أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ














المزيد.....

مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 08:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تشير الأنباء مؤخرا الى أن الأوروبيين في هذه الأيام يعارضون انضمام تركيا الى اتحادهم على أساس أنها لا تزال تتبنى قيما وصفها السيد برلسكوني , رئيس الحكومة الايطالية, بأنها "ظلامية". والمقصود أن الاتراك مازالوا يحتفظون برؤية غير مقبولة في أوروبا لمسألتين هما: النساء والشواذ. كما تعلمون, بعض الدول الأوروبية شرعت الزواج بين مثيلي الجنس, وبعضها الآخر يستعد لذلك أو يناقش الموضوع في الاعلام والمؤسسات العامة للدولة. وللنساء في أوروبا نفس الحقوق القانونية ونفس الواجبات التي على الرجال, بلا استثناء. فالمرأة في أوروبا ليست "حرمة" ولا قاصرا, بمعنى أنها ببلوغها سن الرشد,-18 سنة- يغدو بإمكانها الاستغناء عن أي انسان اذا كانت قادرة على الشغل واعالة نفسها. والأوروبيون يعتقدون أن هذا الشوط لم تبلغه تركيا بعد. لذلك, ففي الوقت الذي يتركون باب الحوار والتفاوض مفتوحا معها, يرون أن المسألة تحتاج تطويرا ومتابعة على مدى الأعوام العشرة أو الخمس عشرة القادمة. وحتى ذلك الحين, يتوجب على الأتراك إذا كانوا مصرين على الانضمام الى الاتحاد الأوروبي أن يبرهنوا أنهم قادرون على يعيشوا كأوروبيين, أي أن يشاركوا أوروبا قيمها الأخلاقية وليس فقط سوقها. ولكن هل جميع الاوروبيين يتفقون الآن على نفس القيم الأخلاقية؟ نحن نشك في ذلك كثيرا.
وفي تقرير صادر مؤخرا عن بروكسيل, بالرغم من التقدم الملحوظ الذي أحرزته تركيا فيما يخص إصلاح مؤسساتها ووتحجير بعض الممارسات غير الديمقراطية, فلا تزال هناك شكاوى بشأن اعتداءات على حقوق الانسان, ولا يزال الفساد والرشوة متفشيان في سائر مناحي الاقتصاد والحياة العامة. وينتقد التقرير الأوروبي الحكومة التركية أيضا على استمرارها في معاقبة الصحفيين والكتاب والناشرين وتضييق حرية التعبير على المجموعات غير المسلمة, ويدين التقرير كذلك "جرائم الشرف" التي تقترف ضد النساء, ويعتبرها من أكبر المشاكل الاجتماعية في تركيا.
وقد يرى الأتراك ان الأوروبيين يحاولون عرقلة انضمامهم الى الاتحاد بغير وجه حق, معتمدين في ذلك على آراء وتصريحات بعض الذين لا يرون أي فائدة تحصل لأوروبا من ضم " بلد فقير" يشمل 71 مليون مسلم إليها. وقد طالب السيد رجب طيب أردوغان , رئيس وزراء تركيا, أن تطبق على بلاده نفس المعايير التي طبقت لانضمام بلدان الكتلة الاشتراكية السابقة. وأردوغان , وهو زعيم أكبر حزب اسلامي في تركيا, يريد بذلك تجاوز الحاجز الديني, باعتبار أن بلاده تتبنى نظاما علمانيا لائكيا. والحقيقة أنه يوجد في أوروبا ما لا يقل عن 20 مليون مسلم, ( حسب نيويورك تايمز في مقال خاص بتركيا نشر يوم 7 اكتوبر) هؤلاء جميعا يتمتعون في الغالب بحقوقهم كبقية المواطنين ويخضعون أيضا لنفس القوانين, مما يعني أن أوربا قادرة تماما على ادماجهم. فلماذا لا تدمج تركيا, لتغدو بذلك مجاورة لسوريا وايران والعراق؟
لعل أهمية تركيا بالنسبة لأوروبا هي هنا بالذات. فعن طريقها, ستغدو أوروبا حاضرة في قلب الشرق الأوسط, وعلى مرمى حجر من أهم منابع الطاقة في العالم. وهذه ورقة رابحة في يد الأتراك: أي موقعهم الاستراتيجي في الوقت الذي يغدو فيه الشرق الأوسط أكثر فأكثر أهمية في مسرح السياسة الدولية. تركيا تملك أن تفتح الباب لأوروبا , وقد فعلت ذلك – عن غير قصد – في الماضي , عندما وقع تدمير الامبراطورية العثمانية كمدخل للتوسع نحو الشرق الاوسط . ومن يملك موقع تركيا, لا يمكن أن يكون فقيرا. لذلك يستطيع الأتراك أن يتفاوضوا من موضع قوة , وليس من موضع ضعف وتذلل. وإذا لم تكن الدول الأوروبية تطالب العشرين مليون مسلم الذين يعيشون على أراضيها بالتخلي عن معتقداتهم وقيمهم, فليس من المعقول أن تطالب تركيا بذلك. وإذا كان من حق بعضهم أن يشرع زواج مثيلي الجنس في دولته إذا أراد, فإنه لا يعقل أن يجعل من هذا معيارا لقبول تركيا أو عدم قبولها, في الوقت الذي نعلم فيه أن العديد من الأحزاب ورجال السياسة المسيحيين يرفضون تماما زواج الشواذ.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات أفغانستان أتعبت المراقبين !
- عن الاطفال المقاتلين
- سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون
- مشكلة الصدر
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