الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 08:53
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
المدلولات الاجتماعية تعتبر المقياس الأساسي الذي يعكس حقيقة طابع الهوية الطبقية – الاجتماعية للسياسة الاقتصادية للحكومة المترجمة بالأرقام في مشروع الميزانية العامة للدولة. بمعنى آخر يعتبر المقياس الذي يكشف حقيقة مَن مِن الطبقات والفئات الاجتماعية التي تخدم السياسة الاقتصادية مصالحها وعلى حساب ضرب مصالح فئات اجتماعية اخرى.
وفي الاقتصاد مقارنة بالسياسة حبل الكذب والتضليل أقصر لأن دلائل ومؤشرات الاقتصاد مدعومة بالمعطيات والارقام والنسب المحددة. ورغم هذه الحقائق الناجزة فإن وزير المالية، بنيامين نتنياهو، يعمل بشكل تضليلي منهجي على تشويه حقائق المعطيات الصارخة في المجال الاقتصادي – الاجتماعي. ففي خطابه من على منصة الكنيست يوم افتتاح دورتها الشتوية، الاثنين الماضي، حاول نتنياهو تصوير اسرائيل جنة عدن في عهده الميمون، انتعاش اقتصادي ومعيشي، وانه نصير الفقراء والمحتاجين وسياسته أخرجتهم من دوامة الفاقة والضائقة الاجتماعية. ولم يمض اكثر من يومين على خطابه التضليلي حتى صفعت حقائق المعطيات ونسفت اكاذيبه التزويرية للحقائق.
فالمعطيات تشير انه في عهد خطة نتنياهو الاقتصادية – الاجتماعية الكارثية تردت الاوضاع المعيشية للعاملين وذوي الدخل المحدود. فحسب المعطيات الاولية لمؤسسة التامين الوطني فقد بلغ عدد الفقراء في اسرائيل عام الفين وثلاثة اكثر من مليون واربعمائة الف فقير، أي بزيادة قدرها مائة الف فقير جديد مقارنة مع العام الفين واثنين، وان اكثر من ستمائة وثمانين الف طفل وولد فقير في العام الفين وثلاثة وبزيادة حوالي خمسة وستين الف طفل فقير جديد قذفتهم سياسة شارون – نتنياهو الاقتصادية – الاجتماعية الى شارع المعاناة والفاقة. كما انه في ظل سراب الانتعاش الاقتصادي – الاجتماعي السلطوي يعاني حوالي نصف مليون طفل في اسرائيل من نقص في الأغذية ومن سوء في التغذية.
في ظل السياسة الكارثية التي تنتهجها حكومة شارون – نتنياهو اصبحت اسرائيل تنافس حليفها الاستراتيجي الامريكي في ارتفاع نسبة "سكان تحت خط الفقر" من بين اجمالي عدد السكان. فأكثر من خُمس سكان اسرائيل هم فقراء يعيشون في جحيم جنة الصهيونية المفقودة. هذا في وقت توفر فيه حكومة خدمة مصالح الاغنياء كل الظروف ووسائل الدعم لزيادة ثراء وأرباح الاحتكارات ومجمعات البنوك والرأسمال الكبير الاسرائيلي والاجنبي.
وهذه هي النتائج المأساوية لسياسة الليبرالية الجديدة وتصعيد العدوان الدموي التي تنتهجها حكومة شارون – نتنياهو اليمينية، نتائج من أبرز مؤشراتها توسيع وتعميق الفوارق الطبقية – الاجتماعية بين الاغنياء والفقراء في المجتمع الاسرائيلي. سياسة لا مفر من تصعيد الكفاح السياسي – الجماهيري لدفنها.
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