|
الإعلام العربي أسود ..مثل النفط الخام!!
واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 08:49
المحور:
المجتمع المدني
يولد العربي فيكافح أول أعوامه من أجل أن يتعلم النطق والكلام وحالما يكتسب ذلك تبدأ الأنظمة العربية الرسمية والدينية والإجتماعية بتعليمه وتلقينه - فنون الصمت- لكي يصمت حتى مماته وإندثاره ، كما جرى على مدى مئات من السنين ، قرون من الظلام والهمجية والطبقية والفئوية والطائفية والعزل الأثني والعرقي والجسدي ،عشرات من عقود السنين بعد – فيما يدعى بعصر النهضة العربية – وما زال الزنجي عبدا ًوالمرأة مجرد وعاء او غاسلة أوعية وماكنة بدائية للتناسل والمسالم جبان والمختلف في الرأي زنديق او كافر او من أهل الذمّة ، لازالت المجتمعات العربية وأنظمتها عنصرية وقاهرة وديكتاتورية لاحقوق فيها للإنسان ولا الحيوان ولا الحجر ولا الذكريات بل التاريخ نفسه فقد كتبوه وفقاً لمخيلات ومعايير مريضة بحب العظمة والإنكفاء الذاتي ، في عامنا هذا 2011 لم يعد للصمت تلاميذ وليس هناك إسطوات لردم الأفواه،الصراخ هو الذي يعلو ويعلو حتى أقاصي الحرية الشاسعة التي لاحدود لها من حرية التعبير حتى تحرير الجسد !!.
ولأن الصراخ له دائما صدى ، فأن الإعلام ( الميديا ) هي من تنقل عادة الموجات الصوتية والصورية بمختلف الأجهزة الحديثة المعروفة مثل التلفاز والراديو والأنترنيت ،اضافة الى الأحاسيس البشرية التي تعبر عن ذاتها باللمسْ مثل الكتابة الى الصحف والمجلات ، ولحد الأن فأن أسوء إعلام تقليدي في العالم هو الإعلام العربي الخاضع مباشرة للأنظمة العربية الرسمية والدينية وغيرها أو الذي َيصدر من خارج ( عواصم ومدن الوطن العربي ) من المحيط الثائر حقاً الأن الى الخليج الهادر حقاً الأن !!،الإعلام العربي ،هو الأن مرتزقٌ بجدارة كعادته ، لايعمل بمهنية ولا محايدة ، لذلك هو غير محترم من المواطن الواعي الناطق بالعربية ، ورغم أن قنوات فضائية أثارت زوبعات من الجدلْ حول طروحاتها وسياساتها المتعلقة بالإرهاب الإسلامي على الخصوص (مثل الجزيرة القطرية )، إلا أن الجزيرة نفسها لها عين عوراء فيما يخص بعض الأحداث ، مثل صمتها الأن عن ما يجري في البحرين ، بينما مساندتها الشديدة لحركة الشباب في مصر والمعارضة الليبية ، فيما دعمت القناة تلك عمليات الإرهاب في العراق على مدى سنوات،وساهمت كثيرا في عدم إحلال السلام الإسرائيلي - الفلسطيني والتوتر اللبناني الداخلي ،واللعب الوسخ على خط الدين والقومية وهي تنتقي لتسليط الضوء واثارة المشاهدين السذج في قضايا تبتعد ايضاً عن السياسة مثل الرياضة والفنون، وهذه القناة هي مثال نموذجي وعالي المستوى لكافة القنوات الفضائية العربية والتي تبث من مختلف الأقطار العربية وخاصة من دولة الإمارات العربية (مركز المال والأعمال ). لقد عارضت أغلب ( الميديا ) المصرية حركات الشباب ودافعت بكل ما أوتيت من العزم ورباط الخيل في الدفاع عن نظام حسني مبارك ، ولكن بعض منها وقبل ساعات من سقوط مبارك ، اضطرت للخروج الى الشارع حيث قام المذيعون والمذيعات ومعدو البرامج بالإعتذار الى الجمهور الغاضب ، قائلين لقد ( خدعونا ) ، اليوم هناك صحف ومواقع اليكترونية وقنوات فضائية هللتْ للإنتفاضة الليبية ضد حكم العقيد الأخرق الحاكم بأمره منذ 42 عاما ، وحين تراجعت قوى المعارضة في الإسبوع الأخير تراخى التأييد (فلعل القائد القذافي سوف ينتصر، ماذا سوف نفعل نحن ) ؟؟