أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - هل أعطت واشنطن الضوء الأخضر للقذافي .. لإبادة شعبه.. ؟؟















المزيد.....

هل أعطت واشنطن الضوء الأخضر للقذافي .. لإبادة شعبه.. ؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 21:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كان جيمس كلابر مدير الاستخبارات الأمريكية قد صرح الخميس 10 آذارالجاري ، امام مجلس الكونغرس الأمريكي " أن القذافي سينتصر في المدى الطويل". وقد فسر الخبير المصري المختص في الشؤون العسكرية والأمنية الدكتور عظيمي أحمد تصريحات مدير وكالة المخابرات ، بانها تكشف ميل واشنطن لدعم القذافي ، وهي بمثابة الضوء الأخضر الأمريكي لإبادة الشعب الليبي كله. وأضاف: " أن القذافي اشترى الصمت الغربي على جرائمه بالنفط ، لأنه ليس من مصلحة واشنطن وحلفائها قيام ديمقراطيات حقيقية في البلاد العربية النفطية ، لذلك فهي تسعى وتشجع الحرب والانقسام في ليبيا." انتهى قول الخبير العسكري.
من يتابع الموقف الأمريكي عن كثب منذ الانتفاضة الليبية واليمنية ، يلاحظ بوضوح عدم حماسها للتطلعات الديمقراطية التي يطمح لها شعبا البلدين ، بينما وقفت الولايات المتحدة بكل قوة مع حركة التغيير في مصر وتونس. ففي الأسبوعين الأخيرين اتخذ الرئيس باراك أوباما موقفين متماثلين مما يجري في ليبيا وفي اليمن.فقد طالب الرئيس أوباما المعارضة اليمنية في يوم الجمعة11 آذارالجاري بعدم تفويت الفرصة التي أتاحها لهم الرئيس اليمني عبر مبادرته الأخيرة ، وطالبها أيضا بعدم تصعيد الاحتجاجات لنيل مطاليبهم ، بكلمة أخرى " ابقوا على الرئيس صالح ولا تعملوا على تغيير نظامه ". وقد اعتبر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أقوال الرئيس الأمريكي بمثابة شهادة يعزز بها شرعية لا أساس لها ببقائه على رأس السلطة وعدم الانحناء للمطالبين بتنحيته ، وضوء أخضر له لمعاقبة المعارضة التي لم تستجب لمبادرته الأخيرة. فلم ينتظر الرئيس اليمني طويلا قبل أن يوعز لمرتزقته من الأمن ومناصريه بالهجوم المسلح على المتظاهرين في صنعاء وعدن موقعا فيهم عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
الموقف الأمريكي من حرب القذافي ضد شعبه لم يختلف كثيرا عن موقفه تجاه اليمن ، حيث نشاهد هنا صمتا عن جرائم ترتكب ضد المدنيين مع سابق اصرار، وتردد بالاعتراف بالمجلس الوطني للمعارضة كممثل للشعب الليبي، وتحفظ حذر على موضوع سحب الشرعية عن نظام القذافي. ففي احدى تصريحاته أمام الصحفيين في البيت الأبيض قال: " لقد فقد الرئيس الليبي شرعيته ، ويجب أن يتنحى ، وان هناك عددا من الخيارات يجري دراستها لتقديم المساعدة للشعب الليبي" ، لكن مثل هذه الأقوال قد قيلت بحق القذافي منذ الثمانينيات من القرن الماضي. وقد عززت أقوال الرئيس الأمريكي هذه ما صرح به رئيس الأركان الجنرال مو مولين بأن " فرض الحظر الجوي يحتاج الى وقت " ، ويدعمه في هذا وزير دفاعه السيد غيتز عندما قال:" ان الحظر الجوي ليس بالضرورة حلا حكيما ".

