|
الاشجار تموت واقفة
خالد بهلوي
الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 11:30
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
هكذا كان حسين عمرو عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري سكرتير اللجنة المنطقية في الجزيرة بقي شامخا حاملا هموم الحزب والجماهير مناضلا حتى آخر لحظة في حياته متنقلا بين قرى وبلدات ومدن الجزيرة مساهما مرشدا يصغي بانتباه إلى محدثه وبكل هدوء يستمع ويسجل مطالب وشكاوى المواطنين فينقلها بكل صدق في اجتماعات الإدارة المحلية وفي اجتماعات فرع الجبهة الوطنية والتقدمية وفي اجتماعاته الحزبية يدافع بصلابة عن قناعا ته الراسخة كالجبال بعيدا عن الجمود واحتكار الحقيقة مستوعبا تعقيدات المرحلة حريصا في الدفاع عن السياسة الوطنية السورية ضد التهديدات الأمريكية والصهيونية منطلقا من مصلحة الوطن والشعب وكان يلقب في مجلس المحافظة(بشيخ المجلس ).0 حقا كان كبير المجلس سنا وتواضعا وهدوءا ومناقشا مقنعا لايفرق بين الكبير والصغير بين القادم من الجنوب والشمال يعتبر كل شكوى وقضية قضيته.0 كان يبحث عن نقاط الاتفاق والنقاط المشتركة بينه وبين جميع أطياف المجتمع بينه وبين التنظيمات السياسية والقومية والدينية كان يشكل قاسما مشتركا للجميع 0 يحقق التوازن ويرسخ التعاون والمحبة في جميع أعماله وأقواله ويرسخ الوحدة الوطنية التي آمن ودافع عنها طيلة حياته وعكس ذلك في جميع الأحداث والمنعطفات وفي أحلك الظروف كان همه أن يحصل الفقير على قوت يومه والعاطل من العمل على فرصة عمل والشاب على مسكن صغير والطالب على مقعد في الجامعة 0 وان يحصل كل إنسان على هوية ويحمل جواز سفر فيتنقل بها متى شاء وان يصل كل مظلوم على حقه و يتحقق أحلام المخلصين الوطنين الشرفاء0 كان يعكس كل افكارة ومبادئه للبحث عن العدالة والديموقراطية عن حقوق الأقليات عن المحبة والتآخي بين جميع أطياف المجتمع عربا وكردا اشورا وارمنا سريانا. كان بحق مناصرا للمظلومين لا يتهاون في كشف السلبيات ومحاربة الفساد والتسلط البيروقراطي واستغلال النفوذ والمراكز الوظيفية والقضايا الذاتية. كان مصلحة الوطن والجماهير هاجسه الأول لذلك قدم معروضا للسيد الرئيس بمطالب وهموم محافظ الحسكة ولكل الوفود التي زارت المحافظة منطلقا من معاناة الجماهير الشعبية ومن مصلحة الشعب والوطن ولتواكب هذه المحافظة تطور بقية المحافظات. وفي آخر يوم بحياته وصل إلى المالكية قادما من الحسكة للقيام بواجبه الحزبي بإدارة ندوة على شرف الذكرى الثمانين لميلاد الحزب وفي ساعة متأخرة من الليل تابع واجبه الوظيفي كعضو المكتب التنفيذي مسؤولا عن قطاع التموين فزار فرن المالكية وافران القامشلي وسجل.مشاهداته وملاحظاته وقدم اقتراحاته للاهتمام برغيف المواطن وتحسينه باستمرار.وقبل بزوغ الفجر داهمته نوبة قلبية أودت بحياته ولم يتمكن من إيصال هذه الاقتراحات إلى الجهات المسؤولة. هكذا كان أبو ناظم منذ شبابه وفي جميع العهود منذ أيام الاستعمار الفرنسي حتى الاستقلال مرورا بأيام الوحدة وصولا إلى أفران القامشلي أفران الخبز خبز الجماهير مناضلا مدافعا دون هوادة عن الحق والعدالة طيلة خمسين عاما مدافعا عن الفقراء والكادحين عن المبادئ الذي آمن به مبادئ الماركسية اللينينية مدافعا عن القطاع العام مطالبا بتعزيز دور الجبهة الوطنية التقدمية وحماية كل المكتسبات التي تحققت وحق كل إنسان في العيش الكريم ومن اجل حياة أفضل للجماهير الشعبية وليس غريبا على أبو ناظم عندما قال خدمة الشعب ليس بالتنظير بل بحفر ماء للعطشى وتامين خبز جيد للمواطنين وقال بقدر ما نخدم الجماهير ونحقق مطالبهم بقد ر ذاته يلتف الجماهير حولنا ويدعم مواقفنا 0 هكذا عرفنا أبو ناظم لم يتهاون ولم يتقاعس في أداء مهامه الوظيفية والحزبية وفي احلك الظروف وأقسى الصعوبات ولم يكن هاجسه صحته اوراحته بل كان هاجسه تحسين الوضع المعيشي للكادحين و مكافحة البطالة و تحقيق المساواة والعدالة للجميع هكذا المناضلين يمهدون الطريق الوعر طريق حرية الإنسان و كرامته ولأجل كل هذا استحق التقدير و الاحترام من جميع أفراد مجتمعه و أصدقائه ستبقى ذكراه و أعماله حية في قلوب المناضلين و الشرفاء و نأمل أن يبقى رفاقه أوفياء مخلصين لهذا التاريخ المجيد وان يتابعوا المسيرة ورفع راية الماركسية بالرغم من كل الصعوبات والانتكاسات من اجل وطن حر وشعب سعيد
#خالد_بهلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وداعا ابا ناظم
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|