أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شامل عبد العزيز - الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 4 - 4 .















المزيد.....

الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 4 - 4 .


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 11:31
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


انتهينا من قواعد النظرية الثلاث بين النظرية والتطبيق في روسيا في المقالة السابقة .
بما أننا قدّمنا تفنيداً لهذه القواعد ومن وجهة نظر شخصية لابدّ من تبني / رأي مخالف / وإلاّ سوف نكون سلبيين في ما طرحناه .
أدى تطبيق النظرية التي قامت عليها اشتراكية الدولة إلى خروج الواقع عنها في كل قاعدة من قواعدها .
ما معنى هذا ؟ هذا معناه : لابدّ أن يكون ثمة خطاً في النظرية أو في التطبيق .
إذا كان الأثنان صحيحين فإن معنى ذلك أن التطبيق لابدّ أن ينحرف عن النظرية بما يقتضيه بُعد الواقع عن مجرد النظر .
التطبيق بتلك الصورة التي عرضناها ادى إلى خروج نموذج جديد للرأسمالية هو : رأسمالية الدولة أو / رأسمالية الطبقة الحاكمة / . لماذا ؟
لأن الدولة تلقي مقاليدها للحزب الذي يترك سلطة التوجيه والتقرير للفئة الحاكمة .
هذه الفئة أصبحت في حقيقتها / الرأسمالي الواقعي في الدولة / لأنها تستقل بحق التصرّف في فائض القيمة وبذلك تكون الوريث الحقيقي للسلطة .
التطبيق الاشتراكي في روسيا المتخلفة أساء إلى الاشتراكية .
لقد أدّت الضرورة المطلقة للتغلّب على التخلّف إلى المطابقة بين أهداف الاشتراكية وأهداف المرحلة الأولى من الكفاح – مرحلة تراكم رأس المال – ثم أدّت هذه الضرورة و لا ننسى القسر والقهر إلى تسجيل بصمتها على التاريخ اللاحق ثم عملت الوطنية والقومية على صبّ النتائج في قوالبها القاصرة .
وهذا ما أكده الواقع وأثبتته التجارب وما السقوط المدوي إلا خير دليل على ما نقوله ونؤمن به .
الاتحاد السوفيتي أصبح وصياً على الاشتراكية وأيدلوجيته اقترنت بالتبريرات التي تزعم أن التطبيق الاشتراكي قد نجح فيه , ليس هذا فحسب بل أدّت هذه الوصايا إلى تصدير نموذج واحد من التطبيق الاشتراكي / هو نمذج رأسمالية الطبقة الحاكمة / .
هذا النموذج تستأثر فيه فئة من الحكام بالسلطة وبالحق في التصرّف في فائض قيمة كل إنتاج الدولة وعقاراتها يصاحب ذلك جهاز قوي من الشرطة باجهزة سرية متعددة تفرض الحكم بالقوة والقهرثم كيف هو الحال إذا رافق كل ذلك إعلام يبرر كل تصرفات السلطة الحاكمة .
هل هذا هو واقع الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة أم لا ؟ مجرد سؤال .
الإعلام يحول اللامعنى إلى معنى والمعنى إلى لا معنى ثم يقوم بمحاولة تقديم أُطُرِ فكرية لوصف ما يجري وما يحدث طبعاً مع استبعاد المفاهيم التي تساعد على فهم هذا الذي يجري ويحدث .
هل هذا هو الذي حصل في الاتحاد السوفيتي أم لا ؟ مجرد سؤال آخر .
أتمنى أن لا ينزعج بعض الأخوة من الأسئلة التي نُكررها فغايتنا ليس تشويه النظرية بل العكس هو الصحيح , ليس لدينا غاية معينة كما قد يتوهم البعض , حرية الرأي والرأي الآخر هو الذي نؤمن به ومن المحتمل جداً أن يكون الرأي الذي نتبناه بعيداً عن الواقع واحتمال الخطأ فيه كبير جداً - ليس هناك حقيقة مطلقة نؤمن بها حتى نُصر على الرأي الذي ذهبنا إليه .
النموذج الذي بدأت روسيا بتصديره بالرغم مما في هذا النموذج من تشويه لم تتجرّد من النوازع القومية والعوامل الوطنية .
هذا النموذج لايكون لصالح الإنسان بأي حال من الأحوال وكذلك لايكون لحساب حرفية التطبيق الاشتراكي مجردة من أي عامل إنساني .
التصدير ضمن الأغراض الحزبية للطبقة الحاكمة في البلد المصدَّرة أو الأهداف الوطنية لها .
الصين بدأت بتطبيق نموذج آخر بدأ بتغيير العلاقات الاجتماعية لا العلاقات الاقتصادية .
يوغسلافيا لها نموذجها الخاص بها .
بعض دعاة الاشتراكية طالب بأن يكون لكل بلد نموذج خاص به ينبع من ظروفه الخاصة .
