أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - منهاج السيلفا في السيطرة على المخ - الفصل الثامن















المزيد.....

منهاج السيلفا في السيطرة على المخ - الفصل الثامن


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل الثامن - قوة تأثير الكلمات على المخ
___________________________

إذا كنتُ قد أوصيت في مقدمة هذا الكتاب ، أن ليس من الضروري إجراء التمارين في ذات الوقت الذي أنت فيه مستمرٌ في القراءة ، فإني أوصيك الآن قارئي العزيز وابتداء من التمرين الأول الذي سيصادفك في هذا الفصل ولغاية نهاية الكتاب ، أوصيك أن تؤدي التمارين في حينها وبينما أنت تقرأ ، بأن تتوقف لبرهة ، تنفذ التمرين ثم تعود لاحقاً للقراءة …!
كما أرجو أن تستخدم أقصى قدر من خيالك الناشط بينما أنت تؤدي تلك التمارين القادمة وذلك لأهميتها الخاصة في مجمل عملك مع دروس تقنيات ( السيلفا ) .
حسناً …تصور نفسك وأنت تقف الآن في مطبخ بيتك وفي يدك ثمرة ليمون تناولتها للتو من الثلاجة ، تخيل نفسك وأنت تتحسس قشرتها الباردة الصفراء الشمعية ، تأمل البقع الخضراء الداكنة عند النهايات ، أضغطها بأصابعك قليلاً ، تحسس محتواها بأطراف أصابعك ، تحسس ثقلها في كفّك ، أرفعها إلى أنفك وأستنشق رائحتها ، ليس هناك في كل هذا الكون مثيلاً لليمون في رائحته …أليس كذلك ؟ . طيب …أقسمها الآن إلى نصفين وأرفع أحد هذين النصفين إلى أنفك ، ستجد الرائحة الآن أكثر نفوذية أليس كذلك ؟
أقضمها بأسنانك وتخيل العصير الحامض وهو يملأ فمك …!
ماذا تشعر الآن …؟
إذا كنت قد استعملت خيالك بشكل جيد فإنك ستشعر بامتلاء فمكَ باللعاب ….!
لماذا حصل هذا ، رغم إنك لم تكن تملك ليمون في يدك ولم تقضم شيئاً ؟ لأن هذا الوصف الحي لثمرة الليمون وعملية استنشاقها وتحسسها وتلمسها وتذوقها أدى بك إلى هذا الذي حصل لكْ …!
لكن هذه الكلمات لم تعكس أي حقيقة لأن لا ليمون في اليد ، فكيف حصل هذا ؟
الذب حصل أن الكلمات خلقت حقيقة ، كلماتٌ قرأتها تحولت إلى صور والصور تحولت إلى حقيقة ذهنية ، قام العقل بإيعازها إلى المخ وكأنها حقيقة ، فقام المخ بدوره بالإيعاز إلى الغدد اللعابية في الفم لإنتاج اللعاب الذي ملأ فمكْ .
المخ عزيزي القارئ ، ليس إلا خادمٌ أمينٌ للعقل ، وليس عليه إلا أن ينفذ ما يصدر له من أوامر بلا نقاش ولا تساؤل ولا تردد .
طيب …ماذا يعلمنا مثل هذا المثال البسيط ؟
إنه يعطينا فهماً جلياً لا شك فيه بأن للكلمات قوة تأثيرية جبارة على المخ .
الكلمات تحمل معنى ، قد يكون صادقاً أم خاطئاً ، حسناً أم قبيحاً ، لكنه بكل الأحوال معنى ، معنى يفهمه المخ ويستجيب له .
الكلمات لا تعكس حقيقة فقط ، بل إنها تخلق الحقيقة إن لم تكن تلك موجودة أصلاً ، وهنا مكمن قوة الكلمات .
وحيث أن المخ هو الآمر المسيطر على كل الفعاليات الجسمانية الداخلية من ضغطٍ وحرارة وتغيرٌ لوني وإفرازات هارمونية وانبساط وانقباض و…و…و..الخ ، فإنه بدوره ينقل ما يتلقاه من معلومات إلى الأجزاء والأجهزة الداخلية المختلفة ، آمراً بأن تنفعل أو تسترخي ، تنقبض أو تنبسط ، تفرز إفرازاتها التي تغير كيمائية الجسم أو تشغل جهاز المناعة أو غير ذلك .
