أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكارم ابراهيم - لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟















المزيد.....

لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟

بقلم .....مكارم ابراهيم

اذكر انه لاتاتي مناسبة نتحدث فيها انا واصدقائي عن نهاية صدام حسين او اي زعيم عربي اخر ألا وتحدثنا فيها عن طريقة القصٌاص منه ونوع العقوبة التي يستحقها ذلك الديكتاتور مقابل كل الاجرام الذي اقترفه بحق شعبه. وفي الواقع حتى هذا اليوم هناك من ينهاهض عقوبة الاعدام فهناك من يعتبر ان اعدام صدام حسين عقاب لاانساني بل وحشي فقد كان يكفي سجنه مدى الحياة ولكن الغالبية كانوا على اقتناع تام بعقوبة الاعدام له. رغم اننا لو عمقنا النظر في نهاية العديد من زعماء العرب سابقا لوجدنا الاغتيالات كانت هي الطريقة الشائعة .

مثل إغتيال عبد الكريم قاسم رئيس العراق عام 1963وكذلك مقتل نوري السعيد رئيس وزراء العراق في العهد الملكي عام 1958 وكيف تم سحل جثته في شوارع بغداد بعد ان افرغ المقدم وصفي طاهر كل الطلقات لديه في جثته. وأغتيال انور السادات عام 1981 اثناء عرض عسكري للجيش . ولكن اليوم الامر اختلف هنا في نهاية الزعماء العرب المخلوعين فلم ينال احد منهم عقاب يتناسب مع اجرامه بحق شعبه. فلقد استطاع اللواء زين العابدين بن علي رئيس تونس سابقا ان يحصل على فرصة للهروب مع زوجته وعائلته وتهريب ثروته التي سرقها من الشعب والتي تكفيه للعيش برخاء مدى الحياة هو واسرته . وكذلك الرئيس المصري السابق حسني مبارك استطاع ايضا الحصول على فرصة ذهبية للهروب بجلده مع زوجته وابنائه دون ان يتم تسليمهم الى العدالة رغم كل الجرائم وقضايا الفساد والنهب المتورطين فيها والقتل العمد للمتظاهرين وغير ذلك من المؤامرات على الوطن.

اتسائل هنا لماذا عندما يكون المجرم شخصا عاديا تتم محاكمته حسب القانون اما اذا كان المجرم له منصب سياسي في الدولة فلاباس ان لايسلم للقضاء وللعدالة رغم انتهاكه لكل القوانيين وعلى مدى عقود وحتى بعد ان يفقد حصانته الدبلوماسية. لقد سمحت القوات العسكرية لكل من رئيس تونس المخلوع زين العابدين بن علي وكذلك رئيس مصر المخلوع مبارك بالرحيل والافلات من العدالة. فماهو السبب في ذلك ؟ وبالتالي هذا يعني أنه مازال كل من هؤلاء القتلة لديهم حصانة. فاين انجازات الثورة هنا ام ان عقاب هؤلاء مؤجل الى أجل غير مسمى ولماذا يؤجل؟


إن موضوع العقوبات موضوع شيق جيداٌ ويدخلنا في جدالات لاتنتهي فغالبا لانصل الى اتفاق حول عدالة العقوبة بحق المجرم وخاصة عندما يكون زعيم دولة قام بمجازر وابادات جماعية وتصفيات لقوى المعارضة اومعاقبة قوى المعارضة السياسية بقطع الاعضاء التناسلية حسب طريقة رئيس اليمن عبدالله صالح.

فهل العقاب متروك الى اليوم الآخر ربما . استغرب من هذا التفكير عندما ياتي من نخبة مثقفة فلاباس ان نسمعه من فئات التخلف كمشايخ السلفية والاصولية لامتيازهم بالازدواجية الاخلاقية حيث يحق لهم معاقبة اناس أبرياء مثل شعب البحرين وذلك بارسال قواتهم لذبح المتظاهرين العزل في حين انهم يمنحون الامان للمجرم الحقيقي بن علي ومبارك ويساندون المجرم القذافي وفي نفس الوقت يؤمنون بان الله يعاقب الكفار لذلك تراهم يشكرون الله في عقابه للشعب الياباني الكافر وذلك بتسليط الكارثة البيئية تسونامي التي ادت الى قتل آلاف الناس وانفجارات في محطة فوكوشيما النووية شمالي شرقي اليابان وتسرب اشعاعات نووية خطيرة في مساحات شاسعة في اليابان ولاننسى هنا ان هناك وعلى الجانب الاخر توجد مجموعة مماثلة لهؤلاء الشيوخ السلفية الوهابية الا وهم الجماعات التكفيرية المسيحيية في امريكا حيث فتحت صفحة في الفيس بوك يشكرون فيها الرب على الكارثة البيئية التي عصفت باليابان بلد الكفار ويرون انهم يستحقون الغزو الاميريكي لهم في معركة بيرل هاربر.

