حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 08:37
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
للصمت صلاحية يبدو أنها انتهت عندما قامت فكرة الثوره من تحت الرماد ، كل شىء قابل للثورة ،بدأ من الطبيعه حينما تقذف البراكين بحممها الى البحور حينما تزأر المياه بفيضاناتها لتبتلع الشواطىء والمدن والبشر أيضا ..
كل شىء قابل للثورة..
يثور الضمير فيعذبنا ويثور القلب فيشقينا ويثور العقل فيرمينا في غياهب الحيرة والكفر ..وقد أصبحنا نسمع عن مطالبات بثورة أنثوية على الطغيان الذكوري الغاشم !!
ذلك أن الثورات لا تحتفظ بخط رجعه ولا تقوم أو تولد إلا من رحم اليأس .
واذا كنا في عام الثورات بلا منازع فهل نتوقع أن نثور على أنفسنا أيضا مطالبين بمزيد من الانجازات الشخصية في عهدنا مع هذه الحياة القصيره؟
ما انتميت يوما الى عالم الواقع ولا أتوازن أبدا إذا لم أغط في غفوة من أحلام اليقظة بين الحين والآخر ..ولا أشك في أن للأحلام فلسفتها كما للثورات فلسفتها ..
هل انتبهتم يوما للعلاقة ما بين الحلم والثورة ؟
نعم ثمة علاقة..
فالأحلام هي الوجه الناعم للتمرد على الواقع أما الثورات فهي الوجه الشرس للانقلاب على الواقع .
أقول هذا لأن ثوراتنا العربيه بدأت تحلق عاليا في توقعاتها الحالمه وأحلامها الواقعيه..
فهل توقعنا أو حلمنا يوما بالدعوة الى الزحف التاريخي تجاه فلسطين في 15 مارس 2011 بل وتعميم موعد للاعتصام كل خميس الساعه السادسه مساء عند السفارات الاسرائيليه في كل أنحاء العالم ؟
إذن الشعب يريد تحرير فلسطين !
منذ أكثر من ستين عاما والعالم العربي يحلم بتحرير اسيرته الحبيبه فلسطين لكنه اليوم بدأ يدعو من خلال الفيس بوك الى تحرير فلسطين !
فأي ثورة تلك التي أيقظت الأميرة النائمه من سباتها ؟ وأي قبلة تلك التي فعلت المعجزات؟
أشار هؤلاء الثائرون الحالمون الى أن الزحف السلمي سيتم من كل الجهات المحيطة بحدود فلسطين مدعومين بتعاطف مجموعة من الأجانب يعملون على دعم السفن القادمة الى فلسطين مطالبين العالم بالاعتراف بحقوقهم عادلة .
اذا كانت الحسابات السياسيه لا قيمه لها في مواجهة إرادة الشعوب ، فهل تكون حسابات الواقع أيضا لا قيمة لها في مواجهة الأحلام المشروعة ؟
لم لا .. ثم في كل الأحوال تبقى أحلاما مشروعة من حقها هي أيضا أن تثور .
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