وكما في حالة ثمرة الليمون وإفراز الغدد اللعابية ، فكذلك مع البقية .

تنقيةُ الذهن من الشوائب :
_____________
حسناً …بلغنا الآن في مشوارنا مع هذا الجهد السيكولوجي التربوي الخلاق إلى مرحلة مهمة أحب أن أسميها ( حملة التنظيف والتنقية الشاملة للذهن ) .
هذه العملية لا تحتاج أن تتمرن عليها عبر جملة تمارين ذات نقاط معينة أو سياقات من نوع ما ، بل تقوم بها مباشرةٍ وفي أي وقت من خلال اعتماد جملة كلمات تلعب دورا حاسماً في تنشيط المخ .
التمرين الذي قمنا به في الفقرة السابقة منن هذا الفصل ( تمرين ثمرة الليمون ) ، كان في واقع الحال ومن الزاوية الفسيولوجية تمريناً محايداً ، إذ هو لم يؤثر فيك لا إيجابياً ولا سلبياً ، لكن الكلمات ذاتها التي نستخدمها ، يمكن أن تخلق تأثيراً إيجابياً كما وسلبياً بذات الآن .
هناك لعبة يمارسها الأطفال في بعض البيوت ( وخصوصاً في غياب الأهل ) وخاصة حين يكونوا جالسين إلى المائدة ، إذ يقوم الواحد منهم بإعادة تسمية أنواع الطعام التي على المائدة بأسماءٍ مقززة للآخرين ، وعلى قدر نجاح الواحد في اختيار الأسماء الأكثر إثارة للاشمئزاز بقدر نجاحه في إقصاء الآخرين عن المائدة ، إذ يتقيأ هذا ، ويشمئز ذاك ويفرّ الثالث عن المائدة ، وهكذا .
لعبة قذرة أليس كذلك …؟
بالتأكيد ، لكن المعنى الذي نتعلمه منها ، هو إننا سنعرف كم هي قويةٌ مؤثرة تلك الكلمات إذا قيلت بثقة وفي الوقت المناسب .
وكم في قواميسنا نحن البالغين من كلمات تثير ليس الاشمئزاز والقرف فقط ، بل وتثير المرض وتفضي ربما إلى الموت …؟
حسناً …يسألك أحدهم عن الحال ، وهو متفائل ومهتم ومتوقعٌ أن يسمع منك ما يطمئن تفاؤله ، وإذ بك ترد عليه :
- لا تسألني …أنا بأسوأ حال …صداعٌ دائم وقلق وضعف شهية و…الحياة مقرفة يا صاحبي …إنني أحس وكأني أعيش أيامي الأخيرة …!!
ماذا سيكون رد فعلك على مثل هذا القول ، وكيف ستتسلل كلماته إلى مخّك لتفعل فعلها في تعكير مزاجك وإعادة الكثير من حساباتك عن الحياة والناس .
ومثل هذا كثيرٌ مما يؤثر بقوةٍ على القائل والمتلقي …!
لو إنك بدأت صباحك بهذا الموقف السلبي الذي يقول : الجو كئيب هذا اليوم ، فإنك ستحكم على يومك بالكآبة والملل ، علماً إن الأيام لا تكون كئيبة ولا كريهة ولكننا نحن من نمنحها تلك الهويات الحية الغير صحيحة على الإطلاق .
أو حين تحسّ بتوعك عابر في صحتك كالصداع الخفيف أو المغص في المعدة ، وبدلاً من أن تقول لنفسك شيء إيجابي يساعد على طرد المرض وإعادة التوازن الصحي السليم ، تشرع باللعن وترديد العبارات المتشائمة من قبيل :
يا للصداع الرهيب …أحس وكأن مطارق هائلة تفتت رأسي …!
هذا الوصف الحي الزائف لحالة غير موجودة ، سيؤدي إلى تعزيزها أو خلقها إن كانت غير موجودة ، لأن المخ ببساطة يستجيب للعقل وللكلمات التي يطلقها العقل دون أن يسأل عن حقيقة هذا الذي يؤمر به ، فليس من واجبه أن يسأل ، بل أن يستجيب حسب . طبعاً ليس بالضرورة أن يخذلك المخ مع أول مرة تردد فيها شيء سلبي ، فهو له أيضاً آلية معينة للعمل ويتأثر بالكلمات حين تتكرر أو حين تأتي على ظهر موجةٍ كهربيةٍ مخية في تردد معين ( أظنك تذكر أننا تحدثنا في الفصول الأولى عن أنواع الأمواج الكهربية المخية ) .
حين نعطي أنفسنا إيحاءات معينة ، سلبية أو إيجابية ونحن في حالة يكون إيقاع المخ فيها على تردد موجي من نوع ( الألفا أو الثيتا ) ، أي تردد واطئ جداً ، فإن الكلمات سرعان ما تستنبت جذورها في المخ وتفعل فعلها فيه وتجعله يصدر الأوامر لأعضاء الجسم بالاستجابة أو على الأقل خزن الأوامر في العقل الباطن إذا لم يكن ممكناً الاستجابة لها في الحال ، وحين تأتي الفرصة المناسبة يقوم الكيان بتنفيذ الأمر .
طبعاً هذا ينطبق على كل الكلمات التي تقولها ، كائنة ما كان حجم الفعل المراد منها ، فلو إنك لا سمح الله أردت الموت أو مرضاً يقعدك في فراشك أو إنك أردت الثراء والقوة والسعادة العظيمة ، فيكفيك أن تستنبت هذه الرغبة في العقل الباطن عبر الكلمات الموحية المؤثرة القوية التي تفعل فعلها في المخ وتدفعه للعمل السريع وإصدار الأوامر بالتنفيذ أو تخزين الأمر لغاية ما يستطيع المخ أن يبتدع أساليب أو قنوات تواصل مع الروح العليا أو مع الكون العظيم ، ليمكن له أن يبحث عن أساليب تحقيق رغبتك .
الكلمات أو الأوامر التي هي من صميم عمل المخ وحده ، يمكن أن ينفذها لك في الحال إذ يوعز للأعصاب أن تنقبض وللدم أن ينخفض ضغطه أو أن لا يذهب إلى الرأس بالكمية الكافية ، فتصاب بالصداع الرهيب الذي تمنيته أما إن تمنيت لا سمح الله شللاً أو قرحة في المعدة فإن الأمر ربما يأخذ وقتاً أطول …!
طيب … قلنا أن الكلمات قادرة على أن تتجول إلى حقيقة ملموسة وساطعة سطوع الشمس ، وإن هذا يعتمد بالمقام الأول على الإيقاع الموجي للمخ لحظة إطلاق تلك الكلمات …!
العامل الثاني : مستوى الانشغال الشعوري أو الإيمان بهذا الذي تقوله ، فحيث تقول تلك الكلمات السلبية أو الإيجابية بإيمانٍ شديد وقناعة قوية فإن المخ سيصدقها ويؤمن بها بدوره وينفذها أما إن قلتها دون قناعة أو بأقل قدر من الاهتمام أو التصديق فإنه لن يحملها على محمل الجد أو يؤجلها ربما حتى وإن لم تكن تحتمل التأجيل أو تستحقه .
طبعاً هناك عامل ثالث مهم جداً أود أن أضيفه إلا وهو التكرار وقوة التكرار ، فبعض الإيحاءات تحتاج إلى التكرار لعدة مرات في اليوم الواحد ولعدة أيام أو أسابيع حتى يتم استنباتها في العقل الباطن لكي ما يتقبلها المخ كحقيقة ويؤمن بها وبضرورتها فينفذها لك أو يجند الظروف الكونية لتنفيذها ( المترجم ) .
حسناً … عرفنا قوة الكلمات وتأثيرها ، فما علينا إلا أن نستنبت الإيحاءات الإيجابية التي تنظف المخ من الأدران وتعوض أطنان القمامة الموجودة فيه ( القناعات السلبية والأفكار والكلمات المدمرة ) بزهور الخير والتقدم والنجاح والسعادة ، فحريٌ بنا أن نفعل بلا تأخير أو تأجيل …!

يوماً بعد يوم وأنا في تحسنٍ مطّرد :
__________________

" يومٌ إثر آخر وأنا أتحسن أكثر فأكثر … أغدو أكثر فتوةٍ …أكثر قوة …أكثر غنى …أكثر جمالاً …أكثر حباً …أكثر سعادة ..!!"
ستُدهش عزيزي القارئ لمثل هذه الكلمات ، أليس كذلك ..؟
كيف يمشي الزمن إلى الأمام وأنا أرتقي معه في الفتوة والجمال والأناقة والشباب والسعادة والغنى …؟ كيف …!!
ثم …من يقول هذا وكيف يصح ، والزمن يمضي إلى الأمام ونحن نرتد في العمر وننزل من الضفة الأخرى من الجبل …!
أجيبك …بل صحيح وصحيح جداً ، لأن كل شيء نسبي ، والتقدم والسعادة والثراء والفتوة لا تعتمد على فتوة العضلات أو الأعصاب أو الوجه الشاب المليح …!
لا مطلقاً …!
بل إنها تعتمد على فتوة القلب وشباب العقل وحيوية الفكر وهدوء النفس ورضاها عن واقعها وانسجامها مع ذاتها وخالقها والآخرين وهذا الكون الحي الجميل الفتيُ أبيداً …!
قائل هذه العبارة أزو هذا الإيحاء هو الطبيب والعالم الفرنسي العملاق (( Emile Coue ، وتلك الكلمات كانت الوصفة السحرية التي أنعمت على عشرات الآلاف من الناس بالشفاء العاجل الناجز .
وُلِد السيد Coue في العام 1875 في فرنسا ، وأشتغل كصيدلي لأكثر من ثلاثين عاماً وفي منتصف العقد السادس من عمره أفتتح عيادةٍ سيكولوجية صغيرة بعد أن درس علم النفس في وقتٍ متأخر من عمره .
كان الرجل من أوائل من أدرك قيمة الكلمات وخطورة الإيحاء الذاتي أو الخارجي في خلق متغيرات سيكولوجية وشعورية ومن ثم واقعية عملية في حياة المتلقي .
كان يعتمد التنويم المغناطيسي للوصول بالمخ إلى حالة التردد الكهربي البطيء جداً ( ألفا أو ثيتا ) ، ثم يقوم بزرع القناعات التي يريد زرعها في ذهن المتلقي وهي ببساطة هذا الإيحاء الجميل المنفرد الأوحد :
( يومٌ بعد يوم وأنا …..الخ …الخ …الخ ) …!
كان يهمس الكلمات في أذن المريض أو المتوعك سيكولوجياً ( ويمكن أن تهمس بأذنك الشخصي بأي شيء دون أن تكون مريضاً أو متوعك سيكولوجياً ، إنما فقط راغب بمزيد من الثراء أو القوة أو السعادة – المترجم ) .
وقد نجح الرجل في معالجة الآلاف من أمراض تراوحت بين قرحة المعدة والصداع الدائم أو النصفي أو الشلل أو الأورام الخبيثة أو مجرد الخجل والتأتأة …!
الحقيقة أن حياة وشخصية الرجل كانت في غاية التواضع والنبل والجمال …!
كان يرفض أن يأخذ على عمله أي مقابل وقد عاش حياة سعيدة رغم أنه لم يكن غنياً ولم يكن يهتم أو يفكر بالثروة وكان ممكناً أن ينال منها ما يريد ويفيض عن حاجته ، ولكنه لم يفعل …!
من جميل أقواله :
" أنا لا أشفي أحد ، بل الناس يشفون أنفسهم بأنفسهم وهذا هو كل ما في الأمر " .
( العمل التحريري الرئيسي لهذا المبدع ، تجده في كتاب ( Selv-Mastery Through Autosuggestion ) – المترجم )
من المؤسف أن منهج الرجل قد اختفى للأسف عقب موته عام 1926 لأنه لم يكن يبالي بأن تكون له مدرسته الخاصة ، ولم يكن لديه تلاميذ يحملون رسالته ، وكان عمله الأساسي في العلاج المباشر لا في التدريس أو نشر الكتب ، لكن على أية حال فالمنهج ذاته بسيط للغاية ومباشر جداً ولا يحتوي الكثير من الطقوس أو التمارين ، ويعتمد على مبدأين أساسيين لا ثالث لهما :
أولا : نحن لا نستطيع أن نفكر بأمرين في آن واحد ، شيءٌ واحد في الوقت الواحد ، وبالتالي حيث تستنبت فكرة واحدة في الوقت الواحد فإنها تغدو الحقيقة الوحيدة وتخلق بالتالي الحقيقة التي تريد منّا الفكرة أو الكلمة أن نفعله .
