جمعة التربية والتعليم

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 12:59
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

واخيرا ثار العرب على حكامهم واجبروهم على الرحيل في سواد الليل بعد ان فاض الكيل وكثر الجياع والمنتحرون , والعملية المنظمة لنهب الاموال والثروات سرا وعلانية , وكان العراق الديمقراطي الفدرالي الاتحادي من المتأثرين بالحركة الاحتجاجية في الوطن العربي فخرجت عدة تظاهرات في جميع المدن والاحياء والقصبات. كان ابرزها تظاهرة الجمعتين ( الغضب والكرامة ) واثنين الندم .حيث خرج الاف في الايام المذكورة يطالبون بتحسين الخدمات
والقضاء على البطالة ووضع حد للفساد الاداري والمالي ووضع الحلول الآنية لجميع المشاكل التي تطفو على السطح . لكن ما يلفت النظر ويستدعي الوقوف عنده . عدم خروج تظاهرات لتحسين الواقع التربوي والتعليمي في البلاد, رغم ان الجميع يعلم بأن الجنرال والسياسي الفرنسي الشهير ( شارل ديغول ) عندما اراد تحرير فرنسا سأل عن واقع التعليم وعندما اجابوه بأن التعليم بخير اطلق كلمته ( استطعنا تحرير فرنسا ) ومما يؤسف له ايضا ان الكثير من المتظاهرين هم من شريحة الطلبة الجامعيين وطلبة الاعدادية , فلم يكلفوا انفسهم برفع يافطة ولو متواضعة تطالب المعنيين بالالتفات قليلا للتربية والتعليم العالي اللذين شهدا تدهورا كبيرا منذ تسعينات القرن الماضي وهو اليوم يحبو نحو الانهيار . فالجامعات والمعاهد اصبحت وكرا للعلاقات العاطفية بين الجنسين فلا توجد بحوث علمية رصينة تساهم في تقديم آليات ومقترحات في شتى المرافق والمجالات ,او فعاليات ثقافية وعلمية ترتقي لمستوى الطموح عدا تلك الفعاليات والانشطة التي تقام لاغراض سياسية او دينية او حزبية , وجرس الانذار المتمثل بالضحالة الثقافية والعلمية للطالب الجامعي والاعدادية الذين يستأذنون الجامعة بالدخول الى رواقها . ويكفينا دليلا لاثبات ذلك ان نذكر نماذج رواه من نثق بروايته. فحدثنا احدهم قائلا بأن مجموعة من طلبة الدراسات العليا ( المجاستير ) دخلوا امتحان تمهيدي فلم يفلحوا في تجاوزه سوى ثلاثة . حدثنا آخر بأن عينة من طلبة العلوم السياسية سئلُوا عن تعريف ( الفكر السياسي ) ففشل 80% في الاجابة . رئيس تحرير احدى الصحف المحلية شكا لنا معاناته مع الحاملين لشهادة البكاليروس في الصحافة والاعلام وهم ( ما يدبرون ) اجراء لقاء صحفي , فيقوم رئيس التحرير بوضع الاسئلة بنفسه للمحرر . روى لي شخصيا طالٌب في الصف الخامس العلمي حكاية غريبة عن مدرس الرياضيات الذي تفوق عليه اكسل التلاميذ في حل احدى المسائل الرياضية !! راوي من الثقاة المقربين حدثنا عن مدرس يجهل حل بعض المسائل الفيزيائية مبررا ذلك بأنها ليست مهمة في الامتحان الوزاري . اما عن تجربتي الشخصية ففي يوم طلبت من احد اساتذة الجامعات الكبيرة في البلاد لقاءا صحفيا ففرح وعندما عرضت عليه الاسئلة تراجع قائلا ( استاذ والله ما ادبرها ) . هذا بالاضافة الى تدخل الحكومة والاحزاب في تعيين واقصاء عمداء واساتذة , والاهمال الواقع الخدمي والصحي . والقائمة تطول في ذم التعليم. لذا يجدر بأبنائنا وبناتنا واستاذتنا من الكوادر التدرسية في المدارس والمعاهد والجامعات الدعوة لتنظيم تظاهرة كبيرة في بغداد تسمى بجمعة التعليم يسبقها كما هو متبع في طقس التظاهرات الاعداد والتحشيد عبر الفيس بوك وتويتر والمواقع الاخرى والترويج لها عبر وسائل الاعلام المختلفة
ويشترك في التظاهرة طلبة المرحلة الاعدادية وطلبة المعاهد والجامعات وطلبة الدراسات العليا وكافة المعلمين والمدرسين واساتذة الجامعات وعمدائها ورؤسائها في جمعة غضب اخرى هذه المرة للضغط على الجهات المسؤولة والحكومة العراقية بالالتفات للتربية والتعليم الركيزة المهمة في البناء والتقدم واللبنة الاولى نحو اصلاح جميع المرافق الاخرى

[email protected]

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات