أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل حزين - العالم يتشكل من جديد














المزيد.....


العالم يتشكل من جديد


عادل حزين

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 08:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمر العالم بثورة فلسفية ستكون علامة فارقة فى التاريخ الإنسانى كله. لازالت معالم هذه الثورة ونتائجها فى رحم الغيب, ولكن يسهل إستشراف إرهاصاتها المادية من ثورة تكنولوجية إلى ثورة رقمية إلى ثورة معلوماتية لا حدود لها. أيضا يمكن إستقراء آثارها الفلسفية فى تطور الإدراك الشخصى والمجتمعى والعالمى أيضا. لا يظنن أحدا أو مجتمعا أنه سيظل محافظا على بناؤه العقيدى والفلسفى أيا كان على مثل ما كان عليه حتى القرن الفائت.

لم تكن أفكار هنتنجتون عن صراع الحضارات مجرد رجما بالغيب أو سببا لذلك الصراع, وإنما كانت تحليلا ذكيا لما جرى ويجرى من بعد سقوط المنظومة الشيوعية. وتختلط الأفكار وتتقارب على غير ماتبدو متباعدة عن أفكار فوكوياما التى عبر فيها عن نهاية التاريخ وسيادة المنظومة الفلسفية الغربية التى تدين بجذورها إلى الفلسفة الهلينية مرورا بالتجارب المريرة للمسيرة الأنسانية.
تتلخص تلك التجارب المريرة فى سيادة البرابرة والفلسفات القاصرة لردح من الزمن. من ضمن تلك التجارب والفلسفات الإنسانية الخاسرة والتى فشلت فشلا ذريعا, تجارب تطبيق الشرائع الدينية على أنها أوامر من الله سواء كانت كنسية أم إسلامية أم يابانية أم غيرها من شيوعية ونازية. الفرقة التى ربحت هى الفرقة التى رجعت إلى أصول الفلسفة الهلينية. هذه الفرقة هى الدول الغربية عموما وكذلك الدول التى فرض عليها الأخذ بالبناء الفلسفى الهلينى, سواء من ناحية علاقة الإنسان بالدولة أو بالمجتمع الذى يعيش فيه أو بغيره من البشر عموما.
لم يخرج فكر إنسانى فلسفى خلال التاريخ المعروف للبشرية تمكن من مقارعة الفكر الهلينى أو حتى الإقتراب منه. الحضارات التى وجدت أثناء ومن بعد العصر الهلينى والتى تبنت فكر فلسفى مختلف لم يثبت أمام عظمة ورقى الفكر الهلينى. جميع المجتمعات المتخلفة حاليا هى مجتمعات مقاومة للفلسفة الهلينية وتحاول ان تجد أو تخط لمستقبلها فكرا ومنظومة فلسفية تختلف عن الفكر الهلينى ولكن هيهات. عاشت الحضارة الفارسية والصينية والهندية والفرعونية أيام الفكر والفلسفة الهلينية, ولكنها جميعا إندثرت ولم تبقى سوى آثارها الإنشائية, وبقاياها من روابط مجتمعية متخلفة أشد التخلف, سواء كانت قبلية أم عنصرية أم طبقية.
للأسف لم يكتب أحدا من العرب ولو مجرد تعريف بالحضارة الهلينية بلغة مبسطة يفهمها العامة, والإنسان عموما عدو ما يجهل. هل يعرف أحدا من قراء العربية مثلا أن الملك فى العصر الهيلينى ومن بعده الإمبراطور فى عصر الإمبراطورية الرومانية التى عاشت منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف عام كان ينتخب إنتخابا حرا مباشرا من عامة الشعب! هل يعرف احدا – بدون أن يستقى معلوماته من الأفلام- أن سبب إغتيال مجلس الشعب الرومانى ليوليوس قيصر, أحد أبرز الأباطرة الرومان, كان بسبب طمعه فى أن يحول روما إلى ملك عضوض! كان هذا يجرى وقت أن كانت الحضارات الفرعونية والفارسية وغيرها تقسم شعوبها إلى طبقة محدودة جدا من السادة أو كهنة المعابد والباقين مجرد أملاك من العبيد! هل يعرف أحدا من قراء العربية البسطاء النظام القانونى الذى كان سائدا خلال الإمبراطورية اليونانية أو الرومانية. لو قرأ أحدا عن ذلك النظام لذهل من عدالته وسيادته على كافة العلاقات الإنسانية للشعوب التى كانت تتمتع بجنسية تلك الدول!
بالطبع إنحدرت الدول التى كانت تأخذ بالحضارة الهلينية الراقية خلال بعض فترات التاريخ لأسباب كثيرة ياليت المجال كان متسعا لرصدها وشرح أسبابها, ولكنا مضطرون فقط للمس العموميات وتبقى الإستفاضة فى التوثيق والشرح أمانة فى عنق مثقفى هذه الأمة إن كان لا زال منهم من يوجع ضميره التخلف والجهل الذى تعيشه المجتمعات العربية... الحقيقة أعذر من يقرأ هذه المقالة ويلقى بها من مثقفى الأمة. فمن هذا الراهب الذى يوجع رأسه وقلبه ليكتب شيئا عن الحضارة الهلينية لتلحق بها أمة العرب ويجنى من كتابه مجرد الديون, بينما فى إمكانه وفى واحد على المائة من الوقت المخصص أن يجنى أرباحا مهولة ووجاهة إجتماعية من كتاب عن الإعجاز العلمى أو الطب النبوى أو كتابا عن فقه الحيض والنفاس وعذاب القبر والثعبان الأقرع!؟



#عادل_حزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترويض الوحش
- لماذا يكره المسلمون الأقباط؟
- بين أوباما ونيكسون
- إنتهت السكرة ولم ولن تجىء الفكرة أبدا.
- إنهم يجلدون المصريين.
- بين رضاع الكبير وبول الرسول هناك فرق.
- عن قتل الأسرى المصريين!
- عن قتل الأسرى المصريين
- أساطير الجنة والنار!ا


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل حزين - العالم يتشكل من جديد