إذ اعتدنا أن تقطر السلطات العليا الإصلاحات قطرة قطرة ، و ما تعطيه باليد اليمنى سرعان ما تجهز عليه باليد اليسرى، مكرسة بذلك حكم الفرد بلا رقيب أو حسيب .. وباختصار لقد خلق الخطاب أجواء جديدة و متفائلة و مبشرة بالخير ، و رغم كل ذلك يجب التنبيه إلى عدة ملاحظات منها
- إن ما تحقق لحد الآن ما كان له أن يتحقق لولا نزول الشباب إلى الشارع ، الممثل على الخصوص في شباب حركة 20 فبراير المباركة ، لذا يتوجب عدم التفريط في هذ الحركية ، حتى يتحقق الحلم في معانقة الديمقراطية ، فلا يخفى على أحد أن هناك دوائر ممانعة ، ترفض التخلي عن مكتسباتها الحالية، و قد تجلى ذلك بوضوح في حملة القمع التي تعرض لها الشباب يوم 13 مارس.
- أغفل الخطاب الملكي ذكر الملكية البرلمانية بما يعني أن الحال لن يتغير كثيرا بعد الدستور الجديد ، فالفصل 19 كفيل بالإجهاز على جميع المكتسبات
- لقد اقترح الخطاب الملكي فترة زمنية طويلة نسبيا لإعداد الدستور الجديد ، تتحدد في ثلاثة أشهر و هذا أمر لا يبشر بخير ، خاصة و أننا نعرف أن اللجنة لن تنطلق في عملها من فراغ بل ستنطلق مما هو متوفر الآن.
-لقد تم اللجوء إلى منطق التعيينات في تشكيل اللجنة التي ستعد الدستور ، و هذا أمر لا يتفق مع الجو الديمقراطي الذي تراد إشاعاته في المغرب ، إذ كان مطلب المتظاهرين واضحا بتشكيل مجلس تأسيسي منتخب لإعداد الدستور، تمثل فيه جميع القوى الحية في الوطن.
- حدد الخطاب الملكي ثوابت لا يمكن للجنة تجاوزها ، في حين يجب أن تكون هذه الثوابت خاضعة لنقاش عقلاني و ديمقراطي ، حتى تكون هدفا لتعاقد وطني جديد
لهذه الأسباب و غيرها ، أرى انه من الواجب على كل غيور على هذا الوطن أن ينزل إلى الشارع يوم 20 مارس لدعم شباب 20 فبراير ، و تأكيد المطالب و الدفع في اتجاه إشاعة أجواء الحرية و الديمقراطية من خلال انتزاع الحق في التظاهر السلمي في الشارع ، كبداية حقيقية للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب المغربي ، الذي من حقه أن يلتحق بنادي الديمقراطية العالمي، و خاصة فيما يتعلق بكون الشرعية تستمد من الشعب و لا شيء أو أحد غير الشعب.
#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