ثانياً :حين نركز ذهننا على فكرة ما ، فإن تلك الفكرة تتحول إلى حقيقة ، لأن الجسم يتأثر بقوة بما يوحي له ويسعى لتحويل الإيحاء إلى حقيقة عيانية ملموسة .
بمعنى آخر ، يمكن للمرء أن يُنشطّ عملية العلاج الذاتي لجسمه ( والتي قد تكون معطلة ، بسبب أفكار سلبية واعية أو غير واعية ) .
من خلال تكرار هذا الإيحاء عشرون مرة ، واحدة إثر الأخرى ولمدة مرتين في اليوم ( اثنان مضروبة في عشرين ) ، فهذا هو كل المطلوب لتنشيط آليات الشفاء الموجودة في أعماقنا ( مثل جهاز المناعة الفسيولوجية الموجود في أجسامنا ) …!
قلنا أن السيد Coue كان يعتمد التنويم المغناطيسي لتوصيل إيحاءه هذا إلى أذهان مرضاه ، أما نحن في معاهد " السيلفا " فنعتمد التأمل العميق ( كما ذكرنا ف الفصول السابقة أو ما يمكن أن تجده في كتب التأمل الخاصة – المترجم ) ، نعتمد التأمل لوضع المخ في حالة موجية من نوع الألفا ALPHAوالتي يكون فيها المخ خالياً من أي أفكار أخرى ، لأن هذا هو المبدأ الأول من مبادئ منهج السيد Coue وإلا فأن المخ لن يستجيب للفكرة التي تريد طرحها أو زرعها في العقل الباطن .
وكنّا نردد هذا الإيحاء مع إضافات أخرى تناسب الوضع الذي نتمنى من تلاميذنا أن ينالونه .
وقد تحققت لتلاميذي نجاحاتٌ خطيرة أضرب لكَ منها بعض الأمثلة :
أحد الدارسين ، لم يستطع أن يكمل الدورة الدراسية ولم يأخذ إلا قسطاً ضئيلاً لأنه أستدعي إلى الخدمة العسكرية في جنوب شرق آسيا ، ولسوء حظه صادف أن كان الضابط المسؤول عنه ، رجلاً مدمناً على الخمر وسريع التوتر ومتقلب المزاج وحالما وصل الفتى إلى الوحدة بدأ الرجل بمضايقته وإهانته بقسوة أدت به إلى أن يصاب باكتئاب شديد وبدأت أعراض جملة من الأمراض تظهر عليه من قبيل الصداع الدائم والسعال الحاد وكانت لياليه جحيماً ، ولكنه تذكر تلك الدروس القليلة التي أخذها في معهدنا فأنتبه إلى نفسه وقال ولِمَ لا أتأمل لأخرج من هذا الطور السيئ المدمر ، وفعلاً شرع بالتأمل وأمكن له أن يطرد الأفكار السلبية وكلما أستغرق الآخر في الإهانات واللوم والقسوة ، كان هو مستغرقاً في حالة شعورية لذيذة من الإيمان بأن هذه الفترة ستنتهي وإن الحياة لا زالت أمامه وإنه يملك عقله ويسيطر على مخه وبالتالي فهو أفضل وأقوى من هذا الرجل المدمن .
فعلاً نجح فقي عبور الأزمة وعاد لوجهه نضارته وعادت له عافيته وشفى من الصداع والسعال وأنهى الخدمة بسلام ، لا بل وقد تغير موقف الضابط منه حين لمس مدى قوته وثقته بنفسه وهدوء أعصابه .
وهاك هذا المثال الآخر :
ممرضة في أحد مستشفيات أوكلاهاما ، كانت قد أنهت دروس ( السيلفا ) في معهدي بذات الآن الذي كانت فيه تعمل ، وقد جربت أن تطبق ما تعلمته في عملها ، فشرعت خفيةٍ بالإيحاء إلى المرضى وهم في حالة التخدير العميق قبل الذهاب إلى غرفة العمليات ، ببعض العبارات التي تسهل عليهم عملية الشفاء ، وقد نجحت مع إحدى السيدات والتي كانت تعاني من شعور بالمرارة والنقمة على كل الناس بسبب أحباطات حياتية قاسية سلف أن مرة بها .
أوحت لها بأنها ستتماثل إلى الشفاء بعد العملية مباشرة وحين تفتح عينيها عقب الخروج من حالة التخدير ستجد أن كل الناس يحبونها وأنها تحب الجميع وإنها راضية عن حياتها وعن ظروفها .
وفعلاً حين انتهت العملية ، استيقظت المرأة بشعور غريب بالحب لكل الناس وهذا ما أدهش زوجها وأبنائها ، وقالت لهم إنها ستنهض على قدميها بعد فترة قصيرة وإن لديها كذا مشروع لمساعدتهم وإنها ستفعل كذا وكذا ، وفعلاً تحقق كل الذي أوحي لها به .
أما في تجربة أخرى مع مريضة كانت تعاني من متاعب مبرحة في المعدة وكانت على أيضاً على وشك أن تساق إلى غرفة العمليات وكان الأطباء قلقون من احتمالات النزف الداخلي لأن صحتها العامة لا تحتمل النزف .
قامت الممرضة بالإيحاء لها بأنها يجب أن تأمر مخها بأن يوعز لجسمها أن لا ينزف ، وظلت تكرر الأمر مرات ومرات عديدة ، وفعلاً أجريت العملية ولم يحصل إلا نزف صغير وبتدفقٍ بطيء مما أدهش الأطباء وأثار استغرابهم ، ولكنه لم يدهش تلميذتي ولم تقل لهم طبعاً أنها أوحت بشيء لأنها ستهدد مستقبلها المهني إذا ما أسيء فهمها .
أظن أنك استوعبت عزيزي القارئ أهمية وخطورة الكلمات إذا ما أوحيت لنا أو أوحيناها لأنفسنا ونحن في حالة الاسترخاء العميق ( التأمل ) حيث يكون الفكر خالياً وتكون أستقباليته عالية جداً للإيحاءات التي توحى له .
وإذا ما كنّا مؤمنين بما نقول وواثقين من هذا الذي نريده …!
_____________________________________________________________________

سنقرأ في الفصل القادم المزيد عن …قوة الخيال وتأثيره في تغيير واقعنا وحياتنا .
( المترجم )



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة في التأمل وتقنياته - الفصل الخامس
- منهاج السيلفا للسيطرة على المخ- الفصل السابع- برمجة الأحلام
- قوة بلا حدود- الجزء الأول - الفصل السابع - كيف تسيطر على فعا ...
- ماذا لو أغلقت دور الوعظ أو أقصيت من ساحة السياسة والتربية وا ...
- المثلث الذي أبتلع البيضة ...بل السلة كلها ...ولا يزال يطالب ...
- باركر 51 - قصة مترجمة من الأدب الإيرلندي
- كيف تصنع إرهابياً ..؟
- مرثية لشهدائنا صغار حي العامل - شعر
- زائر الكنيسة - قصة مترجمة عن النرويجية - تأليف تور بريكفيند
- تضامناً مع الحوار المتمدن …تضامناً مع شعبنا العربي في نجد وا ...
- قالت أنها تعرف أسرار روعتها ...
- نظرة الإسلام للمرأة - قراءة في بعض أحاديث الرسول
- الأسئلة القديمة المتجددة ...!!
- المزيد من متناقضات الكتاب العتيد
- ليتنا نغلق الكتاب فإنه مثقلٌ بالإضطراب ...!
- لا ليست إسرائيل عدونا الأول
- يمكنك أن تطيل عمرك البيولوجي وتجدد شبابك من خلال المحافظة عل ...
- قوة بلا حدود - الجزء الأول -الفصل السادس
- أحاديث محمد ...هل تصلح أن تكون مرجعاً سلوكياً أو دينياً ...؟
- لماذا نتأمل ...؟ - دراسة في التأمل وتقنياته - الفصل الرابع


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - منهاج السيلفا في السيطرة على المخ - الفصل الثامن