أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - سنبقى خارج الزمن طالما سنّنّا وشيّعنا قضايا الوطن















المزيد.....

سنبقى خارج الزمن طالما سنّنّا وشيّعنا قضايا الوطن


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كن يا أخي سنيا، وكن يا أخي شيعيا، كن أنت إن شئت شيعيا في حياتك الخاصة، وكن أنت إن شئت سنيا في حياتك الخاصة، لكن نرجوكما لا تسننا قضايا الوطن ولا تشيعاها، لا تسننا ولا تشيعا السياسة والدولة والدستور. كن ما تشاء، كن شيعيا متدينا، أو شيعيا فاسقا - بحسب مصطلح المتشرعة -، وكن سنيا متدينا، أو كن سنيا فاسقا. ولكن لا تبثا رجاءً التسنن المكفِّر للشيعة، ولا التشيع المكفِّر للسنة، لا تبثا التسنن المشحون كرها للشيعة، ولا التشيع المشحون كرها للسنة.
استبشرنا خيرا عندما انتفض الشعب التونسي، واستحال جسد البوعزيزي مشعلا للحرية في تونس، واستحال ميدان التحرير تحررا من الديكتاتورية المباركية. تضامنّا مع شعب ليبيا، وشعب اليمن، وشعب الجزائر، وشعب سوريا، وشعب إيران، وشعب البحرين.
لكني وبصراحة، ما أن انطلقت الاحتجاجات الشعبية في البحرين، توجست خيفة من أن تنقلب القضية من قضية حرية شعب، إلى قضية شيعة وسنة، لأن للبحرين خصوصيتها، فهي ذات أكثرية 70% شيعية مهمشة ومحكومة من فئة حاكمة تنتمي لأقلية الـ30%، ولا أقول محكومة من السنة.
فكرت هل سيخرج شيعة وسنة البحرين من أجل الحرية وإصلاح النظام السياسي، دون أن يعرف المتظاهرون كم شيعي وكم سني بينهم، أم ستتحول القضية إلى قضية حقوق مهدورة للأكثرية الشيعية، يقابله قمع يتخذ طابعا طائفيا؟ الذي نحبه للبحرينيين، وانطلاقا من مبدأ (لا يرقى شعب في إنسانيته ما لم يحب لغيره من الشعوب ما يحب لنفسه)، هو أن تكون حركتهم وطنية بحرينية، شعبية، ديمقراطية، علمانية، لا أن تكون شيعية أو سنية.
فهناك إيران، التي أدانت حركة الاحتجاج الشعبية في العراق، وباركت - مباركة كاذبة منافقة طائفية - حركة الاحتجاج البحرينية، ومن الجهة الثانية هناك السعودية، إذ انتفضت الطائفية التكفيرية الوهابية هناك لتحشر - لا أقول أنفها - بل آلتها العسكرية في القضية البحرينية، لتقمع (روافض) البحرين قمعا دمويا، نرجو ألا يُصعَّد كما هو الحال مع القمع الدموي للدموي المجنون القذافي. وسارع دعاة الطائفية من الشيعة في العراق وإيران ولبنان ليحشدوا جماهيرهم استنكارا لقمع إخوانهم شيعة البحرين، بينما تراق دماء الجماهير الليبية منذ أسابيع، ولم يتحرك هؤلاء القادة الشيعويون لإعلان تضامنهم مع الثوار والمدنيين الليبيين. الذي نتمناه ألا يقف أحرار سنة البحرين متفرجين وغير مكترثين بما يجري من قمع دموي طائفي سعودي وهابي تكفيري ضد إخوتهم الشيعة، وإلا فإن موقف اللامبالاة سيعمق الجرح، وسيدق الإسفين الطائفي، وهذا ما لا يخدم الشعب البحريني، ولا حركة التغيير من أجل الديمقراطية.
أما كان خيرا لهذه الشعوب ألا تكون سنية، وألا تكون شيعية؟ إني أكتب هذه الأسطر من موقع التخلي الكلي عن التمذهب الذي تحوّل إلى مرض عضال، فإني عندما أتكلم عن الفريقين، فليس من موقع الانتماء إلى أي منهما. فإنه ليزعجني كلما اضطررت في المعاملات الرسمية إلى كتابة اسمي الثلاثي، لأن اسم جدي ذو صبغة مذهبية. وأقول شكرا لأبي وأمي ورحمهما الله، لأنهم اختاروا لي اسما، لا هو شيعي ولا هو سني، فالحمد لله الذي لم يصادف أن صحابيا أو خليفة أو تابعيا أو إماما معصوما أو غير معصوم اسمه (ضياء)، فإني سعيد باسمي، لأن التاريخ السني والتاريخ الشيعي على حد سواء يخلوان من شخصية مذهبية أو متمذهبة اسمها (ضياء). وإني أعتبر تسمية الأبوين لابنهما أو ابنتهما اسما صارخا في شيعيته أو في سنيته انتهاكا مسبقا لحقوق أبنائهما وبناتهما، بختمهما بختم التسنن أو ختم التشيع، دون أن يسألانهم عما إذا كانا يوافقان على أن يُطمغا بطمغة شيعية أو سنية. وإني عندما أتضامن مع شيعة البحرين، فمن موقع أني لست شيعيا، كما تضامنت مع مسيحيي العراق وصابئتهم، ومع أقباط مصر، ومع شعب جنوب السودان.
وليس الإسلام السياسي بأفضل من التمذهب السياسي أو تسييس المذهب سنيا أو شيعيا، بل هو الأشد خطورة، وهو الرحم الذي يفرّخ طائفية سنية، وأخرى شيعية. فعندما أرى احتجاجات الشعب الأردني على سبيل المثال أتضامن مع شعب الأردن، ولكني في نفس الوقت أعيش القلق والهلع، عندما أرى اللحا الإخوانية هي التي تتصدى للاحتجاجات والتظاهرات. وكما استبشرت خيرا عندما رأيت المتظاهرين غير المتأسلمين في غزة يهتفون (الشعب يريد إنهاء الانقسام)، مما جعل السلطة الديكتاتورية لحماس تعمل على تفريق التظاهرة بالقوة والعنف، لأن الشعار يتضمن رفض السلطة الإسلاموية الحماسوية برفضه لسلطة التقسيم.
الديمقراطية في المنطقة قادمة لا محال، لكنها محفوفة بمخاطر الإسلام السياسي، ومخاطر التسنن والتشيع، عندما يتركان حيزهما الشخصيين، ليقحما نفسيهما في شؤون السياسة والدولة والوطن. فالوطن يكون جميلا عندما يكون بحرينيا، عراقيا، لبنانيا، مصريا، تونسيا، أردنيا، فلسطينيا، يمنيا، ولا يكون متأسلما أو متسننا أو متشيعا، لتعيش الشعوب متآخية في إطار أخوة المواطنة وأخوة الإنسانية، غير متوزعة في خنادق طائفية، بل يعيش سنيّوها وشيعيّوها، مسلموها ومسيحيّوها وصابئتها وإيزيديّوها وزردشتيّوها وبهائيّوها ودرزيّوها ويهوديّوها، إلاهيّوها وملحدوها، دينيّوها ولادينيّوها أو لاأدريّوها، عندما يعيش الجميع في إطاري الهوية الوطنية والهوية الإنسانية.
إن الطائفية الموسعة منها والمضيقة، الدينية والمذهبية، لطالما فرقت بين أطياف شعب، وأوقعت بينها العداوة والبغضاء، ولطالما فرقت بين حبيبين، بينما الإنسانية والعقلانية، بينما الديمقراطية والعلمانية، هي عوامل تقارب وتلاقي وتحابب على مستوى الأفراد، وعلى مستوى الجماعات والشعوب والأمم، ومن هنا فإن قيم الإنسانية والعقلانية، وقيم الديمقراطية والعلمانية والليبرالية، هي الأقرب إلى التقوى، بمعنى إنها الأقرب إلى القيم الإلهية، فرُبّ كافر إنساني وعقلاني أحب إلى الله من مؤمن متعصب أو متطرف أو تكفيري أو عنفي، أو ناءٍ على أي نحو عن إنسانيته أو عقلانيته، وبالتالي مُعرِضٍ عن قيم الله، بوعي أو بغير وعي.
فهل سنشهد في شعوبنا العربية والشعوب ذات الأكثرية المسلمة تمذهبا إنسانيا، وآخر حداثويا، وثالثا ديمقراطيا، ورابعا عقلانيا، وخامسا ليبراليا، بدلا من التمذهب الشيعي والسني، والتأسلم السياسي؟ عندها سنقول: ها نحن قد طوينا ملف الماضي، وفتحنا ملف المستقبل، وإن غدا لآت.
16/03/2011



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي والبعث و25 شباط ومطالب الشعب
- بين إسقاط النظام وإصلاح النظام وإسقاط الحكومة
- القذافي ثالث ثلاثة والآخرون هم اللاحقون
- عهد الثورات الشعبية من أجل الديمقراطية
- تحية لشعبي تونس وجنوب السودان
- الجعفري، المالكي، عبد المهدي: رموزا للشيعسلاموية
- العلمانية .. بين السياسة والدين والفلسفة
- المالكي يتشرف بمباركة الولي الفقيه
- لماذا التهاني لإيران ثم للدعوة فللمالكي
- تعلم عدم الاستحياء أول درس في السياسة في زماننا
- ثالث المرشحين وكوميدراما السياسة العراقية
- توضيح حول حديث ديني لي يرجع إلى 2005
- ثلاث وقفات مع المالكي في حواره الخاص
- محمد حسين فضل الله
- مع مقولة «المرأة ناقصة عقل وحظ ودين»
- مع تعليقات القراء المحترمين 2/2
- مع تعليقات القراء المحترمين
- مقولات فيها نظر
- العلمانية والدين
- فلسفتي في الحرية والمسؤولية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - سنبقى خارج الزمن طالما سنّنّا وشيّعنا قضايا الوطن