هذه التصريحات قد تناغمت مع مواقف قادة الحلف الأطلسي والمجلس الأوربي ، حيث أصدرت القمة الأوربية التي أنفضت الجمعة 11 آذار الجاري ، بيانا دبلوماسي النبرة اكتفى بترديد ماقيل سابقا بأن على القذافي أن يتنحى بأقرب وقت ممكن ، واعدا بتقديم المساعدات للمجلس الوطني الناطق باسم المعارضة الليبية ، لكنه تحاشى اعتبارها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي. لقد حفزت هذه المواقف القذافي لتكثيف قصفه للمدن الليبية راس لانوف والزاوية ومصراته والبريقة ، معتبرا الموقف الأمريكي– الأوربي مشجعا ، وربما داعما لما يقوم به دفاعا عن مصالحهم في المنطقة ، وهو ما تبجح به كثيرا في الأسابيع الماضية. لكن الموقف الأمريكي الأوربي قد سبب بنفس الوقت حالة من الاحباط ونفاذ الصبر في أوساط المعارضة الليبية التي تواجه جيشا لا يتورع باستخدام الطائرات والدبابات والعربات المدرعة والسفن الحربية ضدها. التردد من جانب أوربا والولايات المتحدة من الاستجابة لطلبات المعارضة الليبية بفرض الحظراالجوي له عدة أسباب ينبغي أخذها في الاعتبار قبل اصدار الحكم بادانتها أو عدمه.
المصالح البعيدة المدى للولايات المتحدة بالدرجة الأولى ، ثم مصالح حلفائها الغربيين هي من يقرر نوعية وتوقيت وحجم الدعم الذي يكونون مستعدين لتقديمه للمعارضة الليبية ، فما يشغلهم بالدرجة الأولى تدفق النفط الليبي نحو أسواقهم ، ومن ستكون له الكلمة في الابقاء على استثماراتهم النفطية وغيرها في ليبيا. يضاف الى ذلك الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تخيم على دولهم ، والتي تحتل أولوية على أي قرار يمكن أن يتخذونه بشأن ليبيا. لقد وضعت قيادة حلف الأطلسي شروطا ثلاثة يجب الوفاء بها قبل موافقتها على أي اجراء عسكري لصالح المعارضة الليبية.الشروط كما أعلن عنها قبل أيام تتلخص بالآتي :
1- طلبا جماعيا من الدول الاقليمية ذات العلاقة بالحالة الليبية ، ويقصد بها جامعة الدول العربية.
2 – تخويلا من مجلس الأمن الدولي يطالب الحلف بالتدخل.
3- أسبابا مقنعة تبرر قيام الحلف بعمليات فرض الحظر الجوي.
بالنسبة للشرط الأول ، فدوافعه اقتصادية بحته ، تتعلق بتكاليف ما تتمخض عنه عملية تنفيذ الحظر ، فالدول العربية دولا نفطية غنية ، وكما في حرب تحرير الكويت في تسعينيات القرن الماضي عليها أن تتعهد بكل أو معظم التكاليف المالية التي تتطلبها العمليات العسكرية التي قد يقوم بها الحلف ، وربما أيضا المساهمة بقوات عسكرية تشارك قوات الحلف في بعض الواجبات القتالية عند الضرورة لتقاسم التكاليف البشرية التي سيخلفها التدخل العسكري. فعملية حظر الطيران في هذه المنطقة من العالم ليست جزء من مهام الحلف ، وبخاصة ان ما يجري في ليبيا لا يشكل تهديدا مباشرا أو غير مباشر لأحد أعضائه. وقد جاء قرار الجامعة العربية الأخير التزاما من دولها الأعضاء بتحمل تنفيذ تبعات قرار الحظر ، وان لم ينص عليها صراحة.أما متى يباشر بتنفيذه فمرهون بصدور قرار مجلس الأمن الدولي ، والترتيبات التي تضعها قيادة الحلف الأطلسي. لكن هل يتوافق هذا مع مصالح الولايات المتحدة في ليبيا ، وهي التي لم تبد حماسا يذكر حتى اللحظة؟
للاجابة على هذا السؤال يكون من المفيد الاطلاع على مقال الكاتب توماس فريدمان المنشور في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأربعاء التاسع من هذا الشهر بعنوان " أجراس الخطر في العالم العربي " وقد جاء فيه:

" في الخمسين سنة الماضية كانت الولايات المتحدة والدول الاوربية والاسيوية تتعامل مع الشرق الاوسط وكأنها مجموعة محطات للبنزين،المحطة السعودية والمحطة الايرانية ومحطات الكويت والبحرين والعراق وليبيا والامارات. رسالتنا للمنطقة كانت واضحة ومنسقة (ايها الفتيان Guys، وكانت كلمة الفتيان هي الوحيدة في مخاطبتنا لهم ، ابقوا مضخاتكم مفتوحة واسعار النفط منخفضة ولا تضايقوا اسرائيل. اما خارج هذه الامور وفيما يتعلق بنا فيمكنكم ان تفعلوا ما تشاِءوا ، تستطيعون تجريد شعوبكم من اية حقوق مدنية تشاؤون ، وتستطيعون الخوض في الفساد إلى العمق الذي ترغبون به. ويمكن لوعاظكم ان يبشروا من خلال المساجد بما تشاءون من تعاليم متشددة ، كما يمكنكم ان تنشروا ما تشاؤون من نظريات المؤامرة المعدة من قبلنا في صحفكم. كما يمكنكم ان تبقوا نسائكم اميات في جهل مطبق ، وابقاء شبابكم غير متعلمين ، وكل ما هو مطلوب منكم ان تبقوا مضخاتكم مفتوحة واسعار النفط منخفضة ، والا تضايقوا اليهود كثيرا وبعكسه يمكنكم ان تفعلوا ما تشاؤون) ".
ما نود قوله هنا ، ان أمريكا قبل أكثر من خمسين عاما هي نفسها الآن ، لم تتغير قط ، فهي بحاجة للنفط العربي حد الادمان وليس في بالها شيئا آخر غيره كما يتصور خطأ البعض منا ، النفط الليبي هو ما تحتاجه أمريكا ، بصرف النظر عن من يحكم بلد النفط هذا ، القذافي أو غيره. الولايات المتحدة أرسلت طائراتها في الثمانينيات من القرن الماضي لقتل " الكلب المسعور" التسمية التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة حينها على القذافي ، لكنها استقبلته في 2010 وحظي بمقابلة الرئيس أوباما في القصرالأبيض على قدم المساواة مع قادة العالم من البشر. لا نشك أبدا بأن النفط والغاز في الصحراء الليبية وشواطئها الممتدة لألفي كيلومتر بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط ،هو بالنسبة لأميركا مصلحة قومية عليا ، لا تتقاسمها مع أحد من حلفائها ، ولن تتخلى عنه حتى لو كانت بريطانيا العظمى. الشركات النفطية البريطانية قايضت المقرحي مفجر طائرة بان أمريكان فوق لوكيربي التي فقد نتيجتها حوالي مائتي أمريكي حياتهم ، قايضته بعقود نفط وغاز مع القذافي. كان ذلك قد تم في صفقة عقدها رئيس الوزراء السابق توني بلير مع القذافي ، أغضبت الأمريكان في حينها وما زالوا غاضبون ، ولن يخفف من غضبهم ازاحة القذافي عن الحكم ، بل ازاحة الشركات النفطية البريطانية أو تقاسم الثروات النفطية الليبية معها. الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على حسم الصراع الدائر الآن في ليبيا ، لا فرنسا ولا بريطانيا المتحمستان لفرض الحظر الجوي والاعتراف بالمعارضة ممثلا وحيدا لليبيا.

القذافي يقصف المدن الليبية بكافة الأسلحة ويبيد شعبها ، والعالم ينتظر تنحيه طواعية عن سلطة أقسم أنه لن يغادرها حتى آخر قطرة من دمه.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر ... الحقيقي لرئيس وزراء العراق...؛؛
- أيها الليبيون .. اسألوا العراقيين عن الإحسان الأمريكي.. .؛؛
- المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛
- ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟
- قلوب العراقيين معكم ... أيها الليبيون الأبطال ..
- هل تنحني حكومة بغداد ...لثورة العبيد... ؟
- العراقيون .... لو ثاروا....؟؟
- العراق .. بعد تونس ومصر ... يرفع من الديوانية راية ثورته..
- العراق على طريق الديكتاتورية من جديد.. ..؛
- ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية -.. ...
- الحرب الباردة ... وانهيار التجربة الاشتراكية ... ( السادس وا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ...(الجزء الخامس ...
- الحرب الباردة … ونهاية التجربة الاشتراكية … ( 4)…
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ... ( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الأو ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة .. ( الأخير ) ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة ..(1).؛؛


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - هل أعطت واشنطن الضوء الأخضر للقذافي .. لإبادة شعبه.. ؟؟