هذه الدعوة ترجع إلى التنقيحات الأولى للنظرية والتي ذكرناها في الأجزاء السابقة .
إلى جانب اشتراكية الديكتاتورية هناك اشتراكيات آخرى تقوم على ذات الأهداف ولكنها تختلف عن اشتراكية الديكتاتورية لأن اشتراكية الديكتاتورية وكما تراه الاشتراكية المخالفة كان فهماً ناتجاً عن الظروف التي وُضعت فيها النظرية الخاصة به من حيث الوقت أو المكان .
الأسلوب السديد هو الأسلوب الديمقراطي / تطبيق الأهداف بالنظم البرلمانية , والتكوينات النقابية والتشريعات المتتالية / .
أشهر الاشتراكيات في هذا الصدد / الاشتراكية الفابية / والتي ذكرناها في الجزء الأول .
هذه الاشتراكية وضعت قانونها الأساسي عام 1887 ومن أهم ما جاء فيه :
تتكون من اشتراكيين – تهدف إلى إعادة تنظيم المجتمع بتخليص الأرض ورأس المال الصناعي من الملكية الفردية والطبقية وجعلها في يد المجتمع لمصلحة الجميع .
هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن تحقيق العدالة في توزيع المزايا الطبيعية والمكتسبة التي تمتلكها الدولة على الناس جميعاً .
في تبرير الفارق بين الاشتراكيتين قيل أن النهوض الذي حققته الطبقة العاملة جعل لها تأثيراً على التشريع – عقود العمل .
إذا كانت الدولة ديمقراطية ولديها استعداد لأن تلزم نفسها بالإصلاح الاجتماعي وللطبقة العاملة نفوذ وقوة اقتصادية وكان للأمة وعي اجتماعي متزايد فإنه لا يكون ثم مبرر للتعامل على أساس من الثورة والصراع الطبقي .
اشتراكية الدكتاتورية اختارت أسلوبها في العمل قبل نشأة الاشتراكية الديمقراطية وكذلك في ظروف لم يكن روادها قادرين على غير التفكير في الثورة .
كان يتعين عليهم أي الرواد إزالة النظام القديم وبعد ذلك خلق جهاز سياسي لإعادة تنظيم المجتمع على أساس جماعي .
ولكن في حالة وجود مجتمع ديمقراطي ودولة تعرف التزامها نحو التشريع فلا تكون هناك حاجة إلى ثورة من اجل خلق جهاز سياسي جديد لأن الجهاز السياسي السليم قائم و لا يحتاج الأمر إلاّ إلى استخدامه .
الفابية كان لها أثر كبير في انكلترا يصورة خاصة وإليها يرجع الفضل في تأسيس حزب العمال البريطاني سنة 1900 فهو يؤمن بمبادئها ويعمل من خلال النظام النيابي والسلطة التشريعية على تطبيق هذه المباديء .
للفابية أيضاً تأثير مشع على كافة بلاد غرب أوربا وانتهجت نهجها في الأهداف الاشتراكية .
هذه هي غايتنا وهذا هو مُرادنا وهذا ما نتمناه لباقي دول العالم و لا شيء غير ذلك .
دائماً نُكرر القول التالي :
ليس هناك مثالية , هناك أفضلية , لا يوجد شيء كامل , هناك عيوب وفي نفس الوقت هناك امتيازات , هناك حريات هناك احترام لكرامة الإنسان , لا يوجد تكميم للأفواه – ليس هناك قمع و لا قهر ولا ظلم ولا طغيان – الإنسان هو اعلى وأغلى قيمة . ليس هناك فئة واحدة أو حزب واحد يفرض أفكاره بالقوة او التسلط , فلا يصح إلا الصحيح ولو بعد حين .
العاقل من اتعظ بغيره ؟
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 3 - 4 .
- الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 2 - 4
- الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 1 - 4 .
- ماركس وداوكنز والدين !!
- يوم الغضب العراقي .
- قناة الجزيرة وإسرائيل !!
- لكل زمان دولة ورجال !!
- مصر , التغيير , والسياسة الأمريكية !!
- لماذا لا يكون الحاكم مسيحياً ؟
- هذا هو حالنا .. فلا تلوموا إلاّ أنفسكم !!
- منْ سيقطف الثمار ؟
- وقفة مع السيد أحمد القبانجي !!
- عربة خضار أقوى من كل الأفكار !!
- إذن .. ما هو الحل ؟
- عمر الإنسان بين النصوص الدينية والاكتشافات العلمية !!
- شامل عبد العزيز !!
- يا مسلمي العالم احذروا !!
- حقيقة الروايات التاريخية 1 - 3 ؟
- البيدوفيليا .
- يا مسلمي العالم اتعظوا !!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شامل عبد العزيز - الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 4 - 4 .