احمد مصارع
الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 11:41
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كان صديقي من خلفية أيديولوجية مألوفة هي الوطنية الإسلامية مع التطابق والانسجام بين الفكر والمعتقد والإيمان والممارسة.
وكنت على خلاف معه ، لأن مرجعيتي الإيديولوجية تتراوح مضطربة بين قطبي القومية العربية والشيوعية ، وليس من المألوف تمرير مصطلح مركب هو( الشيوعية العربية) كنا نتحاور ذات مرة حين هتف : لو تجسدت العروبة صنماً لسجدت له.
رددت عليه ببرود : لا أسجد لأي صنم، ولا أسجد سوى للرب العظيم خالق هذا الكون.
ارتبك إزاء حماسة جهالةٍ مرت به، ومن إمكانية ( لمن المستحيل إمكان حدوثها ).
قال محاولاً تسوية الأمر: كأننا قد تبادلنا المواقع الإيديولوجية .
فرددت: ليس هذا هو المهم، فنحن بشر أولاً وأخيراً ,وما الكمال إلا غاية نسعى جميعاً لبلوغها.
قال : بالفعل من الخطأ السجود لغير الله الواحد الأحد .
قلت: هل تفهم أنني أقف عند الحروف التي نطقت بها ؟
قال متسائلاً : أفصح ولا تكن أعجمياً .
قلت: لست ممن يعتقدون بأن الكفر الصريح أو الضمني هو مجرد ألفاظ ينطق بها الإنسان في لحظة ما, الكفر حرب فعلية على البشر وفيها إبادة مأساوية، الكفر خرق لنظام الطبيعة وثقب في طبقة الأوزون، الكفر دمار شامل يحدثه البعض لمجرد نزوة فيحترق بسببه الأخضر واليابس ... هكذا أفهم الكفر فلا تقلق يا صديقي أبداً .
قال مستفسراً عن التفاصيل :ماذا تقول عن الوطن؟
قلت : الدين لله والوطن للجميع .
قال: المزيد .
قلت: الدين لله الواحد الأحد والوطن لكل بني البشر.
علق ساخراً: إذن أنت مسلم.
قلت : على طريقتي الخاصة .
سأل صراحة : كيف تميز إذن بين المسلم والكافر .
قلت: نظرياً لا فرق بينهما إلا بقول ( بسم الله ) وعملياً لا فرق بينهما إلا بالأعمال الكبرى والصغرى التي تهدف إلى سجن البشرية وإلى حرمانها من الحرية وإلى تخريب الطبيعة لأي سبب كان.
قال: من أين تأتي بهذه الأفكار, أنت توحد وغيرك يفرق .
قلت: ليس بي عطش للسلطة ولا طمع بالمكاسب المادية.
رد باستياء: لا تتهم غيرك .
قلت:بل أتهم نفسي وغيري بريء.
قال معلقاً بتهكم : لست سياسياً أذن !
قلت: ولن أكون كذلك ما حييت .
قال: لقد سمعت للتو شعاراً قد رددته على مسامعك، ومازلت اعتقد به جازماً، فهل تجرؤ على صياغة شعار مماثل لما قلته؟
قلت بلى: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" ؟ !
"لقد تبين الرشد من ألغي ، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" .
قال معبراً عن فهمه الخاص : أنت تمجد الحرية أولاً ...
قلت: بل ألعن العبودية أولاً .
الرقة 2004
#احمد_مصارع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