ولكن ماذا عن التونسيون والمصريون والليبيون واليمنيون والمغربيون والجزائريون والاطفال الرضٌع الذين قتلوا في المظاهرات في دولنا العربية هل كان هؤلاء كفار الم يكونوا مؤمنيين بالله وماذنب الرضيع لكي يقتل ولماذا لايعاقب المجرمون الحقيقيون هنا؟

وعلى الجانب الاخر للبحر الابيض المتوسط لايختلف الوضع كثيرا فالمال والجاه وامتلاك القنوات التلفزيونية يمكن ان يحمي المسؤول السياسي لديهم بعض الشئ من دخول السجن مثل توني بلير رغم انه لم يعد رئيس للوزراء في انكلترا الا انه حاول ان يفلت من عدالة المحكمة التي اتهمته بغزو العراق على اسس غير شرعية فقام بنشر كتاب عن حرب العراق وتبرع بربحه للجنود المصابين في الحرب عسى ولعل يخفف من غضب الشعب عليه .ومن اكثر القصص المثيرة للاشمئزاز هي قصة رئيس الوزارء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني وعلاقته الجنسية مع الفتاة المغربية روبي او كريمة المحروق والتي بالرغم من اعترافها ببراءة بيرليسكوني على احدى القنوات الايطالية التي يملكها بيرلسكوني وقالت بانه لم تكن هناك اية علاقة جنسية بينهما عندما كانت قاصر فقط اعطاها مبلغ مالي للمساعدة. الا ان الاحزاب المعارضة في البرلمان الايطالي ظلت تلاحقه لزجه في المحاكمة التي استطاع ان يفلت منها لمرات عديدة وذلك بتشريعه قوانين تحميه من القضاء وهنا تاتي اهمية وجود احزاب معارضة في الحكومة حيث يراقب احدهم الاخر واي خطا من اي حزب مقابل او من رئيس الوزراء فانه يقع لامحالة في ايدي القضاء لان هناك من يقف بالمرصاد لاسقاطه واسقاط حكومته وبالتالي ليس هناك من حاجة لان يقوم الشعب بانتفاضة للاطاحة بالحكومة لان هناك من يقوم بهذه المهمة عوضا عن الشعب . ولكن عندما يكون المجرم على الجانب الاخر وفي العالم العربي ويملك النفط وشركات الاستثمار فانه تتم حمايته بكل الامكانيات من قبل الحكومات الامبريالية المافيوية لابقائه لاخر لحظة في السلطة للاستمرار في النهب. وعندما لاتستطيع هذه الحكومات حمايته كما حدث مع بن علي ومبارك بسبب اصرار الشعب على اسقاطه فانها تعترف بمساندة الشعوب هذه في انتفاضتها ضد هؤلاء السراق الذين ايدوهم على مدى عقود وشاركوا معهم في الجرائم والنهب والفساد.

في النتيجة نقول لم يكن عدلا ابدا ان يترك هؤلاء الزعماء المخلوعين سواء زين العابدين بن علي او حسني مبارك ويسمح لهم بالتمتع بالحرية ومغادرة البلاد مع الثروات التي سرقوها من الشعب لذلك فاليوم لايكفي بان نطالب بمحاكمة هؤلاء الزعماء المخلوعين واسرهم بل نطالب بمحاكمة كل شخص من اكبر مسؤول سياسي الى اصغر موظف ساهم في السماح لهم بالهروب ومنع عملية تسليمهم للعدالة .



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنهنئ المراة في عيدها على الانجازات التي حققتها
- ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟
- الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة !
- إما مع المالكي أو ضده!
- مازال الطريق شاق امام التغيٌير
- المجد للشعب والجيش الليبي الصامد
- وماذا عن العراق؟
- هل سيتمكن القذافي من الوصول الى بيرلسكوني ؟
- قراءات في كتابات يسارية
- موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس
- هل ستكون تونس عراق ثانية؟
- المسلم والامراض العضوية والنفسية!
- بن علي عليك بالتنحي والا!
- البارحة كانت اسرائيل عدوتنا, واليوم المسيحيين اعداؤنا!


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مكارم ابراهيم - لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