، اما الأخرون ممن يعيشون على فتات الدولار السعودي ،فقد حولوا بقدرة الطائفية والنفط الأسود الملطخة فيه وجوهم 70% من الشعب البحريني الصغير والكبير بثورته الى عملاء ودخلاء يريدون تحطيم مملكة البحرين بأمر من ولي الفقيه القابع في قمْ ، وكأن العالم مثل قرودهم الثلاث التي تتقافز بين جنباتهم ، فهم لايرون ولا يسمعون ولا يتكلمون ، العالم يعرف اكثر ، كل العالم يعرف أن هناك طائفية مقيتة وعنصرية في دول الخليج ضد مواطنيهم ( الشيعة ) أو الطوائف الصغيرة الأخرى أو العاملين الأرقاء من الهنود والباكستانيين والأسيويين وغيرهم . الإعلام العربي ومنذ ما قبل عصر نزار قباني ومظفر النواب ومحمد الماغوط وصلاح جاهين وأخرهم جبران تويني والصحافة اللبنانية الجريئة أنذاك قبل عصر حزب الله ونظامي الأسد وولاية الفقيه ، هو إعلام ملطخ بالعار والسواد فكيف الأن ؟؟؟ ، إنه ملطخ بالدم وبسواد الزفت الخليجي والسعودي والعراقي والليبي والجزائري ، وحين تقوم الثورات ضد الأنظمة والمؤسسات القمعية المتخلفة فأن الإعلام العربي بجميع مفرداته يجب أن يتم نسفه الى القاع ، الى الصفر ، وبناء مؤسسات اخرى ، وليس لنا ان نتعجب أن العراقيين وبعد عام 2003 ، كانت وزارة إعلامهم السابقة هي إولى المؤسسات التي ألغيت، ولم يتم تأسيس وزارة اعلام جديدة اخرى حتى الأن . لقد وجد صراخ الشباب طريقةٌ وهي أهم من الصحف العاهرة والقنوات الفضائية المنافقة والرخيصة ،الصراخ الذي يصلُ الى كل مكان وبأسرع ما يمكن وفي جميع اللغات وبكل الأقطار ،انه فيس بوك وتويتر وصفحات التواصل الأجتماعية الأخرى ، لعل بشار الأسد والقذافي وعلي صالح والملك السعودي والبحريني والمغربي وكذلك زعيم حزب الدعوة ابراهيم الجعفري وخليفته نوري المالكي يفكرون بطريقة ما لشراء الفيس بوك بكم مائة ملياردولار او كم مليون برميل نفط ؟؟؟؟ أو إعتقاله مثل البشر !! أو لربما تكليف بعض الشركات الصديقة لصنع فايروس اليكتروني ُيعطل أجهزة جميع الشباب ..!!ربما.
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطائفية إفيون الشعوب
-
الشباب قادمون لتحرير انفسهم
-
لا بد من التغيير بقيادة الشباب المحطّم هذه المرّة
-
الإنتفاضة من أجل فصل الدين عن الدولة
-
أوهام الملاّ خامنئي ...
-
مصر : يا ظالمني ... ثورة من أجل الحياة
-
تونس شكرا ً ..للفرح
-
الإرهابيون: ُمسلمون ُيطبقون نصوصا ً دينية
-
المآساة المستمرة *
-
إرهاب العمائم في فضيحة – بول الأدباء - !!
-
العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟
-
معمّمون لكن متمردون
-
الخوف من ( السعلوّة ) ...*
-
تشيلي تهزم الموت 33 مقابل صفر *
-
الشعور بالخجل العام !!
-
مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟
-
إنسانية غير معقولة
-
ثقافة سياحية
-
كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم
-
أكو -لو- ماكو *-ستيفن هواكينغ ونفيه لخالق الكون-
المزيد.....
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
-
لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
-
اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|