أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نرين طلعت حاج محمود - حيث الاختلاف خلاف














المزيد.....


حيث الاختلاف خلاف


نرين طلعت حاج محمود

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


خلال سنوات المدرسة الثانوية لم يحدث ان استطاعت الطالبات ان يتفقن على موقف واحد و كن يكررن دوما اتفق العرب على ان لا يتفقوا و خصوصا في أيام هطول الثلج حيث كانت الطالبات يبدأن مباحثات حول التغيب أو العودة الى البيت معا كي لا يحتسب عليهن غياب و كن يقضين الوقت بالمجادلات التي لا تنتهي لشيء سوى ان الساذجة وحدها هي التي تصدق ما اتفقت عليه الطالبات و تتلقى وحدها عقاب الإدارة و كذلك كان يجري عند الاتفاق على التغيب قبل بدأ الامتحانات و غيرها من المناسبات.
و كان هنالك إدراك ضمني يتم تداوله بين الطالبات و سلوك يتعودن عليه و يتعلمنه و يقوم على المخادعة و التشجيع على اتجاه معين خلال المناقشات رغم الاقتناع الضمني الراسخ على نية مخالفته.
في تلك السنوات كنت اعتقد ان هذا الطبع مرتبط بسن الطالبات فقط أما الكبار فلابد ان سلوكهم غير ذلك و انهم ينفذون كلمتهم التي صرحوا بها أمام الجميع.
خلال سنوات الدراسة الجامعية اطلعت على الاقتصاد التعاوني و نشوئه في أوربا بعد الثورة الصناعية بعد تدهور الظروف المعيشية فيها و عدم تقديم الحكومات الأوربية أية مساعدات للأفراد مما دفع هؤلاء الى مساعدة أنفسهم بأنفسهم من اجل تخفيف آثار ارتفاع تكاليف المعيشة عليهم و كانت نشاطاتهم تلك ترتكز على الصدق و الإيمان بأنفسهم و على التعاون من اجل تحقيق هدف يخدم حياتهم جميعا و كانت تلك هي بداية التعاونيات التي ستتطور في أوربا و اطلعت بالمقابل على مدى فشل هذا العمل التعاوني في البلدان النامية بسبب افتقار الأفراد في هذه البلدان لروح التعاون و أخلاقيات العمل الجماعي المشترك.
و يمكن جيدا ملاحظة مدى ضعف و بيروقراطية المؤسسات التي تقوم على روح المشاركة و التعاون في بلدان العالم الإسلامي مثل النقابات و التعاونيات و الجمعيات الأهلية.
في البلدان النامية يحلم كل فرد ان يصبح مليونيرا و هو مستعد ان يقضي كل حياته و هو يحلم بهذا الحلم و لكنه غير مستعد للتعاون مع غيره من اجل تحقيق مكاسب ملموسة تعينه في حياته.
بغياب الثقة بالنفس و بالآخر و الخوف من استغلال الأخر و عدم الاستعداد للعمل و التضحية خوفا من هذا الاستغلال و غياب منطق الحوار و قبول الاختلاف و غياب أخلاقيات المشاركة و التعاون و العمل الجماعي لا يمكن النهوض بمؤسسات المجتمع المدني التي تعتبر من ركائز العمل الديمقراطي و أدوات نشر الثقافة الديمقراطية .
فلا بد من اجل النهوض بهذه المؤسسات البدء بنشر ثقافة المشاركة و مبادئها الأساسية التي تقوم أولا على الإقرار بالاختلاف و التنوع و التعدد و هذا الإقرار يستلزم أولا الإيمان بالحقيقة النسبية و عدم ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة التي يمتنع معها منعا باتا قبول الاختلاف و هذا الاختلاف هو سر و علة الحوار فلا معنى للحوار مع ادعاء امتلاك الحقائق المطلقة.
ان العائق أمام بلوغ ذلك تبقى الثقافة القائمة و نظم التعليم و الفهم الديني السائد و العائد للقرون الوسطى و هذا التفسير و الفهم الضيق للدين يبقى هو العنصر الحاسم ، فالديمقراطية ليست نظام سياسي يُختزل في صناديق الاقتراع إنما هي أخلاقيات تبدأ في الأسرة المكونة من شخصين حرين مستقلين مصممان على التضحية ببعض حرياتهما و الحوار و التفاهم و الرغبة في العيش المشترك و تربية الأطفال انطلاقا من مبدأ احترام قيمة الإنسان و حقوقه و لا تبدأ الديمقراطية من أسرة بدوية تقوم على إرادة و رغبة راعي الأسرة الزوج وحده و حيث تسود الوصاية و علاقة التبعية و الطاعة المطلقة و السلطة اللامحدودة على كل الأفراد فيها.
ان العمل المشترك يتطلب الحوار الصادق الشجاع و بدونه ستمضي الشعوب الإسلامية آلاف السنين القادمة في بؤسها و شقائها و فقرها حيث يحلم كل فرد فيها ان يصبح مليونيرا و هي عاجزة عن مساعدة نفسها بنفسها .



#نرين_طلعت_حاج_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب بين رجل و حشد من نساء
- ما بين الايمان و العقد بون شاسع
- حكاية عن بَاتر
- المشعوذون و الفضائيات
- أساطير النارتيين
- من حضر القسمة فليقتسم
- المرأة و الإحساس بالحياة
- عشرون صالحا يشفعون لمدينة اشرار
- مكابرون حتى الرمق الأخير
- المرأة و وجدانية الرجال
- الكرسي و الطاولة
- الموؤدات
- حبة شعير
- حجز العقول
- مسؤولية المؤسسة الدينية عن الأخلاق العامة في المجتمعات الإسل ...
- المرأة في عرف المجتمع
- شلة حسب الله و الهوية الجديدة
- حرب الشيشان حرب تحرير وطني و ليست حربا دينية
- أخلاق الرعيان ...إلى متى ؟


المزيد.....




- 450 عامًا.. عمر صناعة الحبر الياباني بالأقدام.. ماذا نعرف عن ...
- ضبط عشرات الألعاب النارية في حقيبة محمولة بمطار في أمريكا
- بتصاميم مبهرة.. أنفاق مائية تربط جزرًا نائية بين أيسلندا واس ...
- أذربيجان: -عوامل خارجية مادية وفنية- وراء تحطم طائرة الركاب ...
- مدفيديف: لا يمكن التسامح مع ما فعلته السفينة النرويجية
- عشرات القتلى والمفقودين.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلا على رؤ ...
- عراقجي يكشف عن أهم أهداف زيارته للصين
- ألمانيا ـ دعوات لتكثيف المراقبة لمكافحة جرائم السكاكين
- أوكرانيا تخسر 600 جندي في محور كورسك خلال آخر يوم وإجمالي خس ...
- الرئاسة الفلسطينية تدين إحراق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نرين طلعت حاج محمود - حيث الاختلاف خلاف